تواصل أجهزة الأمن وقطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية جهودها للقبض على منفذى الحادث الإرهابى الذى استهدف موكب المستشار زكريا عبدالعزيز النائب العام المساعد والقوة المرافقة له فى محاولة لاغتياله مساء أمس أثناء عودته من مكتبه فى مدينة الرحاب إلى منزله بالتجمع الأول عن طريق تفجير إحدى السيارات المفخخة متوقفه على جانب الطريق بالقرب من منزله، وكان الحادث الإرهابى قد أسفر عن إصابة خفير بالمنطقة وأحد المواطنين يستقل دراجة بخارية تصادف مروره لحظة الانفجار وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقى العلاج. كما أسفر الحادث عن تلفيات بسيارة ملاكى تواجدت فى محيط التفجير دون خسائر فى الأرواح. وأكدت التحريات الأولية أن السيارة المستخدمة فى الحادث تحمل أرقام «ق ى ط 276» وهى لوحات مبلغ بسرقتها من سيارة أخرى. وأضافت التحريات أنه تم زرع عبوة ناسفة بداخلها وتفجيرها عن بعد بواسطة شريحة هاتف محمول تسببت فى تدميرها بالكامل وتطاير شظاياها فى محيط المكان. ورجحت مصادر أمنية أن منفذى العملية الإرهابية الفاشلة كونوا خلية لمراقبة منزل النائب العام المساعد وخط سير موكبه للتخطيط لارتكاب جريمتهم. وأفاد شهود عيان بأن السيارة مركونة فى مكانها منذ يومين قبل الحادث مما يكشف القصور الأمنى والتراخى فى التدابير والاحترازات الأمنية فى حماية الشخصيات المهمة. انتقل فريق من نيابة القاهرة الجديدة إلى موقع الحادث لإجراء المعاينة، وأمرت باستعجال تحريات الأمن الوطنى وتقرير الأدلة الجنائية حول الواقعة، وطالبت النيابة بالتحفظ على كافة كاميرات المراقبة المحيطة بموقع الحادث وتفريغها، واستدعت عددًا من شهود الواقعة لسماع أقوالهم، وأمرت الأجهزة الأمنية بتكثيف جهودها على أعلى مستوى لسرعة ضبط الجناة. وكلفت النيابة خبراء الأدلة الجنائية بالتحفظ على مخلفات بقايا المواد المستخدمة فى التفجير ومضاهاتها بالمواد المستخدمة فى تفجير موكب النائب العام الراحل هشام بركات. ودفعت مديرية أمن القاهرة برجال الحماية المدنية والمفرقعات ترافقهم الكلاب البوليسية وأجهزة الروبوت الآلى لتمشيط المنطقة المحيطة بفيلا النائب العام المساعد بالكامل تحسبًا لوجود مفرقعات تمت زرعها. كما انتقل اللواء خالد عبدالعال مدير أمن القاهرة، واللواء عبدالعزيز خضر مدير مباحث العاصمة إلى موقع الحادث، وفرضت القوات الأمنية طوقًا أمنيًا حول مكان الحادث لحين انتهاء رجال الأدلة الجنائية وفريق من النيابة العامة من المعاينة التصويرية ورفع آثار الحادث والتوصل إلى نوع المتفجرات المستخدمة وكميتها. وقال مصدر أمنى إن الأجهزة الأمنية أغلقت مداخل ومخارج المنطقة بالكامل وتم نشر الأكمنة الثابتة والمتحركة لضبط مرتكبى الحادث وتضييق الخناق عليهم. وأكدت وزارة الداخلية فى بيان لها عقب الحادث مباشرة أنه عقب مرور سيارة المستشار زكريا عبدالعزيز النائب العام المساعد وقوة الحراسة المرافقة له مساء أمس الأول من شارع أحمد شوقى بمنطقة البنفسج بالتجمع الأول دائرة قسم شرطة القاهرة الجديدة ثان، انفجرت إحدى السيارات المفخخة المتوقفة على جانب الطريق. وأضاف البيان أن الحادث لم يترتب عليه أى إصابات للنائب العام المساعد أو قوة الحراسة المرافقة. وأشار البيان إلى إصابة «خفير» بالمنطقة تصادف وجوده أثناء الانفجار وتم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج. وأكد البيان إغلاق المنطقة وتمشيطها فى محاولة لضبط الجناة والوقوف على أبعاده وملابساته. من ناحية أخرى، أدان نادى القضاة العام برئاسة المستشار محمد عبدالمحسن الحادث الإرهابى الغاشم. وأكد النادى فى بيان أصدره عقب الحادث أن تلك الأفعال الخسيسة لن تثنى قضاة مصر ورجال النيابة العامة عن أداء رسالتهم السامية فى الدفاع عن حق المجتمع وإرساء قواعد العدالة. وشدد النادى على أنه فى حالة انعقاد دائم لمتابعة الحادث، وأن قضاة مصر على استعداد دائم للتضحية بأرواحهم فى سبيل أداء رسالتهم السامية، وأنهم لا يخشون فى الحق لومة لائم. وأدان الدكتور شوقى علام–مفتى الجمهورية- محاولة الاغتيال الآثمة، إثر انفجار سيارة مفخخة قبل مرور موكبه إلى منزله بالتجمع الأول. وأكد مفتى الجمهورية–فى بيان له أمس–أن الإرهاب والتطرف أصبحا خطرًا يهدد الجميع، ما يحتم علينا جميعًا ضرورة التكاتف والعمل سويّا على كافة المستويات من أجل مواجهة هذا الخطر. وأوضح مفتى الجمهورية أن تلك الأفعال الخسيسة لن تثنى قضاة مصر ورجال النيابة العامة عن أداء رسالتهم فى إرساء قواعد العدالة والقيام بدورهم المنوط فى مواجهة المحاولات البائسة لنشر الفوضى والعنف فى المجتمع. وشدد مفتى الجمهورية على أن عصابة التطرف والإرهاب يريدون أن يخرسوا أصوات الحق التى تصدع وتحارب منهجهم المتطرف بالحجة والبرهان، فهم لا يعرفون إلا لغة الدماء والدمار والخراب. ودعا مفتى الجمهورية جميع مؤسسات وأجهزة الدولة المعنية إلى الضرب بيد من حديد على أيدى هؤلاء الإرهابيين الآثمين الذين يعيثون فى الأرض فسادًا ويستهدفون قضاء مصر الشامخ ما يعكس فشلهم الذريع ومحاولاتهم المستميتة لنشر الخراب والدمار فى كل مكان. وتضرع مفتى الجمهورية بالدعاء لله سبحانه وتعالى أن يحفظ مصر وقضاءها من كل مكروه وسوء، وأن يعم الأمن والأمان والرخاء والاستقرار فى جميع ربوعها.