تحتفل مصر بعد غد السبت بالذكرى ال64 لاندلاع ثورة 23 يوليو 1952، حيث كانت هناك أسباب، أثرت بالسلب على الشعب المصرى، ومهَّدت لاشتعال الثورة، أهمها: "الاحتلال الإنجليزى لمصر عام 1882م، ونقض الإنجليز لوعودهم بالجلاء، وفساد النظام الملكي". كانت تتوقع قيادات الثورة نجاح خطتهم في الغطاحة بالملك فاروق، بنسبة 10%، حيث أعطيت اسمًا سريًا هو "نصر"، لكنها حققت نجاحات غير مسبوق وغيرت كل المقايس، وحولت مصر من نظام ملكي لنظام جمهوري ديمقراطي. قائد الحركة كان قائد حركة الضباط الأحرار، التي سميت فيما بعد بالثورة هو اللواء محمد نجيب، والواقع أنه تم اختياره من قبل «الضباط الأحرار»، كواجهة للثورة لما يتمتع به من سمعة حسنة داخل الجيش، و كان اللواء الوحيد في التنظيم وكان سبب انضمام الكثير من ضباط الجيش للضباط الأحرار وكان أحد أهم عوامل نجاح هذه الثورة المباركة التي أطاحت بالملكية. عقب نجاح ثورة يوليو 1952، لكن صراعًا نشأ على السلطة بين جمال عبد الناصر، واللواء محمد نجيب، حيث رأى اللواء نجيب ضرورة تسليم السلطة لسلطة مدنية منتخبة، إلا ان جمال رأى ان يستمر مجلس قيادة الثورة في قيادة مصر عقب جلاء الملك فاروق، واستطاع جمال أن يحسم الامر لصالحه وحدد إقامة محمد نجيب في قصر زينب الوكيل حرم مصطفى النحاس باشا بضاحية المرج شرق القاهرة حتى وفاته. أعضاء مجلس الثورة تكون مجلس الثورة من 13عضوًا ضمت كلا من، محمد نجيب وجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر محمد انور السادات ويوسف صديق حسين الشافعي وصلاح سالم وجمال سالم وخالد محيي الدين وكمال الدين حسين وعبد اللطيف البغدادي وعبد المنعم امين. مبادئ الثورة وجهت ثورة 23 يوليو مسارها وحقل عملها إلى بناء مجتمع جديد يتلخص فى ستة مبادئ كما يلى: -وضع نهاية للاحتلال البريطانى وأعوانه من المصريين الخائنين، عن طريق التصدى للقوات البريطانية المرابطة فى منطقة قناة السويس. - القضاء على الرأسمالية والاحتكار الشخصي. - تحقيق عدالة اجتماعية بين طبقات الشعب. - القضاء على الإقطاع. - بناء جيش قومي قوي يستطيع التصدى للمؤامرات الأجنبية التى تهدف إلى إعاقة القوة العسكرية المصرية، كما يعمل هذا الجيش كدرع فى مواجهة معارضي الثورة داخل الدولة. -ضع نظام ديمقراطى سليم لمواجهة التشويه السياسى الذى حاول أن يمحو معالم الوحدة الوطنية. إنجازات الثورة كان لثورة 23 يوليو الكثير من الإنجازات التى أفادت الشعب المصرى، تمثلث في تأميم قناة السويس، وإلغاء النظام الملكي، وقيام الجمهورية، وتوقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من سبعين عامًا من الاحتلال، بناء حركة قومية عربية. ولم تتوقف إنجازات ثورة 23يوليو إلى هذا الحد السياسي، بل كانت هناك إنجازات ثقافية شملت إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة والمراكز الثقافية، وإنشاء أكاديمية تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والبالية والأوبرا والموسيقى والفنون الشعبية، ورعاية الآثار والمتاحف ودعم المؤسسات الثقافية. وولثورة إنجازات تعليمية تضمنت قرار مجانية التعليم العام والعالي، ومضاعفة ميزانية التعليم العالي، إضافة لإنشاءعشر جامعات فى جميع أنحاء البلاد، وإنشاء مراكز البحث العلمى وتطوير المستشفيات التعليمية. وإنجازات اقتصادية واجتماعية تمثلت فى القضاء على الإقطاع، تمصير وتأميم التجارة والصناعة، إلغاء الطبقات بين الشعب المصرى، القضاء على السيطرة الرأسمالية فى مجالات الإنتاج الزراعى والصناعى. ثمارها على المستوى العربي لم تكن ثمار ثورة 23يوليو يجنيه المصريين فقط بل امتد إلى المستوى العربي بتوحيد الجهود العربية وحشد الطاقات لصالح حركات التحرر العربية، والتأكيد على أن قوة العرب فى توحدهم، وإقامة تجربة عربية فى الوحدة بين مصر وسوريا فى فبراير 1958، وعقد اتفاق ثلاثى بين مصر والسعودية وسوريا، ثم انضمام اليمن، والدفاع عن حق الصومال فى تقرير مصيره، والمساهمة فى استقلال الكويت، ودعم الثورة العراقية، ومن ثم أصبحت مصر قطب القوة فى العالم العربى، حيث ساعدت مصر اليمن الجنوبى فى ثورته ضد المحتل، وساندت الشعب الليبى فى ثورته ضد الاحتلال، كما دعمت حركة التحرر فى تونس والمغرب حتى الاستقلال.