أسعار الذهب تتراجع بعد تقليص المركزي الأمريكي السياسة النقدية    خالد عبدالغفار: الصحة الإنجابية تؤثر على المستويين الاجتماعي والاقتصادي    وسائل إعلام إسرائيلية: انفجار سيارة جنوب شرق تل أبيب وإصابة شخصين    حدث ليلا.. أزمة غير مسبوقة تضرب إسرائيل وفيديو مخيف ل«السنوار»    البيت الأبيض: بايدن يوقع مع زيلينسكى اتفاقا أمنيا خلال قمة مجموعة الدول السبع    بعد قليل، محاكمة مرتضى منصور بتهمة سب وقذف محمود الخطيب    بيراميدز يتخذ قرارًا مفاجئًا تجاه رمضان صبحي بعد أزمة المنشطات    تحذيرات من موجة حارة شديدة: إرشادات ونصائح لمواجهة الطقس    بدء تشغيل قطار رقم 1946 «القاهرة – أسوان» الإضافي.. اعرف جدول المواعيد    جنايات المنصورة تستأنف محاكمة تاحر سيارات قتل شابا للنطق بالحكم    محمد إمام يحقق 572 ألف جنيه إيرادات في أول أيام عرض «اللعب مع العيال»    "الله أكبر كبيرا.. صدق وعده ونصر عبده".. أشهر صيغ تكبيرات عيد الأضحى    فطيرة اللحمة الاقتصادية اللذيذة بخطوات سهلة وسريعة    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 13 يونيو 2024    قائمة مصاريف المدارس الحكومية 2024 - 2025 لجميع مراحل التعليم الأساسي    حريق هائل يلتهم مصفاة نفط على طريق أربيل بالعراق    موعد مباراة الأهلي المقبلة أمام فاركو في الدوري المصري والقناة الناقلة    انتعاش تجارة الأضاحي في مصر ينعش ركود الأسوق    القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تدمير ثلاث منصات لإطلاق صواريخ كروز للحوثيين في اليمن    حجاج القرعة: الخدمات المتميزة المقدمة لنا.. تؤكد انحياز الرئيس السيسي للمواطن البسيط    البرازيل تنهي استعداداتها لكوبا 2024 بالتعادل مع أمريكا    حظك اليوم برج الأسد الخميس 13-6-2024 مهنيا وعاطفيا    لأول مرة.. هشام عاشور يكشف سبب انفصاله عن نيللي كريم: «هتفضل حبيبتي»    محمد ياسين يكتب: شرخ الهضبة    يورو 2024| أغلى لاعب في كل منتخب ببطولة الأمم الأوروبية    حامد عز الدين يكتب: لا عذاب ولا ثواب بلا حساب!    تراجع جديد.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الخميس 13 يونيو 2024    أول تعليق من مغني الراب.. «باتيستويا » يرد على اتهامات «سفاح التجمع» (فيديو)    «اللعيبة مش مرتاحة وصلاح أقوى من حسام حسن».. نجم الزمالك السابق يكشف مفاجأة داخل المنتخب    «طفشته عشان بيعكنن على الأهلاوية».. محمد عبد الوهاب يكشف سرا خطيرا بشأن نجم الزمالك    عقوبات صارمة.. ما مصير أصحاب تأشيرات الحج غير النظامية؟    عيد الأضحى 2024.. هل يجوز التوكيل في ذبح الأضحية؟    في موسم الامتحانات| 7 وصايا لتغذية طلاب الثانوية العامة    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف أحمد الشناوي.. طريقة عمل اللحم المُبهر بالأرز    التليفزيون هذا المساء.. الأرصاد تحذر: الخميس والجمعة والسبت ذروة الموجة الحارة    محمد عبد الجليل: أتمنى أن يتعاقد الأهلي مع هذا اللاعب    هل يقبل حج محتكرى السلع؟ عالمة أزهرية تفجر مفاجأة    أبرزها المكملات.. 4 أشياء تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان    بنك "بريكس" فى مصر    24 صورة من عقد قران الفنانة سلمى أبو ضيف وعريسها    التعليم العالى المصرى.. بين الإتاحة والازدواجية (2)    لماذا امتنعت مصر عن شراء القمح الروسي في مناقصتين متتاليتين؟    حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    محمد الباز ل«كل الزوايا»: هناك خلل في متابعة بالتغيير الحكومي بالذهنية العامة وليس الإعلام فقط    .. وشهد شاهد من أهلها «الشيخ الغزالي»    هاني سري الدين: تنسيقية شباب الأحزاب عمل مؤسسي جامع وتتميز بالتنوع    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يواصل اجتماعته لليوم الثاني    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة وفقاً للمعايير الدولية    ما بين هدنة دائمة ورفع حصار.. ما هي تعديلات حماس على مقترح صفقة الأسرى؟    فلسطين تعرب عن تعازيها ومواساتها لدولة الكويت الشقيقة في ضحايا حريق المنقف    بعد ارتفاعه في 9 بنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 13 يونيو 2024    الداخلية تكشف حقيقة تعدي جزار على شخص في الهرم وإصابته    اليوم.. النطق بالحكم على 16 متهمًا لاتهامهم بتهريب المهاجرين إلى أمريكا    انتشال جثمان طفل غرق في ترعة بالمنيا    مدحت صالح يمتع حضور حفل صوت السينما بمجموعة من أغانى الأفلام الكلاسيكية    أستاذ تراث: "العيد فى مصر حاجة تانية وتراثنا ظاهر فى عاداتنا وتقاليدنا"    «رئيس الأركان» يشهد المرحلة الرئيسية ل«مشروع مراكز القيادة»    قبل عيد الأضحى.. طريقة تحضير وجبة اقتصادية ولذيذة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المظالم يا أستاذ أسامة
نشر في الوفد يوم 14 - 12 - 2011

لحظة أن خفض الأستاذ أسامة هيكل رأسه فيما معتز الدمرداش يشكر في نهاية حواره معه في برنامج (مصر الجديدة) مساء الثلاثاء الماضي، وهو يوجه الشكر إليه في نهاية حواره معاً، معرفاً به، قائلاً:( وزير الإعلام السابق)، فيما عينا الوزير السابق تبحثان عن مكان تتركزان عليه بعيداً عن وجه المذيع والكاميرا،
وقد بدا أمامها ثابتاً طوال فترة الحوار التي شهدتها، وهي غير قليلة، اللحظة التي بدا فيها الاعتداد بالنفس أقل، وفهمتها جيداً بل لا أنكر إني عشت مثلها مراراً وتكراراً مظلوماً، ولهذا ستدورعنها كلماتي بعد قليل، في فلكها وإن بدا الأمر يخص الوزير السابق ويخصني فللأمانة فإنه إنما يخص الحقيقة التي يشاء الله ألا يضيع جزء منها.
اللحظة التي لم يعد يتحدث فيها عن المشروعات التي كان يعد لها، والجهد المبذول من طرفه والخطط المستقاة من دول العالم الأولى لتطوير وتفكيك مكونات الوزارة، باختصار تلك اللحظة التي شعرت بها مديدة جلية عصيبة على الوزير الذي كان حتى أيام ذكرتني بثلاثة آلاف وخمسمائة يوم وليلة، شروقاً ونوماً، ساعات النهار وآلام الليل، تلك اللحظة قررت عندها كتابة هذا المقال، وأن أبدو، لا أن أحاول أن أبدو، بل أبدو متجرداً عن ذاتي، وأشهد خالقي وخالق الوزير إني سأكون هذا الرجل الذي يترفع عن التعبير عن الالم، أياً ما كان، باللفظ المؤلم، أو الذي يرى غيره في ذياك الموقف فيذكره بموقف آخر، بل إني لم أسبق كلمة المظالم في عنوان هذا المقال ب حرف جر، ولم أتبع اسم الوزير بعلامة استفهام او تعجب، ولن ألجأ لآقواس، ولا لخلط للجد بالسخرية المحببة لنفسي أحياناً من واقعنا بلا رغبة في تجريح أحد ولا أنكر إن الأمر يبدو كذلك لغير المدقق في غير هذا المقال، أما هاهنا واحتراماً لألم بشري ذقت مثله سنوات طويلة دون جريرة يستطيع أحد إبرازها في وجهي حتى اليوم، رغم عشرات المرات التي تحديت فيها العرف الاجتماعي القائل بوجود الحذر للحصول على فرصة لاستمرار الحياة، النقطة الأولى التي لا أريد تضييعها فهو ما قاله الراحل المحبب لنفسي بكتاباته (عبد الوهاب مطاوع) من إنه يسخر من الألم من لم يذقه، أياً ما كان ألمك ومن أي زاوية رؤية يصدر واسمح لي بأن اناديك بأحب الألفاظ إليك يا أستاذ أسامة الوزير، وسأقول الوزير السابق مع رجاء ألا ينزعج مني أسامة هيكل، والرجل كان جزء من مظلمتي على نحو آت ذكره، وأنا منذ هذه الكلمة أعلن إني أتحدث عن مظلمة هزت ارجاء الشعور بالعدالة في نفسي بعالمنا، بوجودها، بخاصة بعد نجاح ثورة 25 يناير، أتمها الله تعالى على خير وجعلها جديرة بدماء الشهداء والمصابين الذين لم يصبرني على حالي سوى تذكري لما بذلوه من الغالي والنفيس، وهون ما ألاقي أمام ما لاقوا ويلاقي جريحهم لليوم ويعاني أهلهم من مرارة الفقد أو الشعور بالغبن، ومظلمتي كانت عندما ذهبت لفرع جابر بن حيان بأمن الدولة منذ مبارايات كأس الامم الأفريقية عام 1999م وقبلها بأيأم متعمداً إحراج السيد العميد محمد شفيق الذي أصدر قرار إقصائي عن عملي كمعد برامج بالقناة الثقافية بالتلفزيون لما أبلغ عني زميل لي ورد للقناة بعد عملي بها عاماً ونصف العام بناء على توصية نادرة الصدور من الرئيس المخلوع مبارك بأن يلتحق بالعمل بالقناة الثقافية حيث أعمل، وهي وقائع يشهد عليها معي أمام الله ثم ضميره الإعلامي الشاعر جمال الشاعر، وأنا أعلنها اليوم فرحاً بخروجها من صدر حبسها أكثر من احد عشر عاماً، وأتمنى أن يكذبني أحد فيها، وأعتذر عن عدم ذكر اسم الشاب الذي يمثل أحد الفلول، وهو يعمل مذيعاً بالقناة لليوم، وذلك لأمر يخص أخلاقياتي ولا يخصه بالتأكيد إذ يحسن تأليب المحيطين بنا في رمضان الماضي لما ذهبت وكانت بداية التداخل ما بيني وبين الوزير، وتكرار الاسم جرياً على تتابع الوقائع.
وكنت قد بدأت ذكرها بعدد من المواقع والصحف وتناقلتها مواقع أخرى اهتماماً بها، فيما لم يتسن لي نشرها على نحو أوسع لضيق بالوقت سيأتي تفصيله، ففي نهاية شهر أغسطس الماضي نشرت مقالي:(هل لا يزال أمن الدولة يتحكم في التلفزيون؟) لعل الوزير السابق يقرأ وينتبه للنقاط المختصرة من القصة الطويلة، وطويل مثلها على كل مظلوم مقصاً من بلده رغماً عنه لتحالف الفاسدين في أقصى صور السلطة في عهد مبارك، أمن الدولة ومحاولة شاب الفلول المذكور الذي لم ينجح في العمل كمذيع بقناة إقليمية( القناة السابعة) ولا حتى بإذاعة شمال الصعيد، ولا في سفر لخارج مصر، وعذراً فالشاب الذي أتحدث عنه بلدياتي، فأنا وهو من أبناء مدينة بني مزار بصعيد مصر الوسطى، وكم أنجبت من العظماء مثلما أنجبت من غيرهم؟ بل تلقينا تعليمنا في نفس المدارس على الأقل في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وفيما كنت في بداية التسعينيات أحرص على نشر الكلمة الشريفة في صحف مصرية وعربية كان يترقى في الحزب الوطني حتى صار أمين شباب له بمدينتي وهو ما سهل له ما كان من أمري وامر، ولما ألتقينا في مبنى التلفزيون عمد لرد الدين لمن بادروا بتعيينه في بالمبنى، وأصروا أن يكون مذيعاً بتاشيرة لا سابق كثير لها من قبل الرئيس السابق، والكلام من فم رئيس القناة الثقافية وقد باح لي به أيامها وبكونه لا يستطيع فعل شئ أمام بلاغ من السيد المذيع.
وفي أغسطس الماضي كان السيد مدير البرامج في القناة نفسها، في أغسطس من هذا العام يطلب منه التدخل لدى ضابط من أمن الدولة للإفراج عن مصلحة له أمام عيني ليذكراني بأن التاريخ لم ينته بعد وأن أحمد هوهو الحاج أحمد وأن ما قبل الثورة هو هو ما بعدها، يومها اتصلت بجمال الشاعر الذي ترك العمل بالقناة مستذناً في نشر ما لدي فأذن لي وضاق الوقت عن أن أقول ما لدي إذ كنت في إجازة مغترب بالقاهرة وكانت العودة واجبة علي، أما وقد عدت لأجد أمد إجازتي قد طال فقد ييسر لي أن أقول مالدي كاملاً، قدر استطاعتي وتحمل القارئ.
تعففت عن ذكر هذه الوقائع لأسابيع بالغة المرارة على نفسي، وقلت للأخيرة: مصر في حالة انتقالية خطيرة ثم مؤخراً انتخابات، وقد لا يهم الكثيرون معالم حكايتي لكن لما فتح السيد الوزير باب ما كان ينوي صنعه من خطط تطويرية بالوزارة، وجدتني منساقاً وراء الفنان بداخلي، لكي أبين له ما عندي، وراغباً بصراحة في الوصول لحل لها، وبخاصة مع كونه متماساً مع هذه الوقائع، لما اختصرتها في ورقة له وذهبت لبابه في اليوم الثالث من شهر رمضان الثالث من اغسطس راغباً في عرضها عليه، ومستأذناً الزملاء في الحضور لتبدأ المتاهة الذي كان عهد مبارك هين أمامها، فعلى الأقل كنت استطيع الصعود للمبنى دون أن أنال حقي، ويالها من مفآجأة ربما لا ترد على بال الوزير أن يقرأها الآن، إذ إنه ، فيما أظن، سيقرأ هذه الكلمات بعدما لم يقرأ مظالمي المتعددة في كوني أريد الرجوع لعملي ولا أريد السفر من مصر من جديد، إذ طردني امن الدولة من التلفزيون في 5 من يوليو 1998م، بعد عملي لقرابة العامين بل تعاقدي في سابقة فريدة، ثم اضطروني للخروج من مصر كلها في 2007م لما لاحقني المنع الأمني في كل مكان.
ولما بدا واضحاً إن هناك فسحة لاستقبال الوزير في هذه الأجواء ومناقشة أمور تخص تطوير كفاءة الأجهزة المثبتة عند أبواب المبنى لملاحقة الشرائط وما شابه، إذن فلا يختلف عاقلان ولا .....(دعنا من الدعابات الآن لن أكمل الجملة كما اتفقنا) إذن فقد كان من الأولى النظر في العنصر البشري، أو ليست ثورة تساوي في المقام الأول رد المظالم إلى أهلها؟ واستقبال الكفآءت المهاجرة؟ ولا أصف نفسي فمثلي مئات الآلاف إن لم يكن عدد من الملايين، ففي اليوم الخامس لوصولي مصر، في اليوم الخامس من عودتي من المنفى القصري خارجها منعني السيد عمر أنور رئيس القناة الثقافية في يوم 3/8 الماضي من الصعود للقناة الثقافية التي عملت بها كواحد من أبرز معديها، وجعلني أتذكر عهد جمال الشاعر الذي لم يكن يحسن استقبالي بعد الممانعة الأمنية لكن كان يوصي الزميل بعمل التصاريح لي متى أردت، وللأمانة فقد كان جمال الشاعر نفسه، مع حفظ اللقب ولغيره، هو من أخذ بيدي للعمل بالمبنى لما وجد في موهبة نادرة، برأيه، تستحق أخذ هذه المكانة بل قال للزملاء في اجتماع عام:
_كل منكم جاء بواسطة أو ما شابه لكن محمد يستطيع ان يرفع رأسه عالياً لأنه جاء بموهبته فقط..
المهم، سؤال عارض يتفجر في داخلي، القارئ ما باله بقصتي؟
عزيزي القارئ:
هذه هي المرة الأولى التي أواجهك بها على مدار عمر كتاباتي للقصة أو الرواية أو قصص الطفل أو حتى الأبحاث أو غير ذلك، هي ليست قصتي، وإن كانت وقائعها تخصني أنا، هي قصة كل محتقر ينظر إليه من أعلى لأسفل منذ جمال حمدان وقبله بآلاف السنين المصري الفصيح، والقبطي في عهد عمر بن الخطاب، قصة البحث عن وطننا بداخلي وبداخلك، قصة هذه الثورة يجب أن تتحقق في وفيك.
رفض السيد عمر أنور صعودي قائلاً بالصوت الحياني الذي كان يتفنن في مداعبتي به طوال أوان إجازتي المذكورة:
_أعملك إيه أمن التلفزيون رافض طلوعك.
ولما صممت على البقاء على باب الوزير نزل إلي السيد وليد صفوت أحد سكرتاريته ليأخذ الطلب مني مؤكداً إن أمن التلفزيون لم يمنعني، وأن أسامة هيكل ليس كغيره، ومضيت لبيتي يؤرقني الألم مستعيداً الذكرى كاملة، وهذا جزء من لقطاتها على النحو التالي:
1_ هذه النقاط ليست على سبيل الشكاوى، على الطريقة المعهودة وإن كان لبها كذلك، وإنما جاءت كنقاط لأنها مدعاة للتركيز غالباً مع أمثالي، عام 1998م دعاني الصديق خالد السيد لمرافقته لمبنى التلفزيون لمقابلة رئيس القناة الثقافية الذي يكون مجموعة عمل ويريد روائياً مبتكراً، وكنت أيامها قد تركت وظيفتي كمدرس بالفعل بعد معاناة ما بين المدرس والفنان طالت 6 سنوات، يومها قلت لجمال الشاعر ضمن سياق حواري أخشى أني مهما قلت من افكار ألا تقبل، فأكد لي العكس بل امهلني لمرات قادمة، وقد كان أن أعجب بفكرة واعلن انضمامي للعمل بالقناة بل طالبني بإنهاء جميع أعمالي الرسمية الأخرى للتفرغ للعمل بالقناة.
2_ إصراري المتواصل على العمل بنفس القناة التي ظلمت من أجلها، بل كتابتي في المواقع والصحف إني أريد البقاء في مصر ولا أريد العودة للغربة سبب لي ما يمكنكم فهمه بسهولة بخاصة في ملابسات لا تخفى على فطنة القارئ، ومعاودتي طرق الموضوع مع ما قلته بداية من وليد صفوت و مسئول أمن السيد الوزير السابق حتى محمد نوار مدير الإدارة المركزية للسيد رئيس قطاع القنوات المتخصصة، هو هو السيد عمر أنور، رئيس القطاع بعد ذهاب السيدة هالة حشيش، الرئيس السابق للقنوات المتخصصة، وأثناء إجازتي التي أردت فيها التخلص من البيروقراطية ونيل حقي خلال 30 يوماً وقد ضاع على مدار قرابة 120 ضعفاً من هذا العدد من الأيام، وقد ذهل مما رأيت مسئولي عدد كبير من المواقع ممن لم أعرف فنقلوها لعدد كبير من القراء فيما لم أترك كاتباً احترمه إلا أرسلت له مقالي(هل لا يزال أمن الدولة يتحكم في التلفزيون؟) وذلك قرب نفاذ أيام الإجازة دون أن أصل لحل مع معرفتي أو احساسي بما سألاقيه في الغربة نتيجة افصاحي عن مشكلتي ببلدي ممن لا يرون الكفاءة كذلك إلا ممن لا مشكلات ورائهم، المهم قلت للسيد محمد نوار، مدير الإدارة المركزية للسيد رئيس قطاع المتخصصة، إن وضعي الآن أفضل من وضعي أيام كنت أعمل بالتلفزيون، فلم يعط الكلام بالاً وسوف على النحو التالي ذكره.
3_ إنني على استعداد للموت دون هذا الامر ليعلم كل مسئول إن هناك من يبحث عن حقه وسيظل مهما حصل وطال الوقت، ولأني استشعر إنه ليس أمري بل أمر كل إنسان حر مصمم على قول كلمة الحق والثبات من خلفها، وإن حوصر بأسرة وأطفال ومواعيد سفر فإن هناك أقداراً تعيدنا للمربع الأول شادة على أيدينا، أمض لما أردت، ومثلي قد يستطيع التعبير عن رأيه والتوجه لأفاضل ينشرونه، ومن فعل الأقدار ردي لمصر بعد أيام قليلة.
4_ أجريت جراحة بعيني فيما الطلب يؤشر عليه الوزير هيكل لأمين عام اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ثم لرئيس قطاع القنوات المتخصصة، ثم لرئيس القناة الثقافية فلم يرحمني السيد عمر أنور من الوقوف أمام باب المبنى والتسويف من قبل الزملاء الذين كانت الأوامر إليهم تخالف ما يقال أمامي، والسيد عمر أنور كان مديراً عاماً للبرامج بالقناة الثقافية، أو على وشك، لما ثارت مشكلتي عام 99، فهو يعرفني ويعرفها وذكرني كاملاً بأحداثها عام 2006م في إحدى زياراتي للمبنى، ومع ذلك يصله الطلب من السلم المذكور وأحرج من أقف أمامه لحين توقيعه في حينها إذ إن الجميع يطلب إفادته، ويقول لزميل محب تدخل من نفسه(غداً أكتب الكلمتين المفيدتين(فيهما الشفا) وبعدها يتسلم عمله محمد) وفي المقابل تحبس الورقة لديه أسبوعين، ومرة أقف على الباب ومرة أقف حتى تدخلت سكرتارية السيد الوزير لأصعد، وقد تدخلت آنسة طيبة بالفعل فيما رفض غيرها من نفس السكرتارية صعودي قائلاً(أنت تعلم المبنى يؤمنه الجيش).
5_حيال هذه الوقائع لجأت للدكتور ثروت مكي، قبل أن يسند إليه أمانة الاتحاد بأيام وقلت له مشكلتي من البداية للنهاية، وإنها تؤجل لحين سفري فلا تحل، فوعدني بحل، بل قلت بالحرف الواحد:(الممانعة رأيتها بعيني في مكتب علاء بسيوني، مدير أمن التلفزيون آنذاك، إذ لم أخرج بسهولة من محاولة تبين الأمر وبهدوء، أرسل موظفاً ليراها حسماً للأمر إذ إن السيد عمر أنور لا يريد حسمه) فأمهلني يومين، ثم ذهبت للسيد عمر أنور بناء على طلبه فما قصر في الصراخ بأن الطلب ضاع منه، وأنه سيعرضه على لجنة برأسة السيدة هالة حشيش، ولما عدت للدكتور ثروت امهلني ثانية ثم تولى هو الاتحاد فيما تولى السيد أنور القطاع التابعة له قناتي، وتم إرسال الطلب لشؤون الموظفين لما أعلن السيد أنور أنه لن يشهد في أمري وقال، وقد أبلغني عقبها مباشرة بذلك: قلت للدكتور ثروت ليس لي دخل بموضوعك عاوزين يرجعوك يرجعوك همه أنا ماليش دعوة.
6_ طبعاً دخلنا على العيد والسادة بشؤون العاملين وجدوا قرار إنهاء عملي بدون سبب وإن كان جمال الشاعر قد أرجأ هذا لوقت لاحق ولم يسبب فيما بعد، وبناء عليه رفض الدكتور ثروت مكي استقبالي، مع كوني حددت الطريق النافذ له من قبل، وقال لي السيد محمد نوار عليك بالسيد رئيس الشؤون القانونية الذي قال لي الأمر يتطلب وقتا وهات رقم تليفونك وسأخبرك، ولم يخبرني أحد بشئ.
7_ هذا السلم الطويل يا أستاذ هيكل جرة قلم منك كانت تريح مثلي لما تطلب رؤية ورقة الممانعة في أمن التلفزيون من قبل أحد موظفيك، أما لماذا تتفننوا معي في فعل ما فعلوا فضاعت شهور أخرى من العمر ما بين ها هنا وها هناك فذلك ما أتركه للقارئ؟.
8_ لماذا لا ندرك أننا حينما ناتي للناس بحقوقهم يوفقنا الله تعالى لنيل حقوقنا، جل المأساة الخاص بالموظف من كاتب هذه الكلمات أن السيد(الفل) المذيع للآن بالقناة الثقافية أبلغ ثاني يوم تسلمه للعمل معي بنفس القناة، وهو أمين شباب بالحزب الوطني اجتمع بهم مبارك فقدم له ورقة أن لديه مواهب ثقافية ويريد العمل بالقناة الثقافية، فلما عمل لم يرد أن يكون معه أحد من أبناء بلدته، ثم هو يرد جميلاً لمن عينه فتقدم ببلاغ ضدي أني قد كتبت مقالاً ضد السيد الرئيس مبارك عام 1993م، وانا بالفعل كتبته ونشرته، وكان أول ما نشرت، هذا مع كون السيد العقيد شفيق روادني للعمل معه كمعد للبرامج برتبة جاسوس فرفضت.
9_ وهكذا فمنذ أكتوبر1999م، إذ إن ورقة الممانعة وصلت في يوليو من نفس العام فتمسك بي السيد رئيس القناة آنذاك جمال الشاعر لمدة شهرين غير مصدق بوجود ممانعة ولما أدرك فعل السيد الزميل الفل المبلغ، من 1999م وحتى 2011م وكاتب هذه الكلمات في الشتات، كلمات الضابط(حازم البشلاوي) المحقق معي بعد نشر المقال كانت واضحة إما أن تكون معنا بأمن الدولة أو علينا وساعتها لن تعمل إلا مدرساً، أرادوني كذلك ولم أرد نفسي بعد المشكلة، وهكذا ظللت بلا عمل بمصر محدد حتى خرجت فلما عدت وجدت السيد المذيع الفل هو المسيطر على العمل بالقناة يضحك مع رئيسها فيما مثلي، في نفس الوقت، لا يستطيع الصعود للمبنى من مرة واحدة، وإن صعد ليراهما لم يصدق نفسه بعين معصوبة إثر جراحة موطل حتى يسافر من جديد.
أتمنى مخلصاً على الوزير الجديد اللواء أحمد أنيس الانتباه لمثل هذه الأمور البالغة الدقة والأهمية، مع غيري قبل أن يكون معي، وواثق من إنه سيفتح صدره قبل بابه للمظلومين، وسيدرك إنه بمقدار إنصافه لهم سيبقيه الله تعالى.
مثلي كان يعد برامج رئيس القناة، وكان أبرز معديها، وأول ما أذيع بالقناة بعد الافتتاح كان له(تحقيق حول هل تصبح الرواية ديوان العرب؟)، وضاع عليه من الآلاف عام 99ما ضاع وعانى سنوات طويلة ممانعة أمنية يلاحقه ذكره في عشرات الاماكن بمصر فإن عاد طالباً حقه، والأمر نادر المثال يطرد، وتغلق دونه الأبواب، ويطلب مساواته بمن لم يظلم من الزملاء، وإن وجدت جميل الكلمات في مهاتفتي لجمال الشاعر وإقراره بسنوات المعاناة حتى هتفت لنفسي(أخيراً وجدت من يقر بمعاناتك) ولكن الرجل ليس في المكان.
وللأمر جولة جديدة في إجازة طويلة من الغربة، بإذن الله، بعد أيام، ولبقية ما دام في العمر بقية لهذا المقال حينها، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.