ظواهر عديدة عرفها المجتمع المصري كانت تهدد استمرار العلاقات العاطفية بين الفتيان و الفتيات، ولكن مع تطور العصر، بات "فيسبوك" وسيلة مستحدثة في تهديد العلاقات، بعد أن قامت مجموعة من الفتيات من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي بتدشين جروب جديد يحمل اسم "I know him"، لمساعدة الفتيات على كشف خيانة أصدقائهم من الشباب أو أزواجهم، حيثُ تنشر الفتاة صورة لزوجها أو المتقدم لخطبتها على الجروب لمعرفة ما إذ كان له علاقات سابقة أم لا، ومن هنا تكتشف خيانته لها. وآثار الأمر غضب الجنس الذكوري، فبعد مرور ساعات قليلة من تدشين الجروب، قام مجموعة من الرجال بتدشين جروب جديد يحمل اسم "I know her" ردا على جروب "I Know him". وعلقت أحد الفتيات من مستخدمي "الفيس بوك" على الظاهرة قائلة: "من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ولو فى عقر داره.. واحنا كلنا عورات وعايشين بس بستر ربنا ده غير ذنب قذف المحصنات الغافلات، وكما تدين تدان". وعبرت أحداهن عن استيائها من فكرة الجروب قائلة : "احنا وصلنا لمرحلة من الانحطاط تبكي.. يا جماعة دي اعراض ناس والفكرة غلط". في حين أشاد اخريات بالفكرة وحثت غيرها من الفتيات على المشاركة في الجروب قائلة: "الله أنا بحب كده أوي.. تعالوا نتسلي شوية". وارجع الدكتور محمد عادل الحديدي، أستاذ الطب النفسي والمخ والأعصاب بجامعة المنصورة، وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، هذه الظاهرة إلى انعدام الثقة بين الطرفين، وغياب الوازع الديني والاخلاقي. "النبش في الماضي من ابرز أسباب تدمير العلاقات الزوجية بين المتزوجين وكذلك العاطفية بين المخطوبين".. هكذا عقب الحديدي على ظاهرة جروبات "التشهير" كما وصفها التي انتشرت على الفيس بوك، موضحا أن الزوجات الباحثات عن النكد هن اللواتي يفتشن في ماضي أزواجهن ونزواتهم السابقة. وأكد الحديدي أن المعلومات التي تستمدها الفتيات وكذلك الرجال قد تكون مغلوطة أو اتذكرت من باب الانتقام ليس إلا، فعلى الجنسين أن يعوا بذلك وبخطورة ما يفعلونه تجاه أنفسهم. ولفت الحديدي إلى أن هناك الكثير من الطرق التي يمكن للفتيات والرجال سلكها بعيدا عن أسلوب التشهير لمعرفة إذا كان الرجل المناسب أم لا وإذا كانت الفتاة على خلق، من خلال التحدث سويا كثيرا لمعرفة شخصية الطرف الآخر. وأضاف الحديدي أن الثقة المتبادلة بين الطرفين هو الأهم والأساس لدوام أي علاقة على وجه الأرض، لافتا إلى أن العديد من العلاقات قد تفشل لوجود مشاكل في الثقة.
