يحتفل المصريون غدا الأحد، بمناسبة لا تتكرر في العالم كله، فهم أصحاب ومنشئي هذا الاحتفال، إنه احتفال "عيد النيروز" أو رأس السنة المصرية القديمة حسب التقويم المصري القديم أو التقويم القبطي، فسيبدأ العام عام 1733 ش أو ق "شهداء أو قبطية". 1- "عيد النيروز" هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، وأتى مسمى "نيروز" من الكلمة القبطية "nii`arwou - ني – يارؤو" وهى تعني "الأنهار" فى العربية، لأن هذا الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل - سبب الحياة في مصر. وحينما دخل اليونانيون مصر؛ أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم "مثل أنطوني وأنطونيوس" فأصبحت نيروس، ولفظها العرب "نيروز" تلك الكلمة الفارسية ومن هنا جاء اللبس بين العيد المصري وعيد "نيروز" بلاد فارس أو أصحاب المذهب الشيعي. 2 - عيد النيروز في مصر هو رأس السنة المصرية أو القبطية، أما عيد النيروز "الفارسى" الذى تحتفل به إيران ودول وسط أسيا، فى بداية فصل الربيع بمناسبة السنة الفارسية الجديدة، وتعني اليوم الجديد "ني = جديد" ، "روز= يوم" وهو عيد الربيع عند الفُرس ومنه جاء الخلط من العرب. 3- الفلاحون المصريون على السواء والكنيسة الأرثوذكسية، تضع التقويم المصري القديم أو القبطي في مكانة هامة، حيث أن كلاهما يعملان بهذا التقويم إلى يومنا هذا، فالمزارع يرتب مواعيد الري ومواعيد الزراعة طبقا للأشهر القبطية، وأما الكنيسة فترتبط صلاواتها اليومية وأعيادها بهذا التقويم. 4- يتكون التقويم المصري القديم من 13 شهرا، وهى "توت،بابة، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمود، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى"، وانتهاء ب شهر "نسئ" أو الشهر الصغير ومدته خمسة أيام، ويبلغ فى السنة الكبيسة فى التقويم الشمسى "الميلادى" ستة أيام. 5 – وضع التقويم المصري القديم ، سنة 4241 قبل الميلاد أي في القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد. 6 - وضع التقويم المصري القديم العلاَّمة الفلكي الأول "توت" أو "تحوت" الذى اطلق اسمه على أول شهر في السنة، وهو إنسان مصري نابغة ولد في قرية منتوت التي ما تزال موجودة وتتبع مركز أبو قرقاص محافظه المنيا بصعيد مصر بنفس اسمها القديم، وتقديرا من المصريين القدماء لهذا العلامة؛ رفعوه إلى مصاف الآلهة. وصار "توت" هو إله القلم والحكمة والمعرفة، فهو الذي اخترع الأحرف الهيروغليفية التي بدأت بها الحضارة المصرية لذلك خلدوا أسمه علي أول شهور السنة المصرية والقبطية. 7 - ينقص التقويم القبطى الحالي عن التقويم الميلادي 284 سنة، وذلك لأنه مع انتهاء عصر الفراعنة، واحتلال مصر من الرومان، أوقفوا العمل بالتقويم المصري، واستخدموا التقويم الروماني. 8 – اعيد استخدام التقويم المصري القديم من قبل مسيحي مصر في أواخر القرن الثالث الميلادي، بعدما تولي دقلديانوس أمور الإمبراطورية الرومانية وكان شخصًا غير سوي في بنيانه النفسي، حيث سمي عهده ب"عصر الاستشهاد"، ومن هنا أصبح اسم التقويم المصري القديم "تقويم الشهداء". 9 - فى العصر الفاطمي كان "النيروز" من اكبر أعياد مصر و كانت تقام فيه مهرجانات تطوف الشوارع والأسواق. 10 – احتفالات عيد النيرزو مستمرة حتى يومنا هذا، حيث تحتفل وزارة الثقافة بالعيد "الذي تضعه ضمن إرث مصر الفرعوني والمعمول به حتى الآن" كما تحتفل به الكنيسة الارثوذكسية. 11 – يأكل المسيحيون في ذكرى عيد النيروز "البلح والجوافة"، حيث يرمز البلح- الذي لونه أحمر- بدماء الشهداء المسيحيين الذي سُفك في عهد الاضطهاد الروماني، أما الجوافة فترمز إلى طهارة ونقاوة القلب، وبذورها كثيرة؛ رمزًا لعدد شهداء المسيحية.