أصبح البرتغالي أنطونيو جوتيرس، على بعد خطوة واحدة من رئاسة الأممالمتحدة، خلفًا للكوري بان كي مون، الذي تنتهي ولايته نهاية العام الجاري 2016 بعدما قضى فترتين داما 10 أعوام. وصوّت مجلس الأمن، بالإجماع أول أمس الخميس، على ترشيح جوتيرس لمنصب الأمين العام للأمم، ووأوصى أعضاؤه ال15 الجمعية العامة للأمم المتحدة بتعيينه لمدة 5 سنوات بداية من يناير 2017. وفور ترشيحه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باختيار جوتيرس ليكون خليفة له، قائلًا في تصريحات صحفية، "أعرف جوتيرس جيدًا واعتبره اختيارًا رائعًا". ومن المقرر أن تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوًا، خلال أسبوع لإقرار تعيينه. وعلقت الحكومة البرتغالية على ترشيح مواطنها بقولها إن "مسيرته السياسية وخبرته الدولية تؤهلانه ليكون مرشحًا مثاليًا للمنصب"، مؤكدة أن الترشيح ضروري في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، وأنه على العالم أن يحتشد من أجل السلام والتنمية. وترصد "بوابة الوفد" أبرز المعلومات عن الأمين المنتظر للأمم المتحدة: يبلغ انطونيو جوتيرس من العمر 67 عامًا، وهو من مواليد العاصمة البرتغاليةلشبونة 1949، درس الفيزياء والهندسة الكهربائية في المعهد العالي للتكنولوجيا وتخرج فيه 1971. وبعدها بدأ ممارسة العمل الأكاديمي أستاذًا مساعدًا، ويجيد حاليًا التحدث ب3 لغات بطلاقة، هي: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، إضافة إلى اللغة البرتغالية «اللغة الأم له». وفي 1973، انضم جوتيرس للحزب الاشتراكي البرتغالي، وشغل فيه منصب الأمين العام 1992، وتمكن الحزب بعد ثلاث سنوات من رئاسته له من تصدر نتائج الانتخابات التشريعية. وتولى جوتيرس منصب رئاسة وزراء البرتغال خلال الفترة من 1996- 2002، وعمل رئيسًا للمجلس الأوروبي عام 2000، كما كان رئيسًا لمنظمة الاشتراكية الدولية من 1999 إلى 2005. وناضل جوتيرس كثيرًا من أجل انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، كما عرف بمناهضته لمطلب السماح بالإجهاض في البرتغال. شغل منصب المفوض السامي لشئون اللاجئين في الأممالمتحدة من 2005 حتى 2015، عمل على معالجة أزمة اللاجئين. ويعد من أشد المدافعين عن أزمة اللاجئين السوريين، وسبق له أن انتقد تعامل البلدان الغنية تلك الأزمة، بقوله «للأسف لا يلاحظ الأغنياء وجود الفقراء إلا بعد أن يدخل الفقراء باحات الأغنياء.. لم يكن هناك إدراك في العالم المتقدم لمدى خطورة هذه الأزمة إلا بعد أن شهدنا دخول هذه الحركة الضخمة أوروبا». يرى جوتيرس أن معالجة مشكلة التغيرات المناخية وتحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة تعتبر عوامل رئيسية، ومن شأنها المساهمة في تحقيق السلام والأمن وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. يعد جوتيرس من الداعيين إلى ضرورة زيادة العمل الدبلوماسي لإحلال السلام في العالم، باعتبار أن الأسباب الجذرية للنزاعات هي الفقر وعدم المساواة، وانتهاك حقوق الإنسان، وتدمير البيئة.