يعتبر سن المراهقة من أصعب المراحل السنية التي يمر بها الأبناء، والصعوبة هنا تكون للأبناء والآباء على حد سواء، ويبدأ سن المراهقة مع بداية البلوغ والذي يتراوح عادة ما بين 10: 12عاما، وهذا الفرق عادة يكون بسبب عوامل مختلفة مثل التغذية ، درجة الحرارة وبعض الهرمونات الموجودة في الأطعمة. ويقول الدكتور "خالد عبدالمنعم" استشارى نفسي: "إن الأطفال في هذا السن تبدأ في الانفصال عن والديهم، وهذا يمثل صعوبة على الآباء، إلا أن هذه المرحلة وهذا الإنفصال مهم جداً على المستوى النفسي للأبناء، حيث أنه يبدأ في تكوين شخصيته المستقلة وآرائه المختلفة، كما يبدأ المراهق في تقمص شخصيات مختلفة حتى يصل إلى تكوين شخصيته المستقلة". وغالباً ما يردد الأبناء في هذه المرحلة كلمات مختلفة مثل "أنا لم اعد صغيراً" ، "أنا أريد بعض الحرية والخصوصية"، وما إلى ذلك من كلمات يعبر بها عن احتياجه للاستقلالية عن والديه. ويوضح الدكتور "خالد عبدالمنعم" بعض التغييرات التى تحدث بمرحلة المراهقة للاطفال، والتي أبرزها: - التغيرات الفسيولوجية، وتشمل تغيرات في الفص الجبهي بالمخ، وهي المنطقة المسئولة عن اتخاذ القرار وترتيب الأفكار، فتزيد قدرة المراهق على التفكير المجرد وحل المشكلات. - تغيرات مرتبطة بالأمراض النفسية، فقد يظهر الاكتئاب في هذه المرحلة. - تغيرات مرتبطة بطريقة الغذاء، فتحدث شراهة أو قلة طعام، أو التركيز على أصناف دون أخرى، وبالتالي تظهر أمراض مرتبطة بالتغذية كالأنيميا. - تغيير بيولوجي في شكل جسد المراهق، لذلك من المهم جداً خلق حوار بين الآباء والأمهات لتبصير أبنائهم بهذه التغيرات والتطورات الجسدية. وقال الاستشارى النفسي، إنه غالباً ما تحدث تغيرات في علاقة المراهق بأسرته، حيث نجد المراهق يمضي وقتاً أقل مع الأسرة بنسبة 21% ، وفي المقابل يمضي المراهق وقتا أكبر مع أصدقائة، و يحدث تحدٍ كبير في العلاقة بين المراهق وأسرته، حيث يواجه المراهق صراع بين إنتمائه للأسرة، بجانب رغبته في تكوين علاقات أكثر بالأصدقاء. ويؤكد الدكتور خالد ضرورة الاقتراب من الأبناء فى تلك المرحلة، لأنهم قد يكونوا فى أمس الحاجة إليها، على الرغم من أن تصرفاتهم تكون عكس ذلك. ويقدم الدكتور خالد عبدالمنعم، بعض النصائح للآباء للتعامل مع أبنائهم فى فترة المراهقة، لضمان إستمرار القرب والعلاقة الوطيدة معهم فى تلك الفترة الصعبة. 1- أعطهم مساحة من الحرية: اعطاء الأبناء الفرصة للتحكم واختيار أسلوب حياتهم بأنفسهم، والثقة فى تربيتهم لابنائهم. 2- استمع إليهم: من المهم جداً الاستماع للمراهقين وإعطائهم الفرصة للحديث والتعبير، حتى لو لم نتفق مع أفكارهم، لأن شعور المراهق بأنه محط إهتمام، وكلامه موضع تقدير يمثل قيمة كبيرة بالنسبة له. 3- شجعهم واغرس فيهم قيمة التواصل: زرع فكرة المتابعة والتواصل الدائم بين المراهق ووالديه، مع تجنب الإتصال المستمر به اثناء وجودة بالخارج مع اصدقائة حتى لا يشعر بالحرج، وأنه غير محل ثقة من قبل والديه. 4- انتقاء الحوارات معهم: انتقاء الحوارات والأحاديث التي تتحدث فيها مع المراهق، ولا ندخل في حوار محتدم مع المراهق إلا في الأمور المهمة جداً، والتي لا يمكن التغافل عنها. 5- السماح لهم بالمشاركة فى صنع القرار: فيجب أن يشعر المراهق بأنه فاعلاً في المنزل، وليس مفعولاً به، فكما وضحنا من قبل بأن المراهق يحتاج إلى أن يشعر بأنه ذو شخصية مستقلة، لذا يجب أن نعطيه مساحة لاتخاذ القرارات داخل المنزل. 6- اشعرهم بأنهم ناضجون: من متطلبات هذه المرحلة أن يشعر المراهق بأنه شخص بالغ، له قيمته في المجتمع وداخل المنزل وخصوصاً أمام أقرانه. 8- كن مثالا يُحتذى به: هذه نقطة فيصلية، فيجب على الآباء أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم فى جميع تصرفاتهم، وأقوالهم. 8- شرح المخاطر : يجب على الوالدين توضيح وشرح المخاطر التي ستواجه المراهق خلال حياته ونصحه بطريقة مثالية وتوجيهه للصواب بأسلوب حسن. 9- متابعة علاقاتهم الاجتماعية والتعرف على أصدقائهم: محاولة التقرب منهم لتحديد من منهم مناسب، ومن منهم غير مناسب لبيئة المراهق وثقافته. 10- التواصل حسب الجنس: فيجب أن تتواصل الأم مع ابنتها المراهقة، والأب مع ابنه المراهق، وذلك لتلبية احتياجاتهم المختلفة حسب جنسهم.