أكدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن باكستان تشهد صراعا داخليا محتدما بين حكومتها والجيش الخاص بها، مشيرة إلى أن "حسين حقاني" سفير باكستان لدى الولاياتالمتحدة أكثر ما يكشف هذا الصراع أمام المراقبين للأجواء الباكستانية. ونقلت الصحيفة عن مسئولين باكستانيين، أن استقالة حقاني كانت بسبب ضغوط تعرض لها بعد ادعاء رجل أعمال أمريكي من أصل باكستاني بأن حقاني قام بعمل مذكرة طلب فيها مساعدة الولاياتالمتحدة لتقليص قوة الجيش الباكستاني بعد الغارة الأمريكية في مايو الماضي، والتي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" في باكستان. وذكرت الصحيفة أن استقالة السفير الباكستاني جاءت على إثر الضجة التي كشفت عن صراع السلطة الدائر بين الحكومة المدنية والجيش في باكستان، والذي يهدد بزيادة عدم الاستقرار لحكومة الرئيس "آصف علي زرداري" المهتزة. ونفى حقاني علاقته بالمذكرة التي تم إرسالها إلى "الأدميرال مايك مولن"، رئيس هيئة الأركان المشتركة في أمريكا، ولكن مولن قال إنه تجاهل الرسالة الرسمية. كما قالت الصحيفة إن الجنرالات الباكستانيين يشعرون بالغضب من تلك المذكرة، كما تساءلت أحزاب المعارضة عما إذا كان زرداري سمح بالمذكرة التي يقول بعض المراقبين إنها تصل إلى حد الخيانة. وقال "يوسف رضا جيلاني", رئيس الوزراء الباكستاني, إنه طلب من حقاني الاستقالة ليتسنى إجراء تحقيق "بموضوعية" و "دون تحيز"، كما قال حقاني في رسالة له عبر البريد الإلكتروني إنه استقال "لإخماد الجدل الذي لا معنى له". وأضاف حقاني, الذي وصل باكستان يوم الأحد الماضي لمواجهة أسئلة من القادة المدنيين والعسكريين، قائلا: "بالنسبة لي, فإن باكستان والديمقراطية في باكستان أهم عندي من أي أزمة مصطنعة تافهة مكتوبة على مذكرة من قبل رجل أعمال أناني".