أكد خبراء وسياسيون أن نتيجة الانتخابات البرلمانية فى المرحلتين الثانية والثالثة لن تتغير, فى حال استمرار أداء الأحزاب الليبرالية والقومية واليسارية على النحو الحالى، وطالبوا بضرورة تكتل أحزاب الوفد والكتلة وائتلاف الثورة والوسط، لتحقيق نتيجة أفضل عن النحو الذى حدث فى المرحلة الأولى، بهدف وقف زحف التيار الإسلامي ممثلاً فى الاخوان والسلفيين نحو البرلمان، مؤكدين أن النزول للشارع والوقوف على اللجان الانتخابية ووضع مندوبين ممثلين للأحزاب الليبرالية هو أبسط قواعد التنسيق الانتخابى الفترة المقبلة، وأوضحوا أن اللحظات الأخيرة قبل الانتخابات مهمة للغاية لكسب مؤيدين جدد للتيار الليبرالى، بعد الفزع الذى اجتاح الشارع السياسى خوفاً من تشكيل الإسلاميين أغلبية تحت سقف البرلمان بما يعنى هيمنتهم على الحياة السياسية فى مصر تماما لحين انتخاب برلمان جديد . أحمد عز العرب نائب رئيس حزب الوفد يطالب بضرورة تلافى الأخطاء السابقة التى جرت فى المرحلة الأولى للانتخابات وأدت إلى فوز الإسلاميين بنحو 65% من مقاعد البرلمان، "فليس معقولا أن يحصل الإسلاميون على تلك النسبة وتحصل الكتلة على 13% ويحصل الوفد أكبر الأحزاب الليبرالية وأكثرها عراقة على 7% فقط " بحسب قوله، وأوضح أن نتيجة المرحلة الأولى أظهرت أن التنسيق بين الأحزاب الليبرالية وعلى رأسها الوفد وأحزاب الكتلة - التجمع والمصريون الأحرار والمصرى الديمقراطى الاجتماعى - لم يعد ترفا بل أصبح ضرورة انتخابية لوقف زحف التيار الإسلامى نحو البرلمان . وأكد العرب أن التحالف لو تم بين الوفد والكتلة فمن المؤكد أن النتائج ستتحسن كثيرا فى المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات، يساعد على ذلك انتشار حالة الهلع بين المثقفين والعاملين بالمجال السياحى خوفاً من وصول الإسلاميين إلى الحكم ، وفرض أرائهم المقيدة للحريات ، لافتاً إلى تصريحات أحد أقطاب حزب النور السلفى بعد نتيجة المرحلة الاولى من الانتخابات, التى ذكر فيها أن السلفيين سيوقفون الليبراليين كما أوقف قطز زحف المغول والتتار، وتوقع بتحالف الوفد والكتلة أن ترتفع نتيجتهما من 20 % حاليا إلى 30% فى بقية الانتخابات . وحول نسبة الفلول فى باقى مراحل الانتخابات قال نائب رئيس حزب الوفد إنهم حصلوا على ثلاثة مقاعد فى الجولة الأولى، مستبعداً نجاحهم فى الجولتين القادمتين، وأضاف "إذا ما حصلوا على مقاعد فسيكون ذلك بسبب القبلية والعصبيات فى الصعيد وتحديدا فى قنا حيث العائلة قبل المدينة والقبيلة قبل الوطن" ،وطالب عز العرب بضرورة تنظيم شباب الثورة أنفسهم تحت وعاء سياسى حتى يحكموا مصر مستقبلاً، مثلما فعل زعيم الأمة سعد زغلول، حيث أنشأ الوفد عام 1919 ووصل الى الحكم فى عام 1924 . تراجع السلفيين ويتوقع الدكتور عمرو هاشم ربيع رئيس برنامج التحول الديمقراطى بمركز الدراسات بالأهرام تراجع السلفيين فى المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات عن نسبة 20% التى حققوها فى المرحلة الأولى، ومحافظة الإخوان على تفوقهم بحيث يحققوا نسبة تقريبية مما حققوه فى المرحلة الأولى من الانتخابات، مشيراً إلى استقرار نسبة عند تلك التى حققتها فى الجولة الأولى وهى 13% ، ويحافظ الوفد والوسط على نسبتهما وهى 7% 6% تقريبا ، ويحصد الفلول على 3أو 4 مقاعد، وأوضح أن حملات التجريس ضد فلول الوطنى أتت بثمارها فى نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات أكثر من قانون إفساد الحياة السياسية الذى صدر بعد فوات الآوان . وبالنسبة للعنف والعصبيات فى الانتخابات، توقع ربيع سقوط قتلى فى قنا خلال المرحلة الثالثة من الانتخابات "ولولا الانضباط الأمنى لزاد الرقم عن ذلك كثيرا "بحسب قوله. وحول نسب الأحزاب بعد انتهاء الانتخابات أوضح أن الإخوان سيحققون الأغلبية بنسبة 50%+1 ويحقق السلفيون نسبة 20% والكتلة 15% والوفد 10% والوسط 5% ، وفى ضوء هذه النسب يتوقع ربيع أن يتحالف الإخوان مع الليبراليين وليس السلفيين تحت قبة البرلمان لكى يجملوا صورتهم فى الشارع السياسى المصرى، ولايصبحوا هدفاً للهجوم من الليبراليين والقوميين واليساريين، "فهم أذكى من ان يصطدموا بالشعب كله"بحسب وصفه . استقطاب طائفى ويرى أحمد عبد الحفيظ نائب رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن التيار الإسلامى سيستمر فى حصده لمقاعد البرلمان فى حال استمرار الاستقطاب الطائفى الحالى بين الليبراليين والإسلاميين، وأوضح أن الأحزاب الليبرالية مطالبة بترك الغرف المغلقة والنزول للشارع، لكسب الجماهير وحشدها نحو صفوفها إذا أرادت تغيير النتيجة، موضحاً أن الهجوم الإعلامى لايحقق مكاسب، مقارنة بالحركة على الأرض وضم الشباب الثورى إلى الأحزاب الليبرالية . ويشدد عبد الحفيظ على ضرورة تحالف الوفد والكتلة والناصرى والوسط والإصلاح والتنمية كجبهة واحدة، ضد الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية، وقال"بدون التكتل لن يتحقق شيئا يذكر سواء على مستوى القوائم أو الفردى"، لافتاً إلى أن المعركة ليست سهلة، لأن نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات ستغرى الأحزاب الإسلامية لتحقيق المزيد من النجاح فى باقى مراحلها. وأضاف أن الإسلاميين يضعون رهانهم على الكتلة الصامتة التى تفضل انتخاب القائمة أو المرشح المضمون النجاح، مبرراً قوله بطبيعة الناخب التى تميل إلى التصويت للشخص الناجح أو الذى يشعر أنه سينجح، وقال هناك نسبة 20ٌ%- 30% من الناخبين لم يستقروا على مرشح بعينه أو قائمة محددة ويتخذوا قرارهم فى اللحظات الأخيرة، مشددة ضرورة تركيز الأحزاب الليبرالية علي تلك الفئة. وحول تصريحات ساويرس الأخيرة للتليفزيون الكندى والتى أثارت الجدل فى الشارع المصرى، قال نائب رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان إن ساويرس رجل أعمال ذكى يسعى من وراء تلك التصريحات إلى تصويت الناخبين للإسلاميين وليس لمرشحى الكتلة، "لكى تحكم الكنيسة الأقباط حكماً مطلقاً ويحصل هو على صفقات ومقاولات تعويضاً عن البرلمان" بحسب قوله . وعن آليات التنسيق بين مرشحى الأحزاب الليبرالية أكد ضرورة وجود مندوبين لكل الأحزاب الليبرالية فى كل اللجان الانتخابية لحماية "الصوت الانتخابى " من أول التصويت إلى الفرز وإعلان النتائج، والإبلاغ عن أى مخالفة انتخابية إلى اللجنة العليا للانتخابات .