قصة حياة المفكر العربى طلال أبوغزالة ستصدر فى كتاب عن مركز الأهرام للنشر باسم طلال أبوغزاله الصعود إلى القمة. وقع الكاتب الصحفى ماهر مقلد عقد اصدار الكتاب مع الكاتب الصحفى محمد الشاذلى مدير المركز الكتاب يسرد رحلة أبو غزاله فى الحياة حتى صار من الشخصيات العالمية وكيف تغلب على صعوبات الطفولة بعد أن هاجر مع عائلته إلى لبنان من يافا عام 1948 وتجرع مرارة التهجير لكنه نجح فى التغلب على كل الصعوبات بسلاح العلم . يقول ماهر مقلد "تنبّه طلال أبوغزاله قبل ما يزيد على نصف قرن من الزمان إلى الأهمية القصوى للكمبيوتر كجهاز لن يكون بمقدور أحد الاستغناء عنه أو عدم التعامل معه، و حصل على أوّل دورة تدريبيّة في مجال الكمبيوتر عام 1962 في شركة آي بي إم في هاي ويكام، خارج لندن، والأيام أثبتت بعد النظر والقيمة التي لا تضاهى بأي شيء مع علم الكمبيوتر. وعندما تسأله من أنت؟ يجيب في كلمات مختصرة أنا مازالت تلميذاً أدرس في رحاب العلم، كلّ يوم أتعلم من الحياة ومن العلم وأعتزّ وأنا في مثل هذه السن المتقدّمة من العمر بأنّني شغوف بالبحث والتعليم أكثر مما كنت عليه بالأمس". وتابع "لهذا أقضي كلّ يوم تقريباً أكثر من أربع ساعات متواصلة في الدراسة وليس مجرّد القراءة ما يتيح لي الفرصة للإلمام بالموضوعات التي يجب أن يكون المتخصّص في علوم الاقتصاد والمحاسبة ملمّاً بها، والمشكلة التي تواجهني هي بكل تأكيد ما يعاني منها معظم رجال الأعمال الكبار في العالم، بأنّ عدد ساعات اليوم أربع وعشرون ساعة لا تكفي حجم المهام التي يجب إنجازها، ومنها ما يحتاجها الإنسان من ساعات للنوم لا يمكن الاستغناء عنها وساعات للراحة". ويعود أبوغزاله بالذاكرة إلى الوراء ويقول: منذ عقود مضت يشغل عقلي مناخ التعليم القائم في البلدان العربيّة،و طرحت سؤالاً حول التعليم الجامعيّ وهو: هل الأنسب لعالمنا العربي أن يتمّ تطبيق التعلّم أم التعليم؟ و متى ستتحوّل الدول العربيّة في نظامها إلى التعلّم بدلاً من التعليم؟ وما هو الهدف من الالتحاق بالجامعات؟ في ظلّ الركود الذي يجعل نصف الخرّيجين الجامعيين يعملون في وظائف لا تتطلّب شهادة جامعية؟ قضيّة لها خصوصيتها، وتحمل وجهات نظر كثيرة، فهناك عباقرة قالوا لا للكلّيات الجامعيّة وللجامعة "انسحبوا منها" لأنّها أخفقت في تقييمهم ورفضوا من داخلهم خوض التجربة وشاء القدر أن يشار إليهم بالبنان في كلّ بقاع العالم وباتوا من العباقرة بكلّ القياسات العلميّة والعمليّة. واستشهد بعبارة جيمي ويلز مؤسس ويكيبيديا: عندما قال: لم يتغيّر التعليم الرسمي العام من حيث الكمّ والنوع بينما ارتقى التعليم غير الرسمي بقوّة خلال السنوات الثلاثين الماضية حيث كان الناس يتردّدون على المكتبات والآن يذهبون إلى ويكيبيديا. ويستدعى طلال أبوغزاله أيضاً مقولة الفيلسوف الألماني ريتشارد بريخت وهي في رأيه تلخّص حال التعليم عندما قال: لا تحاولوا إصلاح النظام التعليميّ بل تخلّصوا منه وابتدعوا نظاماً جديداً. ويستشهد بقصص عدد من الأسماء الذين تضمهم قائمة مجلة فوربس لأغنياء التكنولوجيا في العالم عام 2014 مثلاً وهم أغنى عشر شخصيات في الصناعة ويذكر بعض هؤلاء أمثال بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت الذي تقدّر بنحو "ستّة وسبعين مليار دولار "والملياردير لاري أليسون صاحب شركة أوراكل بثروة 48 مليار دولار، شركة أوراكل هي واحدة من أضخم وأهم شركات تقنيّة المعلومات بشكل عام وقواعد البيانات بشكل خاص، ولاري بيج مؤسس موقع جوجل بثروة 32.3 مليار دولار وجيف بيزوس مؤسس أمازون دوت كوم 32 ملياراً ومارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك 28.5 مليار دولار، وغيرهم من النماذج التي صنعت التاريخ من خلال تقنيّة المعلومات والأفكار الخلّاقة غير المسبوقة والتي جعلت من العالم قرية صغيرة. ويتوقّع أبوغزاله في عام 2050 بلوغ العالم مرحلة التوحّد بين الإنسان والآلة والأدوات وسيكون التعلّم من خلال الذكاء المصطنع، وسيتحوّل دور الأستاذ من التدريس إلى التوجيه التقنيّ، كما سينتهي عصر التعليم ويبدأ عصر التعلّم.