فوق مستوي الشبهات، الكيف، أفراح القبة، الخانكة، يمكننا القول أنها من المسلسلات التي تصدرت سباق الماراثون الرمضاني لهذا العام بشهادة النقاد الذين أشادو بها ولكنها في ذات الوقت أغضبت الحقوقيات في مصر والمجلس القومي للمرأة. على الرغم من التطور الهائل الذي حدث في مسلسلات رمضان وإسناد البطولة للمرأة بشكل لافت في عدد من المسلسلات الرمضانية حيث صلت إلى 13 من إجمالي 30 مسلسل بعد أن كانوا نجوم دور ثاني، فضلًا عن تقديم نماذج ايجابية لواقع المرأة وإن كان على استحياء، إلا أن الصعود جاء بشكل سلبي، وذلك بعد أن شوهت صورة المرأة المصرية، وكرست نمط المرأة السلعة بدلا من أن تعزز من قيمتها في المجتمع من خلال تسليط الضوء على دورها الإيجابي في تقدم وتنمية المجتمع، أظهرتها الدراما في صورة الزوجة الخائنة، وتاجرة المخدرات، وخاطفة الأزواج. وأدان المجلس القومي للمرأة بعض المسلسلات هذا العام، واتهمتها بأنها ساعدت على تشويه صورة المرأة المصرية. ومن أبرز المظاهر السلبية التي تم رصدها بالمسلسلات من قبل المجلس القومي للمرأة، استخدام الفاظ غير لائقة، وكثرة السباب بالأم مما يهين المرأة ويهين كرمتها كما حدث في مسلسل "أفراح القبة، وبنات سوبر مان، والكيف، والخانكة، ورأس الغول، وونوس". ولم يقف الأمر عند ذلك الحدّ، فقد حرصت دراما رمضان هذا العام على ظهور المرأة في أدوار غير لائقة كالراقصة، وفتاة الليل، والزوجة الخائنة، والمطلقة التي تخطف الأزواج، والمرأة العاملة غير الناجحة في حياتها الأسرية، والام المهملة غير القادرة على تربية أبنائها بشكل سليم كما شاهدنا في "أفراح القبة، وبنات سوبر مان، والكيف، والخانكة، ورأس الغول، ونوس، وفوق مستوي الشبهات، والميزان"، كما ازدادت الصورة قتامة بسبب تكرار أدوار المرأة المريضة نفسيًا في 4 مسلسلات "سقوط حر، هي ودافينشي، الخانكة، فوق مستوي الشبهات" بما أوحى أن المصريات يعانين من مرض نفسي، بالإضافة إلى تعدد مظاهر العنف ضد المرأة سواء بالاهانات اللفظية، أو بالتعدي بالضرب، كما لوحظ معاناة المرأة من العنف المعنوي والقهر سواء من الأسرة أو الزوج أو المجتمع بجميع المسلسلات. واتهم المجلس القومي للمرأة الدراما بتعمد تقديم صورة مشوهة وسلبية عن المرأة المصرية ونقلها للعالم الخارجي، عززتها مفردات وألفاظ وسلوكيات مستخدمة تتنافى مع قيم وأخلاق المصريات، كتناول الخمور والمخدرات، والتدخين، ولعب القمار، وإرتداء الملابس المتبرجة، والعلاقات غير الشرعية. كما صورت دراما رمضان المطلقة بصورة سلبية مما يجعلها عاجزة عن اتخاذ قرار الطلاق، كما يسهم في ترسيخ هذه الصورة داخل المجتمع وتشجيع المرأة على أكمام أفواهها على العنف التي تتعرض له خوفًا من عواقب اتخاذ القرار مثلما شاهدنا في "الميزان، والخانكة". ساعدت دراما رمضان، على تكريس نمط المرأة السلعة، وذلك من خلال عرض نماذج لاشخاص يسعين للحصول على المال بمختلف الطرق الشرعية وغير الشرعية "كالقمار، والمتاجرة بالدين" مثلما ظهر في مسلسلات "أفراح القبة، والكيف، وبنات سوبر مان". وعقب القومي للمرأة على تعمد صناع الدراما على قلة تمثيل الطبقة المتوسطة في الأدوار الرئيسية على الرغم من أنها تعكس القدر الأكبر من عادات وتقاليد المجتمع المصري قائلة :"الطبقة الثرية التي حرص عليها صناع الدارما في ابرازها بكافة المسلسلات لا تعكس الواقع ولا تمثل نسبة كبيرة من الشعب المصري". ولم تقف مساوئ دراما رمضان عند تشوية صورة المرأة فحسب، وإنما ساعدت على إظهار مساوئ بعض الفئات العاملة بالوظائف المرموقة أو المراكز القيادية، فقد طلت علينا النجمة "يسرا" بدور خبيرة التنمية البشرية في مسلسل "فوق مستوى الشبهات"، والتي تستغل مميزات عملها في ارتكاب جرائم القتل دون أن يدري أحد بها. ووصل الأمر إلى بعض المهن التي يثق فيها شريحة كبيرة من الشعب، وعلى رأسها المحامية التي تستغل ثغرات القانون وتتلاعب بها من أجل المال، وهو الدور الذي أدته الفنانة ليلى علوي بمسلسل "هي ودافنشي"، بالإضافة إلى الفنانة إنجي أبو زيد التي أدت دور الصحفية التي تستغل طبيعة عملها في ابتزاز الشخصيات العامة والعاملين في الجهات السيادية، وذلك من خلال مسلسل "الخروج". كما شوهت الدراما صورة الطبيبة، والتي جعلتها مريضة نفسية في مسلسل أزمة نسب، حيث قدمت الفنانة "زينة" دور طبيبة أمراض النسا، التي تواجه مشاكل نفسية عديدة. ولم تتوقف الدراما عند تشويه صورة المرأة العاملة فقط وإبراز المساوئ، بل امتدت لربة المنزل والتي تفشل في تربية أبنائها، وظهرت في عدة أعمال على رأسها مسلسل "الكيف"، بعد أن فشلت كل من لوسي وعفاف شعيب في السيطرة على ابنائهم، وسوسن بدر في مسلسل أفراح القبة التي كانمت تحرض بناتها على العمل بالدعارة والملاهي الليلية، ومسلسل الأسطورة، حيث أدت الفنانة فردوس عبد الحميد دور الأم لكل من ناصر ورفاعي الدسوقي اللذان أصبحا فيما بعد تجار سلاح.