تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة- مساء اليوم الجعمة- باليوم الوطني ال45، في دبي، تزامنا مع حلول يوم استقلالها تحت شعار "روح الاتحاد". وتنظم في هذا اليوم العديد من الفعاليات المشوقة التي تعكس شعار «روح الاتحاد»، وتستمر حتى الثالث من ديسمبر 2016، بحضور كبار الدولة وبمشاركة الرئيس السيسى. وتستعرض «الوفد» فى السطور التالية، تاريخ استقلال الإمارات المسمى ب"اليوم الوطني". هو اليوم الذي تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر من كل عام بذكرى قيام إتحاد الإمارات العربية المتحدة. وفي عام 1968، أعلنت بريطانيا عن انسحابها من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط وهو ما تم مع نهاية عام 1971، ومن هنا بدأت تتبلور فكرة الإتحاد في إجتماع عقد بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في قرية السميح الحدودية في 18 فبراير من العام ذاته. وقبيل إعلان استقلالها؛ تعرضت دولة الإمارات الوليدة إلى ضربة من جارتها إيران، حين أقدمت بحريتها في آخر نوفمبر 1971 على احتلال الجزر الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. فى بداية الأمر، واجه الداعين للإتحاد بعض العراقيل التى كادت أن تتسبب فى رفض فكرة الإتحاد؛ بسبب ظهور خلافات حول أمور كثيرة، أبرزها موقع عاصمة الاتحاد، وكيفية تمثيل الإمارات الأعضاء في مجلس الاتحاد. بعد محاولات متكررة من قطبى الإتحاد الشيخ زايد والشيخ راشد، اجتمعا وقررا أن يشكلا إتحادا بينهما.. وكلفا عدي البيطار- المستشار القانوني لحكومة دبي- بكتابة الدستور، وعند إتمامه؛ تتم دعوة حكام الإمارات الباقية للإجتماع، وفي هذا الاجتماع يقررون الانضمام إليه إذا شاؤوا.. أما هما؛ فكانا قد اتخذا قرارا بالاتحاد بين دبيوأبوظبي ولم يبق إلا التنفيذ. وفى الثانى من ديسمبر عام 1971، تحققت أولى نتائج هذا الإجتماع من خلال إتحاد حكام إمارات أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القوين، وتم إقرار دستور مؤقت ينظم الدولة ويحدد أهدافها. وتم الإتفاق على دعوة الإمارات الخليجية بخلاف السبع إمارات إلى كل من إمارتي قطر والبحرين. رفضت إماراتى قطر والبحرين الإنضمام للإتحاد معلنين عن استقلالهما وسيادة كل منهما على أراضيها، ونالت كل دولة منهما الإعترافات العربية والدولية. أُقِرَّ دستور الإمارات الإتحادي بشكل مبدئي مساء يوم 1 ديسمبر عام 1971. في صباح اليوم التالي بتاريخ 2 ديسمبر 1971، إجتمع حكام سبع إمارات في قصر الضيافة في دبي، ووافق أربعة من حكام الإمارات مشاركة إمارتي أبوظبيودبي في هذا الإتحاد في حين لم يوافق حاكم رأس الخيمة في حينها. ووقع حكام أبوظبيودبي والشارقة والفجيرة وأم القيوين وعجمان، على الدستور، مانحين الشرعية لقيام الاتحاد بينهم والاستقلال عن بريطانيا. وفى العاشر من فبراير عام 1972؛ أعلنت إمارة رأس الخيمة انضمامها للإتحاد؛ ليكتمل عقد الإمارات السبع في إطار واحد. وخرج أحمد خليفة السويدي - مستشار الشيخ زايد، والذي عين وزيرا للخارجية في أول تشكيل وزاري للدولة - ليعلن أمام رجال الإعلام عن قيام الإتحاد. وتم رفع علم الدولة في قصر الضيافة بدبي- الذي يعرف اليوم بإسم "بيت الإتحاد"- وانتُخِبَ الشيخ زايد رئيساً للإتحاد، والشيخ راشد نائباً له. والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، ولد فى 6 مايو عام 1918 بمدينة أبوظبي في قصر الحصن، وحصل على لقب أبرز شخصية عالمية عام 1998، وتوفى بتاريخ 2 نوفمبر 2004. وساند الشيخ زايد كلاً من مصر وسوريا في حرب 1973؛ من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة في فلسطين، وقام بقطع إمدادات النفط- بصفته سلاحاً فعالاً- وألقى بيانه الشهير الذي قال فيه: "إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي".