مثلهم كأى فئة مهمشة أهملها نظام المخلوع ولم تهتم بهم سوى بعض الدراسات الجامعية حول خطورة عدم الاهتمام بهم ولكن الساسة فى ذلك الوقت اعتبروا تلك التحذيرات بأنها فقط مجرد كلمات داخل الصفحات. لكن تلك القنبلة الموقوتة التي تجاهلها السياسيون واكتفوا بالتصارع على كعكة الثورة انفجرت الآن بالفعل لتحرق التاريخ المصرى فى المجمع العلمى بشارع القصر العينى. "بوابة الوفد" تعيد طرح القضية من جديد على علماء النفس والاجتماع فى محاولة للبحث عن حل ينقذ المجتمع من نيران غضب أطفال الشوارع ويذكر منظرى الثورة بحقوق الفئات المهمشة. يوضح د/ رشاد عبد الفتاح استاذ تنظيم المجتمع بجامعة حلوان أن ظاهرة أطفال الشوارع كانت في الماضي قنبلة موقوتة يمكنها الانفجار في اي لحظة وعندما أتت الفرصة انفجرت بالفعل. وأشار الي ان المجتمع مسئول مسئولية كاملة عن هؤلاء الأطفال فقد استبعدهم واعتبرهم نكرة لذلك كان من السهل على البلطجية استخدام هؤلاء الاطفال في السرقة أو الدعارة بل والمتاجرة فى أعضائهم وفي اعمال البلطجة وظهر ذلك مؤخرا في مخطط إحراق مصر . وأضاف انهم يحاولون تعويض عزلتهم عن المجتمع بحب الظهور امام الكاميرات والانتقام من السلطة المتمثلة في رجال الشرطة الذين كانوا يتعاملون معهم بقسوة . ويتابع د/رشاد أن هؤلاء الاطفال خطر حقيقي علي المجتمع فبأقل مبلغ يدفع لهم او حتي بعض الاطعمة يحرقون أي شيء، مشيرا الي انهم لم يأخذوا حقهم من الوطن فكيف يحافظون عليه . وترى د. رشا الحل فى التنسيق بين وزارات التنمية المحلية والتضامن الاجتماعي والصحة والعدل ومنظمات المجتمع المدني لتقديم حلول سريعة وفورية عن طريق رفع دخل الاسرة وتدريب هؤلاء الاطفال على بعض الحرف. وعلى المستوى النفسى يقول يسرى عبد المحسن - أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة - إن هؤلاء الأطفال نشأوا علي العزلة والرفض من المجتمع كما أن بداخلهم حقد طبقي مما افرز شخصيات عدوانية بداخلها روح الانتقام. ويتابع انهم ليس لديهم أي نازع ديني أو ضمير أو انتماء للوطن وعندما تتاح لهم الفرصة لا يترددون في الانتقام وبعنف شديد كما انهم يهدمون أى شيء حتى انفسهم لانهم لا يبكون علي شيء. ويضيف أن بداخلهم قسوة شديدة كما أنهم خارج حدود ونطاق الانسانية ويجب إيداعهم دور الإيواء لاعادة تأهيلهم وبالتدريج وبعد إعادة صياغتهم يتم إدماجهم في المجتمع وعلينا ان نتقبلهم. ومن جانبه أشارت د/لمياء محسن الامين العام للمجلس القومي للطفولة والامومة الي انه تم رصد ل250 حالة من الاطفال المشتركين في اعمال العنف عند مجلس الوزراء فبعضهم قال إنهم وطنيون ومتفاعلون مع الثورة وجزء آخر اعترف بأنه تقاضى أجرا لممارسة العنف، ولذلك تطالب من المعتصمين منع دخول الاطفال معهم منعا لاستخدامهم واستغلالهم. كما تؤكد ان الحديث عن اطفال الشوارع يعد قضية امن قومي ولابد من رعايتهم رعاية اجتماعية كاملة كما يجب قفل المنبع من الاساس وهنا يأتي دور الاسرة والوزارات المختلفة وجمعيات المجتمع المدني. وتشدد علي مسئولية جميع قطاعات المجتمع خاصة الاعلام الذي يجب عليه احتضان هذه القضية ليستطيع التعامل معها. كما ترفض وصفهم بالتعامل بعنف لان هذا العنف ينتج عن الخوف حتي ان بعضهم ينام بالنهار خوفا من الليل ومن يتعامل معهم عن قرب يجد انهم ليسوا إلا ضحايا للمجتمع والظروف القاسية. وتضيف قائلة: لا يوجد في مصر توثيق لعدد الاطفال وذلك لعدم وجود اماكن ثابتة لهم وانما ينتقلون من منطقة إلى أخرى.