يبدو أن توم هانكس الحاصل على الأوسكار خمس مرات، الذى يقترب من السادسة بفيلمه «سولى» ما زال أسير شخصية «روبرت لانجدون» الشخصية الخيالية التى رسم ملامحها الروائى الأمريكى «دان براون» والذى ظهر أولاً فى رواية ملائكة وشياطين، ثم فى شفرة دافينشى، وبعد ذلك ظهر فى الرمز المفقود، وأخيراً فى الجحيم، ولقد جسد توم هانكس دور روبرت لانجدون فى فيلم شيفرة دافينشى «2006» وفيلم ملائكة وشياطين «2009»، وهو عالم رموز وبروفيسور فى جامعة هارفارد يواجه مغامرات بوليسية تدور أحداثها فى دول عدة بإطار معقد يدمج بين الحاضر والرموز التاريخية.. وفى فيلم «الجحيم» الذى ينتظره العالم فى أكتوبر الحالى يؤكد هانكس من خلال شخصية «روبرت لانجدون» أن مجرد كون العقل البشرى لا يستطيع تخيل حدوث شىء.. لا يعنى أن ذلك لن يحدث، وأن الوقت هو السلعة الوحيدة التى لا يمكننى شراءها حتى بالثروات الفاحشة.. ويطرح «روبرت لانجدون» نظرته فى عالم الرموز، بكون القناع ذي المنقار الطويل، بشكله الفريد، كان مرادفاً للموت الأسود، أى الطاعون القاتل الذى اجتاح أوروبا عام 1300 تقريباً، مودياً بحياة ثلث السكان فى بعض المناطق.. واعتقد كثيرون أن صفة «الأسود» إشارة إلى اسوداد بشرة الضحايا بسبب الغرغرينا والنزيف الذى يحدث تحت الجلد، لكن في الواقع تشير هذه الصفة إلى الخوف العميق من انتشار الوباء بين السكان. ومن المعروف أن رواية الجحيم المأخوذ عنها الفيلم بيع منها 369٫000 نسخة في أسبوعها الأول، وحلت فى المرتبة الأولى فى قائمة أفضل الكتب مبيعاً فى الولاياتالمتحدة، وفى المملكة المتحدة حلت أيضاً فى المرتبة الأولى بمجموع 228٫961 نسخة، فى الأسبوع التالى باع الكتاب 211٫000 نسخة ليبقى فى المرتبة الأولى فى الولاياتالمتحدة وليصبح مجموع المبيعات خلال أسبوعين 580٫000 نسخة.. وفيلم Inferno الجحيم هو فيلم غموض وإثارة أمريكى، إخراج رون هاوارد وتأليف دافيد كويب، ويراه النقاد تكملة لفيلم ملائكة وشياطين، ويبدأ مع روبرت لانجدون، بروفيسور علم الرموز فى جامعة هارفارد، وهو يفتح عينيه فى منتصف الليل متألماً من جرح فى الرأس، ليكتشف أنه راقد فى المستشفى، ولا يستطيع أن يتذكر ما حدث معه خلال الساعات الست والثلاثين الأخيرة أو مصدر ذلك الشىء الرهيب الذى اكتشفه الأطباء بين أمتعته.. إثر هذا تدب الفوضى فى عالم لانجدون، ويضطر للهروب عبر أزقة مدينة فلورنسا برفقة شابة لطيفة تدعى سيينا بروكس، التى تمكنت من إنقاذ حياته بفعل تصرفاتها الذكية، ليتبين له أن بحوزته مجموعة من الرموز الخطرة التى ابتدعها عالِمٌ فذّ.. تتسارع الأحداث عبر مواقع أثرية شهيرة، مثل قصر فيكيو، ويكتشف لانجدون وبروكس شبكة من السراديب القديمة، فضلاً عن نموذج علمى جديد ومخيف من شأنه أن يُستخدم إما لتحسين نوعية الحياة على الأرض أو تدميرها. على هذه الخلفية، يصارع لانجدون خصماً رهيباً بينما يتشبث بلغز يأخذه إلى عالم الفنون الكلاسيكية والممرات السرية والعلوم المستقبلية، محاولاً اكتشاف الأجوبة ومعرفة مَن هو الجدير بثقته.. قبل الانهيار الكبير.. وتشارك بالفيلم فيليسيتى جونز Felicity Jones ممثلة إنجليزية بدأت مسيرتها الفنية عام 1996 فى الفيلم التليفزيونى The Treasure Seekers. ويشارك فى الفيلم أيضاً عرفان خان فى عام 1988 بدأ بدور بسيط فى فيلم «سلام بومباى» الذى رشح لجائزة الأوسكار، وبعدها قام عرفان بعدة أدوار بسيطة حتى عام 1994 ليأخذ الدور الرئيسى فى فيلم «المخبر الخاص». والبطل الثالث فى فيلم «الجحيم» عمر سى ممثل وكوميدى فرنسى، اشتهر بعد عرض «عمر وفريد» الذى قام به مع فريد تيستو وبدوره فى فيلم المنبوذون، وعلى هذا الدور حاز على عدة جوائز من بينهم جائزة سيزار.. أما الموسيقى التصويرية، فهى من تأليف هانز فلوريان زيمر مؤلف ومنتج موسيقى ألمانى.. اشتهر بعمله على الموسيقى التصويرية لعدة أفلام ناجحة وحيازته على عدة جوائز أوسكار، جرامى وجولدن جلوب.. تميزت أعماله بإدخاله أصواتاً من الموسيقى الإلكترونية على موسيقى الأوركسترا التقليدية منذ سن ثلاث سنوات.. وفيلم الجحيم يستكمل مسيرة فيلم ملائكة وشياطين الذى تم تصويره فى مدينة روما وفي استوديوهات سونى بكتشرز فى كولفير سيتى، لوس أنجليس، كاليفورنيا.. حيث يستدعى روبرت لانجدون «توم هانكس» للتحقيق فى ضحية جريمة مرتبطة بالمتنورين.. يكتشف لانجدون خطة الجمعية السرية لقتل أربعة كرادلة رومان كاثوليك، وتدمير كنيسة القديس بطرس بواسطة المادة المضادة خلال الاجتماع البابوى السرى.