تنفس مربو الدواجن بمحافظة الغربية الصعداء.. بعد تراجع مجلس الوزراء بإلغاء العمل بالقرار المؤقت الخاص بإعفاء الدواجن المستوردة من الرسوم الجمركية، الذى كان بمثابة إعدام للثروة الداجنة المحلية وتهديد بتشريد الآلاف من العمالة لأنه يقضى بإعفاء الدواجن المجمدة التى ستستورد أو تم استيرادها من 10 نوفمبر الماضى، من الضرائب الجمركية، وذلك حتى نهاية مايو 2017. ثورة عارمة فجرها هذا القرار وسط مربى الدواجن بالمحافظة، خصوصًا فى قرية برما، التى تعد من أكبر الأماكن إنتاجًا للدواجن على مستوى مصر، ويقترب عدد سكانها من 100 ألف نسمة، والتى تعد تربية الدواجن هى المهنة الرئيسية التى يعمل بها معظم أهالى القرية. وقرر أصحاب المزارع إلغاء الوقفة الاحتجاجية التى دعوا إليها منتصف الشهر الجارى اعتراضاً على هذا القرار الذى كان بمثابة حكم بالإعدام على الصناعة المحلية الوحيدة التى تحقق الدولة منها اكتفاء ذاتياً. وأكد المربون أن ما يروجه بعض أصحاب المصالح من ادعاءات بأن الهدف من هذا القرار محاربة جشع التجار وأصحاب المزارع عار من الصحة لأن رفع الأسعار ليس بيد أصحاب المزارع وإنما جاء نتيجة لقرار تعويم الجنيه وما ترتب عليه من رفع أسعار الذرة الصفراء وفول الصويا، وكذلك أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية ما أدى إلى إغلاق عدد من المربين لمزارعهم. قال جمال على «صاحب مزرعة دواجن بقرية برما»: هذا القرار «خراب بيوت» لآلاف الأسر وسينعكس على كافة الشعب، وسيؤدى إلى مزيد من ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى ارتفاع سعر طن الذرة إلى 4 آلاف جنيه والفول الصويا إلى 8 آلاف جنيه. وأكد أن تراجع الحكومة جاء بعد أن تم الكشف عن أصحاب المصالح فى تمرير صفقات الدواجن المستوردة دون أدنى اعتبار للمواطن البسيط، مشيراً إلى أن الحكومة حاولت تمرير هذا القرار الخاص بإعفاء الدواجن المستوردة من الرسوم الجمركية فى العام الماضى، ولكن تصدى لها منتجو الدواجن مثلما فعلوا العام الحالى. وطالب أصحاب المزارع الحكومة بسرعة اتخاذ قرارات من أجل الحفاظ على تلك الصناعة وصغار المربين، بعد زيادة أسعار الأعلاف والأمصال والأدوية ما يهدد صناعة تربية الدواجن، التى تعد المصدر الرئيسى للعاملين بهذا المجال عامة، وقرية «برما» بصفة خاصة، باعتبارها من أكبر القرى المنتجة للثروة الداجنة فى الجمهورية. وعلى نفس الصعيد رحبت رابطة أصحاب مزارع الدواجن بالغربية بقرار التراجع وطالبت بحزمة أخرى من القرارات لخفض أسعار الأعلاف والذرة مما يترتب عليه انخفاض فى سعر الدواجن. من جانبه، أكد الدكتور محمد عفيفى سيف، رئيس المعمل المرجعى للرقابة البيطرية على الدواجن بلطيم، على عدم التوقف عند الغاء العمل بالقرار المؤقت الخاص بإعفاء الدواجن المستوردة من الرسوم الجمركية والبدء فى إصلاح جوهرى لصالح تطوير صناعة الدواجن بمصر. ودعا سيف الرئيس عبدالفتاح السيسى بتكليف رئيس الحكومة لعقد المؤتمر القومى للنهوض بصناعة الدواجن فى أقرب وقت لأن صناعة الدواجن يجب النهوض بها وأن يتم طرق الحديد وهو ساخن والاستفادة من الضجة المثارة حول صناعة الدواجن لتطويرها والنهوض بها.
