يعد" محمد نجيب" أول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية، فهو أحد أهم وأبرز القادة فى تاريخ مصر الحديث، فقد كانت فترة حكمة لمصر عامين وأربعة شهور، كما كان تاريخة مليئًا بالنضال ضد سياسات الملك فاروق ويرجع نجاح ثورة 23 يوليو عام 1952 إلى مساعدته حركة الضباط الأحرار، وبرغم هذا تذكره كتب التاريخ المدرسية في سطور، وتزامنا مع ذكرى وفاته نستعرض أهم نقاط التحول في حياتة منذ النشأة إلى الوفاة. ولد " محمد نجيب" بالسودان في 19 فبراير 1901، لاب مصري وام سودانية والتحق بكلية غردون ، ثم بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام1918 ، ومن ثم التحق بالحرس الملكي عام 1923، وحصل على ليسانس الحقوق في 1927 ، وكان أول ضابط في الجيش المصري يحصل عليها ، إلى أن حصل على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929 ودبلوم آخر في الدراسات العليا في القانون الخاص عام 1931. تقلد "محمد نجيب" مناصب عدة بعد تحرير مصر من الملكية منها : " منصب رئيس وزراء مصر،ومنصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية، إلي منصب وزير الحربية. كما أسس " محمد نجيب" مجلة الجيش المصري وأشرف عليها، وتولى رئاسة تحريرها منذ عام 1937، وكتب فيها عدداً كبيراً من المقالات منها :" مسألة السودان" و "مصير مصر" و " كلمتي للتاريخ" و "كنت رئيسًا لمصر". تقلد "نجيب" العديد من الأوسمة، فقد نال أرفع أوسمة كوبا العسكرية، إضافة إلى منحه نجمة فؤاد الأول مرتينقبلوبعد معركة فلسطين. أهم أعماله أسس جمعية "مشوهي الحرب" بعد حرب فلسطين ،وكان شعارها "جراح الأجساد هي وسام الأبطال" وعمل على تحقيق فكرتها،وانتخب رئيسًا لها. أُصدر قانون الإصلاح الزراعي، وقانون تنظيم الأحزاب السياسية، حيث صدر في يوم واحد 9 سبتمبر 1952م. كما أصدر قانون تخفيض إيجارات المساكن بنسبة 15%وقام بإلغاء الأوقاف ما عدا الأوقاف الخيرية، إضافة إلى إصدار قرار العفو الشامل عن المحكوم عليهم أو المتهمين في الجرائم السياسية التي وقعت في المدة من توقيع معاهدة 26 أغسطس 1936 إلي 23 يوليو 1952 أو المتهمين بقضايا سياسية خلال هذه المدة ولا تزل قضاياهم أمام المحاكم . أصدر "نجيب" مرسوم بقانون بإنشاء مجلس دائم لتنمية الإنتاج القومي، ومهمته بحث المشروعات الاقتصادية. كما صدر مرسوم بقانون بإنشاء وزارة الإرشاد القومي ، ومرسوم بقانون قضى بإلغاء مجلس البلاط الملكي. نقل "نجيب" رفات الزعيم مصطفي كامل من مدفنه الأول بحي الإمام الشافعي إلي ضريحه الجديد المقام في ميدان صلاح الدين بالقرب من القلعة. توفي الرئيس"محمد نجيب" يوم 28 أغسطس 1984 بعد دخوله فى غيبوبة بمستشفى المعادى العسكرى بالقاهرة، فقد عانى من أمراض الشيخوخة لفترة طويلة من الزمن. ورغم جهودة المبذولة إلا أن التاريخ لم يذكرة سوى في سطور، وفيما يلي نتعرف حقائق المجهولة ل "محمد نجيب". كان مصير أبناء الرئيس محمد نجيب مأسوايا فقد عمل أحد أبنائه سائق عربة أجرة "تاكسى" وتشرد أبناؤه الباقون وفى العام 1968 لقى أحد أبنائه مصرعه فى ألمانيا بعد أن مارس نشاطات مكثفة ضد اليهود وممارساتهم فى حق الشعب الفلسطينى. بلغت شهرة الرئيس "محمد نجيب" درجة عالية فى الأوساط العالمية حتى أن "مجلة التايم الأمريكية" وضعت صورته فى غلاف عدد سبتمبر من العام 1952، وكتبت أسفلها: "رجل مصر نجيب". كتب فى وصيته "ادفنونى فى السودان" ومبارك رفض التنفيذ بالرغم من كونة ليس سودانيًا ، إلا أن الوفاء الذى أظهره السودانيون لنجيب قبل وبعد انفصال السودان عن مصر، جعله يطالب بالدفن فيها وسط من أحبوه وكتب ذلك بالفعل فى وصيته، وأمر"مبارك" بدفنه فى مقابر الشهداء فى صلاح سالم. كما كتب الرئيس محمد نجيب مذكراته التى شملها كتابه "كنت رئيسا لمصر"، وفى كتاباته كافة لم يتهم أعضاء مجلس قيادة الثورة بالخيانة ولم يهاجم الرئيسين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات. كانت سترفضه الكلية الحربية لقصر طوله، إلا أنه بخفة دمه ورشاقته شب قليلا حتى يصل للطول المطلوب، ويدخل الجيش، ويصبح قائداً للثورة العسكرية الأولى فى مصر. لم يكن هناك محطة مترو باسمه حتى سنة 2000، فكانت محطات المترو التى تحمل أسماء رئاسية هى "ناصر"، و"السادات"، و"حسنى مبارك" فقط، حيث أسقطوا اسم "نجيب" من جميع الخطوط حتى أرسل الكاتب "محمد ثروت" مؤلف كتاب الأوراق السرية لمحمد نجيب واللواء رياض سامى مدير مكتب محمد نجيب السابق خطاباً لمكتب الرئاسة يطالبونه بتصحيح ذلك الخطأ الفادح وهو ما تم بعدها مباشرة فى عام 2000. كان يعشق الكلاب وألف كتابا عنهم يسمى "الأوفياء" عن غرائب الكلاب، التى كانت بمثابة عشقه الثانى فى الحياة بعد مصر، وقضى معها أكثر من 30 عاماً، وقال فيه "كلاب أوفى من كثير من البشر" . أذاعوا خبر موته وهو على قيد الحياة على هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" وهو على قيد الحياة، حيث سربت الرئاسة المصرية وقتها هذا الخبر المغلوط، خوفاً من مطالبة الناس بعودته للحكم بعد وقوع النكسة.