استحوذت الأحداث الأخيرة في مصر علي اهتمام وسائل الاعلام العالمية . اكدت صحيفة جارديان البريطانية أن حرب الشوارع المستمرة بين المتظاهرين المصريين وقوات الأمن تهدد بانفجار الأمور في البلاد ، وتكرار الاشتباكات التي وقعت في نوفمبر الماضي وخلفت عشرات القتلى والجرحى وأدخلت مصر في نفق مظلم . وأضافت أن الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين مستمرة لليوم الثاني على التوالي برصيد 10 قتلى ومئات القتلى والجرحى .واشارت الي ان قوات الأمن طاردت المتظاهرين في الشوارع وسط مخاوف من تواصل الاشتباكات. واضافت أن هناك مخاوف من أن موجة الاضطرابات الجديدة في القاهرة، والتي تأتي بعد يومين من تصويت الملايين في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، يمكن أن تؤدي إلى تكرار الاشتباكات الدامية التي وقعت في نوفمبر الماضي وخلفت أكثر من 40 قتيلاً. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى ارتفاع عدد القتلى نتيجة اشتباكات القاهرة. واضافت أن القيادة الحاكمة لمصر صعدت من هجماتها ضد المحتجين، بينما كان الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء ينفي في مؤتمر صحفي استخدام قوات الأمن للعنف. وأضافت: «في واحدة من أكثر التطورات إثارة التقطت كاميرات الفيديو صورا لجنود وهم يجردون سيدة من ملابسها حيث كانوا يضربونها على رصيف في ميدان التحرير». وأشارت إلى أن التناقض في بيانات وأفعال الحكومة بدا وكأنه يمثل تغييرا في استراتيجية الحكومة. وأوضحت أنه بعد أشهر من محاولات الحفاظ على المصداقية والتعاون مع النخبة السياسية المصرية، فإن القيادة الحاكمة اعترفت بصعوبة بالمطالب التي قدمها المجلس الاستشاري المعين حديثا . وأضافت ، أنه علاوة على ذلك ، بدأت القيادة الحاكمة تلعب على مشاعر المصريين الذين نفد صبرهم إزاء استمرار الاحتجاجات، ويريدون عودة الاستقرار. وأشارت الصحيفة إلى أن اعتراف رئيس الوزراء بحدوث العديد من الوفيات نتيجة الرصاص، ملقياً باللوم على أطراف ثالثة لم يسمّها وقال إن الجيش لم يطلق الرصاص، مما يمثل صدى للعلاقات العامة لنظام مبارك. وتوقعت الصحيفة استمرار دوامة العنف بمصر في ظل رفض القيادة الحاكمة الاستجابة مطالب المتظاهرين المتمثلة في التنازل عن السلطة أو الاعتذار عن أعمال العنف ضد المتظاهرين. وقال موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إن الصدامات تواصلت وسط القاهرة لليوم الثالث على التوالي بين الشرطة العسكرية والمتظاهرين المعارضين للقيادة الحاكمة في مصر. ونقل عن مراسله في القاهرة تأكيدات باستئناف عمليات الكر والفر بين قوات الجيش وعشرات المتظاهرين عند نهاية شارع قصر العيني المشرفة على ميدان التحرير حيث تبادل المتظاهرون إلقاء الحجارة مع قوات الجيش. واشارت إلى أن أعمال العنف أبرزت حالة التوتر في مصر بعد عشرة أشهر من الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك. ونقلت عن مصريين قولهم إن أهداف الانتفاضة لم تتحقق خاصة محاسبة مسئولين ينسب لهم نهب المال العام وأن تكون مصر دولة مدنية ديمقراطية. ونقلت وكالة رويترز عن نشطاء قولهم ان قوة امنية اقتحمت في الساعات الاولى من صباح أمس ميدان التحرير بالقاهرة وان اشتباكات عنيفة دارت بينها وبين متظاهرين استخدمت فيها الحجارة وقنابل المولوتوف. واوضحوا ان نحو ألف متظاهر ظلوا يخوضون اشتباكات مع القوات المقتحمة في جانب من الميدان وأن ألوفا اخرين من المتظاهرين تفرقوا في الشوارع الجانبية. ونقلت الوكالة عن الناشط مصطفى فهمي قوله إن المحتجين تمكنوا من رد القوات المهاجمة من شارع قصر العيني المؤدي الى الميدان وواجهوا قوات تقدمت من محور اخر. واشارت إلى أن القيادة الحاكمة اثارت غضب بعض المصريين بامتناعهم على ما يبدو عن التخلي عن السلطة، فيما يؤيد آخرون المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر بوصفه ركيزة من أجل الاستقرار الذين هم في أمس الحاجة اليه خلال عملية تحول صعبة الى الديمقراطية.