أصبحت للجريمة مبررات يستخدمها البعض لارتكاب فواحش تهز عرش السماء بإهدار دماء زكية حرم الله قتلها إلا بالحق والعدل والقصاص، وستظل حجة «الضائقة المالية» من أهم أسباب الجريمة فى المجتمع. وجريمتنا اليوم ارتكبتها فتاة صغيرة وزوجة لشاب يعمل فنى دش، خططت لها بإدراك اللحظة وبيتت لها بعمق السبق والترصد، واستغلت معرفتها بالمجنى عليها تلك السيدة المسنة التى تقيم بمفردها، تنتظر رحمة الله وكرمه بتشريفها لجنته بعد ان عملت كل الصالح لتدرك عفوه ورضاه، وتتحلى بما يكفى من مشغولات ذهبية لتخرج من الدنيا مستورة دون ان تشعر بأنها عالة على أحد. ولكن الزوجة الصغيرة لم تدرك مغزى الرضا وستر القناعة، وطمعت في مصوغات المسنة وذهب الضحية، واعتقدت أن هذه المشغولات ستغنيها وسوف تحل اموالها مشاكل الضيق والغلاء. وهكذا صار الموقف وتم التنفيذ، دخلت الزوجة الصغيرة وزوجها «الكسيب» وصديقه العاطل على العجوز الوحيدة فى شقتها وبدون انذار ولا تمهيد خنقوا نفسها بإيشارب، ولم يتركوها الا بعد ان تأكدوا أنها لفظت انفاسها الأخيرة، وجردوها من «غوايشها» وبعض مئات من الجنيهات وهاتفي محمول، وخرجوا فرحين بفوزهم الاثيم وراضين بجريمتهم النكراء. الزوجة وزوجها حصلا على نصيبهما من الغنيمة وسافرا الى البحر الاحمر ليستمتعا بشمس الغردقة الدافئة فى عز الشتاء، اما العاطل فقد حصل على حصته وهرب من المنطقة حتى يهدأ الجو، ولكن عيني اللواء ابراهيم عبد الغفار مدير مباحث الغربية والعميد مسعد ابو سكين رئيس مباحث المديرية، والمقدم أحمد مهران رئيس مباحث قسم اول طنطا كانت تفحص وتدقق فى ملابسات الجريمة البشعة وعلاقات المجنى عليها حتى تجمعت خيوط الجريمة بتفاصيلها فى سطور قليلة تقول ان الفتاة التى كانت تتردد عليها وتعرف عنها كل شىء وزوجها وصديقهما وراء الجريمة وقامت مأمورية برئاسة المقدم أحمد الهرميل وضمت النقيبين أحمد الكفراوى ومحمد العسال الى مدينة الغردقة للقبض على المتهمة وزوجها وفى طنطا كان هناك كمين اخر يرصد تحركات المتهم الثالث ليتم كشف غموض العثور على جثة سيدة مسنة فى شقتها مخنوقة بإيشارب. وعلى الفور انتقل اللواء حسام خليفة مدير أمن الغربية.. شاهد جثة المجنى عليها ملقاة على الأرض بصالة الشقة وترتدى ملابسها كاملة ووجود إيشارب حول عنقها.. وآثار خنق بالعنق وبروز اللسان. وكشفت التحريات ان المتهمين يمرون بضائقة مالية، وانه سبق أن شوهدوا يترددون على المجنى عليها بمحل عملها (محل بيع أدوات كهربائية) وعرض الأول على المجنى عليها بعض أجهزة الريسيفر لبيعها بالمحل لحسابه ومن خلال ترددهم علموا بإقامتها بمفردها بمحل سكنها، وأنها ميسورة الحال وتتحلى بكميات كبيرة من المشغولات الذهبية.. وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الجريمة وسيقوا الى حجز القسم يجرون أذيال الخيبة والجريمة.. والدماء تتساقط من ايديهم.. وروح القتيلة تحاصرهم وتسألهم لماذا أزهقوا روحي؟.. أنا لم أفعل معكم سوى المعروف الجميل.. كنت أغدق عليكم العطاء.. وأراعي ظروفكم.. تلك الكلمات كانت تحرق آذان الجبناء.. انهارت الزوجة الصغيرة والكلبشات تقيد يديها وتردد كيف قتلتها؟ لقد كانت تعاملني كابنتها.. لم تبخل علىَّ أبداً.. ولكن هذا هو طمع الدنيا.. إني أستحق الإعدام وأكثر.
