"اقفلوا الموبايل".. تنبيه عاجل من التعليم للطلاب قبل بدء امتحانات الترم الثاني    برعاية الاتحاد العربي للإعلام السياحي.. انطلاق سوق السفر العربي في دبي وحضور غير مسبوق| صور    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    محافظ القليوبية: توريد 58099 طن قمح للصوامع والشون والبناكر    استعدادا لفصل الصيف.. السكرتير العام المساعد بأسوان يتابع مشروعات مياه الشرب والصرف    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    محافظ المنيا يوجه بتنظيم حملات لتطهير الترع والمجارى المائية بالمراكز    اليونيسف: كارثة أخرى تنتظر 600 ألف طفل فلسطيني في رفح    ارتفاع عدد ق.تلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصا .. شاهد    أمير قطر ورئيس وزراء إسبانيا يبحثان هاتفيًا الاجتياح الإسرائيلي المرتقب لرفح    سام مرسي بعد قيادة فريقه للبريميرليج: سعيد كوني أول مصري يحقق ذلك    الدوري الإماراتي، العين يتقدم على خورفكان بهدف نظيف بالشوط الأول (فيديو وصور)    مصطفى فتحي ولاكاي في الهجوم.. تشكيل بيراميدز لمواجهة فيوتشر بالدوري    محافظ مطروح: "أهل مصر" فرصة للتعرف على الثقافات المختلفة للمحافظات الحدودية    انتشال جثة شاب لقي مصرعه في مياه نهر النيل بالقناطر الخيرية    هلال "ذو القعدة" يحدد إجازة عيد الأضحى|9 أيام رسميا من هذا الوقت    متضيعش فلوسك.. اشتري أفضل هاتف رائد من Oppo بربع سعر iPhone    وزير النقل يتابع إجراءات الأمن والسلامة للمراكب النيلية خلال احتفالات شم النسيم    "سلملي على حبيبي".. شهيرة تنعى شقيق محمود ياسين    في ذكرى ميلادها.. كيف تحدثت ماجدة الصباحي عن يسرا وإلهام شاهين؟    المخرج فراس نعنع عضوًا بلجنة تحكيم مهرجان بردية لسينما الومضة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    كيفية قضاء الصلوات الفائتة.. الأزهر للفتوى الإلكترونية يكشف عن أفضل طريقة    خطأ شائع في تحضير الفسيخ يهدد حياتك- طبيب تغذية يحذر    الصحة تعلن إجراء 4095 عملية رمد متنوعة مجانا ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    ختام فعاليات المؤتمر الرابع لجراحة العظام بطب قنا    في العام الحالي.. نظام أسئلة الثانوية العامة المقالية.. «التعليم» توضح    ‫ إزالة الإعلانات المخالفة في حملات بمدينتي دمياط الجديدة والعاشر من رمضان    «الكحول حلال في هذه الحالة».. أمين عام رابطة العالم الإسلامي يثير الجدل (فيديو)    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    إصابه زوج وزوجته بطعنات وكدمات خلال مشاجرتهما أمام بنك في أسيوط    أبرزهم «السندريلا» وفريد الأطرش .. كيف احتفل نجوم الزمن الجميل بعيد الربيع؟ (تقرير)    في خطوتين فقط.. حضري سلطة بطارخ الرنجة (المقادير وطريقة التجهيز)    مصرع شخصين وإصابة 3 في حادث سيارة ملاكي ودراجة نارية بالوادي الجديد    المستشار حامد شعبان سليم يكتب :الرسالة رقم [16]بنى 000 إن كنت تريدها فاطلبها 00!    بعد إصابته بالسرطان.. نانسي عجرم توجه رسالة ل محمد عبده    كتلة الحوار: استقرار الوضع الامني بسيناء شاهد على صلابة جيش مصر وتعاون قبائل سيناء فى إطار الأمن القومى الشامل    باحث فلسطيني: صواريخ حماس على كرم أبو سالم عجّلت بعملية رفح الفلسطينية    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    مفوضية الاتحاد الأوروبي تقدم شهادة بتعافي حكم القانون في بولندا    الدفاع الروسية: إسقاط مقاتلة سو-27 وتدمير 5 زوارق مسيرة تابعة للقوات الأوكرانية    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة لسيدنا موسى غير صحيحة    غدا.. إطلاق المنظومة الإلكترونية لطلبات التصالح في مخالفات البناء    على مائدة إفطار.. البابا تواضروس يلتقي أحبار الكنيسة في دير السريان (صور)    إيرادات علي ربيع تتراجع في دور العرض.. تعرف على إيرادات فيلم ع الماشي    هل أنت مدمن سكريات؟- 7 مشروبات تساعدك على التعافي    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    بالصور.. الأمطار تتساقط على كفر الشيخ في ليلة شم النسيم    وفد جامعة بيتاجورسك الروسية يزور مطرانية أسيوط للاحتفال بعيد القيامة    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    خالد الغندور: علي معلول ليس نجما في تونس.. وصنع تاريخا مع الأهلي    ميدو يوجه رسالة إلى إدارة الزمالك قبل مواجهة نهضة بركان    طارق السيد: لا أتوقع انتقال فتوح وزيزو للأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصاد عام من الثقافة المصرية الصينية
نشر في الوفد يوم 25 - 01 - 2017

أكثر من مائة فعالية ثقافية وفنية شهدتها كل من مصر والصين فى إطار العام الثقافى الذى أطلقه الرئيسان عبدالفتاح السيسى وشيى جين بينج من مدينة الأقصر فى بدايات 2016، واختتم باحتفالية فنية بدار أوبرا مقاطعة «جوانزو» فى التاسع عشر من يناير الجارى.
قبل الحديث عن أهم هذه الفعاليات، ينبغى الأشارة إلى ملاحظة لافتة، وهى أن افتتاح الفعاليات انطلق من مدينة الأقصر، وليس من القاهرة، كما أن حفل الختام أقيم فى مدينة بجنوب الصين لا فى العاصمة بكين.
اللافت أيضاً أن هذه الفعاليات الفنية والثقافية شملت أقاليم البلدين، فقدمت فرقة رضا وفرقة الإسماعيلية وغيرهما عروضها فى جهات الصين الأربع، وزار فنانون ومثقفون صينيون طنطا ودمنهور والإسكندرية والصعيد.
الفعاليات والأنشطة كانت متنوعة، فنية وأدبية وفكرية، وأخرى ركزت على الترجمة من الصينية للعربية وبالعكس، كما كان لافتًا أيضاً أن خصصت محاور للنقاش حول تصنيع الثقافة وتحويلها إلى سلعة رائجة، وربما كان هذا هو الجانب المفيد للخبرة الثقافية المصرية، فالصينيون ينظرون للثقافة باعتبارها وسيلة «تبادل تجارى» يمكن أن تدر ربحًا، لا أن تكون عبئًا على موازنة الدولة، وهو ما يفسر اهتمامهم بالسياحة الثقافية والبيئية، فضلاً عن برامج التبادل الثقافى والعلمى مع الجامعات حتى الإقليمية منها. ثمة ما يفيد فعلاً فى التجربة الصينية، فقط لو صح العزم وخلصت الهمة.
«طريق الحرير»
فى إطار العام الثقافى المصرى الصينى أقيمت الدورة الأولى لمشروع «قراءة الحزام والطريق» فى جامعة اللغات والثقافة ببكين يوم 19 نوفمبر.
كما شاركت مصر فى المعرض الثقافى الدولى الأول لطريق الحرير، وحضر حفل الافتتاح نائبة رئيس الوزراء الصينية ليو يان دونغ.
وبلغ عدد ضيوف المعرض نحو 1500 ضيف من نحو 60 دولة فى أنحاء العالم.
وفى يوم 26 نوفمبر انطلقت فى جامعة بكين الدورة الأولى لمنتدى التعاون الاستراتيجى المصرى الصينى.
كما عقد المنتدى الصينى المصرى للدراسات البحثية المشتركة فى مجال الزراعة فى إطار سياسة الحزام والطريق فى جامعة وسط الصين الزراعية بمدينة ووهان. وشاركت فيه جامعة بنها ومسئولون من مركز بحوث المياه ومركز بحوث الصحراء.
وكان الرئيس الصينى قد طرح مبادرة الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن ال21 أو ما يعرف اصطلاحا بمبادرة «الحزام والطريق» فى عام 2013، بهدف ربط قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا بشبكة من الطرق البرية والبحرية عبر مشروعات إنشائية كبرى تستفيد منها جميع الدول الواقعة بطول الحزام والطريق.
وفى كلمته، أكد المستشار الثقافى المصرى حسين إبراهيم أن مبادرة الحزام والطريق تقوم على فلسفة تتجاوز المفهوم الجغرافى الضيق بما يسمح بضم أكبر عدد من الدول المتباينة سياسيا واقتصاديا وأكبر عدد من الأقاليم.
تصنيع الثقافة
شهد السبت 16 ابريل المنتدى المصرى الصينى للتبادل التعليمى وتجارة الثقافة، وشارك فيه عدد كبير من مسئولى المؤسسات التجارية الصينية ورجال الأعمال الصينيين وعدد من الفنانين والطلاب الراغبين فى الدراسة فى مصر.
وتحدث محمد عبدالله نائبا عن رئيس المكتب التجارى المصرى، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجارى الثنائى العام الماضى بلغ 13 مليار دولار، ووصل عدد الشركات الصينية العاملة فى مصر إلى 1450 شركة.
وفى مدينة شينزين افتتحت الدورة الثانية عشرة لمعرض الصين الدولى للصناعات الثقافية استمر لمدة 5 أيام، وتضمن الجناح المصرى معروضات من مختلف الحرف التراثية مثل أعمال الخيامية والصدف والنحاس والمشغولات والفضيات والخشب المعشق والخزف من إنتاج مركز الحرف التقليدية بالفسطاط التابع للصندوق المصرى للتنمية الثقافية.
وافتتح نائب رئيس الوزراء الصينى يوم 28 مايو، الدورة الرابعة للمعرض الصينى الدولى لتجارة الثقافة.
وقال وزير التجارة الصينى، إن الحكومة الصينية تولى أهمية كبيرة لتجارة الخدمات التى ترى أنها تستطيع أن تكون القوة الدافعة للاقتصاد خاصة مع ما تعانيه تجارة السلع من تباطؤ بسبب انكماش الاقتصاد العالمى، ولفت إلى أن تجارة الخدمات الصينية بلغ حجمها نحو 713 مليار دولار أمريكى فى عام 2015 لتصبح بذلك الصين ثانى أكبر دولة فى العالم فى هذه التجارة بعد الولايات المتحدة.
التنين يقابل الفرعون
فى 22 فبراير أقيم ببكين أول منتدى للحوار بين البلدين بعنوان «حوار الحضارات المصرية الصينية»، شارك فيه عدد من الأكاديميين الصينيين ومن الجانب المصرى الدكتورة مونيكا حنا، أستاذة علم المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وتحت عنوان «تناغم الحضارات» عقد بالمكتبة الوطنية الصينية يوم 22 مارس الملتقى الثقافى التعليمى الصينى المصرى الأول.
وشارك مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية ومركز بكين الدولى للتبادل الثقافى والتعليمى فى تنظيم الدورة التدريبية المجانية لتعليم اللغة العربية والثقافة المصرية للدارسين الصينيين فى الفترة من 19 يوليو إلى 28 يوليو فى مدينة ينتشوان.
ثم استضافت السفارة المصرية معرضا للوحات المرسومة بألوان الحبر لمجموعة من الفنانات الصينيات مساء الأربعاء 27/7 استخدمن فيها ريشاتهن لرسم انطباعاتهن عن مصر.
وكانت اللوحات المعروضة نتاج زيارة قامت بها 6 من الفنانات الصينيات إلى مصر للعديد من المتاحف والمناطق التاريخية فى القاهرة والأقصر، التقين خلالها ببعض الفنانين المصريين فى الفترة من 19 حتى 24 إبريل، وأقمن معرضا وورشة عمل فى متحف أحمد شوقى.
وشاركت مصر فى معرض بكين الدولى للكتاب يوم 24/8 بجناحين تم تخصيصهما من قبل الجانب الصينى، وهو أحد أكبر أربعة معارض للكتاب فى العالم.
ونظم مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية، بالتعاون مع المكتب الثقافى ومتحف العاصمة الصينى، فعالية بعنوان «الحوار الحضارى المصرى الصينى» من خلال رسومات الأطفال يوم 12/11.
وكان 30 طفلًا صينيًا جاءوا إلى مصر لزيارة المعابد والمقابر فى وادى الملوك والبحر الأحمر والمتحف المصرى، ورسموا لوحات عن الحضارة المصرية القديمة، ونفذوا رسومات حية أمام الجمهور، وفى المقابل رسم 30 طفلا مصريا لوحات عن الحضارة الصينية القديمة.
وافتتح معرض الاعمال المصرية الصينية لفنون الخط والرسم والنحت فى متحف «قوموروه» بكين يوم 14 ديسمبر 2016.
وقوموروه هو كاتب صينى ناصر مصر بقوة فى مواجهة العدوان الثلاثى عام 1956.
ويوم 15 ديسمبر أقيم ملتقى الترجمة كما تم الإعلان عن مسابقة الترجمة الأدبية من العربية للصينية لطلاب أقسام اللغة العربية بجميع الجامعات الصينية، وشارك فيها عدة آلاف من الطلاب الصينين.
وأوصى الملتقى بتشكيل اللجنة المصرية الصينية العليا لخبراء الترجمة من شيوخ الترجمة فى البلدين، وستكون مهمتها وضع مشروع للترجمة تتبناه وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والمركز القومى للترجمة ووزارتى الثقافة والتعليم العالى المصرية والصينية، لترجمة 100 كتاب منهم 50 كتابا من الصينية للعربية، و50 كتابا من العربية للصينية.
انطباعات طائر على نهر اللؤلؤ
لاحظت أن شجرة اليوسفى موجودة فى كل مكان بمقاطعة «جوانزو» الواقعة على نهر «اللؤلؤ».. أمام الفنادق والمولات والمطاعم ومحلات الملابس والسوبر ماركت.. سألت فكان الجواب: هذا هو عام ثمرة اليوسفى فى الصين.
برغم الكثافة السكانية الرهيبة فإن عدد السيارات لا يتناسب أبدا مع عدد السكان.. السبب أن للسيارات زوجية الأرقام أيام محددة للسير على الطريق وكذلك الحال بالنسبة للسيارات الفردية، ومن يجرؤ على كسر القاعدة فإن كاميرات المراقبة ترصده بلاهوادة.
بمناسبة المراقبة.. لا تشعر أبدا بوجود أفراد الشرطة لكنهم يظهرون فورا عند أى تجاوز.. ويطبقون القانون بحسم وصرامة.. شوارع المدينة كلها تحت المراقبة طوال ساعات الليل والنهار.
الحصول على رخصة سيارة أمر بالغ الصعوبة، يستلزم 5 سنوات على الأقل.. يسمح فقط للمستثمرين بسيارة أو اثنتين حسب نشاط كل منهم.
مئات الدراجات تبيت على الأرصفة وكأنها بلا صاحب.. الحقيقة أنها وسيلة انتقال توفرها بلدية المدينة.. تسمح للناس باستخدامها من مكان لآخر باستخدام كارت ممغنط.
أسعار الشقق نار.. سعر متر السكن فى جوانزو يصل إلى مائة ألف يوان، والعمارات إما للسكن أو للاستخدام التجارى أو الإدارى.. يعنى لا توجد عمارة للسكن بها مكاتب إدارية ولا يسمح للناس بالسكن فى عمارات للشركات والخدمات الإدارية.
هذا الارتفاع فى أسعار العقارات سمح بظهور طبقة جديدة من أثرياء المدن.. لأن الحكومة الصينية تشترى عقاراتهم القديمة لتبنى مكانها عمارات جديدة أكثر حداثة وارتفاعا.. 10% تقريبا من أثرياء المدن حققوا ثرواتهم بهذه الطريقة.
العمارات عمرها الافتراضى فى حدود 30 سنة.. بعدها تهدمها الدولة وتبنى غيرها.
على سبيل التجربة.. ركبت 3 محطات فى المترو.. لن أحدثك عن النظام والنظافة والإعلانات داخل العربات التى تحقق عائدا كبيرا للدولة وإن كان الأمر يستحق.. سأحدثك عن ماكينات صرف التذاكر الآلية التى يستخدمها الركاب بديلا عن موظف الشباك.. وبرغم ملايين البشر الذين يستخدمون المترو يوميا.. فإن أحدا لا يتذمر أو يتجاوز دوره أو يسب المتعامل مع الماكينة لأنه عطله عن مشواره.
لماذا الصينيون– هؤلاء المليار ونصف المليار نسمة - منضبطون؟.. جاءنى الجواب: أجبروا قهرا على الانضباط فى ظل النظام الشيوعى.. ثم دعم التطبيق الصارم للقانون على الكبير والصغير هذه الحالة الانضباطية حتى صار الانضباط سلوكا اعتياديا.
حين وصل الرئيس «شى جين بينج» إلى الحكم قال لشعبه: مهمتى هى محاربة الفساد.. وهل فى الصين فساد؟ طبعا.. آخر الفاسدين مسئول مهم جدا وجهت له تهم باختلاس أكثر من ثلاثة عشر مليار دولار.. لكن القانون طاله وسيطول كل مسئول مهما كان نفوذه كما قال الرئيس «بينج».
كلمة سر الصين
حتى نهاية السبعينات، كانت الصين تعيش فى عزلة عن العالم، خلف سياجات حديدية رسختها سنوات من حكم «ماوتسى تونج» وثورته الثقافية، ومواريث أسرة «مانشو».
بدءا من العام 1978، بدا أن صينًا جديدة تبزغ فى الأفق، مع قيادة «دينج شياو بينج» للحزب الشيوعى.
لم تتخل القيادة الجديدة عن ثوابتها الايديولوجية، لكنها بدت أكثر استعدادا للانفتاح على العالم وتجاربه، وأميل للاستفادة من الفرص التى يتيحها اقتصاد السوق خصوصا على صعيد التكنولوجيا والمعلوماتية.
كانت النتائج باهرة، فقد زاد نصيب الفرد من الناتج المحلى بنسبة 1008%، فى الفترة من 1989 حتى 2009.
(لا يفوتنى هنا أن أذكرك بأن الحكومة الصينية أصدرت قرارا عام 1978 يجعل لكل أسرة الحق فى إنجاب مولود واحد، ما أدى إلى هبوط معدل الزيادة السكانية من 2,8% عام 70 إلى 7,% عام 2000).
وخلال سنوات، تواصل انتاج الصين بسرعة، وصارت ثانى أكبر مصدّر فى العالم بعد الاتحاد الأوروبى، واجتذبت أكثر من 20% من الاستثمار الأجنبى المباشر الموجّه للدول النامية، وباعتراف الحكومة الصينية ذاتها، فإن المشروعات الأجنبية كانت مسئولة عن نصف صادراتها ووارداتها.
كانت «التنمية التى تقودها الصادرات» و«التكامل مع الاقتصاد العالمى»، هو النموذج الذى اختارته الصين، وهو نموذج التنمية الذى جعل 11 دولة من دول جنوب شرق آسيا بين أكثر 21 دولة تصديرا فى العالم.
مع بداية القرن الحادى والعشرين، تجاوزت الصين فكرة أن تكون مورّدا للمنتجات الرخيصة، وتطلعت إلى التكنولوجيا فائقة الجودة، فطالبت المستثمرين بأن يجلبوا إليها التكنولوجيا إلى جانب رأس المال، ورفعت شعارا جديدا لهذه المرحلة عنوانه «ادفع كى تلعب»، واشترطت نقل التكنولوجيا إليها ثمنا للموافقة على إقامة مشروعات على أراضيها.
ومع وجود ما يزيد على 3 تريليونات دولار من احتياطى النقد الأجنبى لدى البنك المركزى، بدأت الحكومة تلعب دورا أكثر فاعلية فى الاستثمار والتمويل، وزادت المشروعات التى تملكها الدولة أو التى تكون شريكا فيها بنسبة كبيرة، وتعززت هيمنتها على القطاعات الرئيسية كالحديد والصلب والسيارات وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، ومن بين 46 شركة صينية ضمن الخمسمائة الكبار فى العالم، فإن ثلاث شركات حكومية تقع ضمن العشر الأولى.
نموذج «الرأسمالية التى توجهها الدولة» كما تقدمه التجربة الصينية الفريدة، يستلزم الانتباه إلى ملاحظة مهمة، أن الوصول إلى هذا النموذج لم يجر بين يوم وليلة، فقد استغرق ثلاثة عقود تقريبا، نجحت الصين خلالها فى خلق بيئة جاذبة للاستثمار، وتحقيق تراكم من احتياطى النقد الأجنبى، مكّنها من أن تفرض شروطا على المستثمرين فيما بعد، بما فيها وضع إجراءات تحمى عملتها وقطاعات فى صناعاتها المحلية، أى أن تفرض هى «شروط اللعب» التى تفيد المستثمر والدولة معا.
كما أن هذا النجاح لم يتحقق دون تكلفة، فقد عمل ملايين الصينيين لسنوات متتالية– ومازالوا- بمعدل 70 ساعة فى الأسبوع دون كلل، وبأجور تقل كثيرا عن مثيلاتها فى الغرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.