تحوّلت الوحدات الصحية بمحافظة الغربية إلى بؤرة للأمراض والأوبئة، بل أصبحت سببًا رئيسًا فى انتشار الفيروسات بين المواطنين وهو ما كشفه كثير من الأهالى من إصابتهم بأمراض فيروسية خطيرة أودت بحياة بعضهم نتيجة العدوى وغياب أبسط أساليب التعقيم والسبب الرئيسى وراء إطلاق اسم قرية السرطان أو القرية المنكوبة بالفيروسات، لذا تعد الغربية من أكثر المحافظات انتشاراً للأمراض والفيروسات المعدية. وفى الآونة الأخيرة شهدت محافظة الغربية حراكًا من أجل فتح هذا الملف، من قبل المسئولين لكنه كان فى غير محله، فلا يمر يوم دون أن نسمع عن زيارة أحد رؤساء المدن المفاجئة لإحدى الوحدات الصحية وتحويل نصف العاملين بها للتحقيق نتيجة غيابهم أو انصرافهم عن العمل باكراً وحسب، دون أن يتعب أحد من الرؤساء نفسه للبحث عن أسباب التقصير والعمل على حل المشاكل وتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة لسير العمل. اشتكى الأهالى فى قرية كتامة مركز بسيون من سوء الأوضاع داخل المستشفى القروى وعبروا عن دهشتهم من خلو المستشفى من أى وسيلة إسعاف للمرضى. قال حمادة العماوى، أحد شباب القرية: «نظراً لعمل أغلب أهل القرية فى مهنة صناعة الأخشاب فيتعرض الكثير منهم لإصابات وعندما نتوجه بالمصاب للمستشفى يرفضوا إسعافه بحجة عدم وجود إمكانيات، وفى حالة إصرار الأهالى على علاج المصاب يطلبون منهم شراء كل الأدوية والمستلزمات من الخارج حتى القطن والبلستر. أكد عمرو سعيد «طبيب أسنان» أن الوحدات الصحية تحولت إلى خرابات ومقابر، ولكن هذا الأمر ليس مسئولية الأطباء، فأغلب الأطباء يعزفون عن الذهاب إلى عملهم نظراً لعدم وجود الأجهزة الطبية اللازمة لعلاج المريض، متسائلاً: «كيف أتمكن من القيام بدورى كطبيب أسنان ولا يوجد بالوحدة أى أجهزة أو حشو للأسنان، حيث قمت بالعمل فترة فى خلع الضروس وحسب، لكنى توقفت بعد تعطل جهاز التعقيم، لافتاً إلى أن وزارة الصحة قبل عامين قررت تحويل المستشفيات التكاملية إلى وحدات لطب الأسرة، من المفترض أن تؤدى نفس الدور الذى تؤديه الوحدات الصحية، لكنها تعانى هى الأخرى من الإهمال. مضيفاً: طلبنا بصرف جهاز تعقيم جديد، لكن دون جدوى، فهل أعرض حياة الآلاف للخطر أم أحصل على إجازة مفتوحة بدون راتب اعتراضاً على سوء الأوضاع والاستهتار بصحة المواطنين. «بلا أى إمكانيات ولا يوجد مكان لجلوس الطبيب أو المريض».. هذا هو الحال فى الوحدة الصحية بقرية سبرباى مركز طنطا، فالوحدة تم نقلها منذ 5 سنوات فى إحدى الشقق بالقرية، نظراً لأن المبنى الرئيسى للوحدة تم إزالته ولم يتم الانتهاء منه بعد، لدرجة أنه تم وضع كثير من الأجهزة فى البلكونات لضيق المكان. وفى قرية سحيم مركز السنطة أكد الأهالى أن الوحدة الصحية بالقرية مغلقة معظم الوقت، وتعانى نقصاً شديداً فى الأدوية والتخصصات الطبية، حتى تركيب المحاليل للمرضى لا يتوفر بها، لعدم وجود أسرة مجهزة، فمعظمها بلا مراتب، ودورات المياه حدث ولا حرج، ويتم إجبار المرضى على شراء الأدوية والمستلزمات الطبية من الخارج، رغم وجود مناقصة كل عام لشراء أدوية ومستلزمات بملايين الجنيهات لتلك الوحدات، كما أن الأطباء يعاملون المرضى بطريقة غير آدمية، مطالباً المسئولين بمديرية الصحة بالمرور على الوحدة، للتأكد من القصور الموجود بها، والتى لم يتغير منذ سنوات. وفى قرية شبرا بلولة، مركز قطور، فبالإضافة إلى سوء الخدمات داخل الوحدة، فهناك فساد من نوع آخر وهو أن المبنى الذى تم إنشاؤه حديثاً منذ 3 سنوات ومهدد بالسقوط رغم ترميمه عدة مرات، وعبر الأهالى عن سخطهم من إهدار المال العام بهذا الشكل وطالبوا بتحويل المسئولين عن إنشاء المبنى للمساءلة.