تظهر تدريجيا معلومات وتفاصيل محيرة للعقول بعد انقضاء الإنقلاب في تركيا يوم 15 يوليو الماضي، وبفحص رسائل الواتس أب بين منفذي عمليات الإنقلاب، لا بد وأن تكتشف أن المحاولة كانت من بنات أفكار منظمة "فيتو" في تركيا أو حركة فتح الله جولن الإرهابية. في ذلك الإطار، قال الكاتب التركي متين جوركان بمقاله في صحيفة المونيتور الأمريكية أن ضباط من الجيش التركي تحولوا لموالاة السياسي المعارض لنظام اردوغان، فتح الله جولن، وتركوا عائلاتهم والوظائف المضمونة بالجيش التركي للانضمام لعقيدة جولن. ذكر الكاتب ان المقدم ليفينت توركان، أحد المشاركين بمحاولة الإنقلاب من الجيش التركي، في إعترافاته امام النائب العام بعد القبض عليه اثناء الأحداث، أنه كان على اتصال أثناء المدرسة الثانوية العسكرية بزملاؤه في حركة فيتو، حيث كان يلتقي بهم مرة كل شهرة للصلاة وتعليمه كيفية اداء الصلاة والوضوء سرا، وتبادل الحديث وقراءة كتب فتح الله جولن، ولكنه انقطع عن المجموعة لمدة سبع او ثمان شهور. قال توركان ان حركة فيتو لم توجهه تجاه أي أيديولوجيات سياسية وكان دائما ما يصوت في الإنتخابات لحزب العدالة والتنمية، قائلا ان الحركة لم توكل له اية مهام وأخبرته بان جل مهمته تنصب على عدم التعرف على هويته وعلاقته بالحركة. إعترف توركان بانه كان يسجل محادثات قائده نجدت اوزيل وينقل تلك التسجيلات للحركة واضاف ان كل ضابط مجند داخل الحركة كان يعرف فقط الأخ الأكبر له وليس اي شخص ابعد من ذلك وكان ينفذ التعليمات كما هي مطلوبة دون أسئلة، وكان لا يعرف حتى اسماء الأخوان الأكبر له في الحركة وكان يطلق عليهم اسم "الجولنيين". اضاف توركان انه كان ينقل المعلومات الشخصية عن قيادات الجيش للحركة، حتى أنه أثناء الإنقلاب طلب منه معاملة قائده بطريقة سيئة واعتقاله وأوضح انه لا يعرف اي ضباط أخرين منضمين لحركة جولن مثله لأن ذلك كان أحد قوانين الحركة. وقال الكاتب ان توركان اتبع أسلوب تنظيم داعش، لتفادي التعرف عليه وسط الضباط الإنقلابيين، واخذ في إحتساء الجعة ليظهر بشكل ثمل وتوقف عن الصيام في رمضان ليظهر انه انسان غير متدين وبعيد عن اتصاله بالحركة.