حالة من التفاؤل سادت بين الأوساط المصرية، عقب إعلان القاهرة رسمياً ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، خلفاً لإيرينا باكوفا، التى قررت المنافسة على منصب سكرتير عام الأممالمتحدة، وذلك للحصول على منصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، لكنَّ هذا التفاؤل شابه القلق؛ بسبب فشل مصر فى الحصول على هذا المنصب سابقاً، حيث ترشح فى 22 سبتمبر 2009، وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى الذى خسر فى معركته الانتخابية على منصب مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، وفازت المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا التى حصلت على 31 صوتاً مقابل 29 صوتاً ل«حسنى». وقد أرجع «حسنى» وقتها خسارته بسبب «لعبة قام بها يهود أمريكا بمساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الغربية التى دائماً ما تتشدق بالديمقراطية والشفافية»، مشيراً إلى أن ما حدث هو خيانة بكل المقاييس تم طبخها فى نيويورك قبل الانتخابات بأسبوع، حيث كان هناك اجتماع للمجموعة الأوروبية هناك، وهناك بعض الأسماء الأخرى قد تردد ترشيحها للمنصب بقوة مثل إسماعيل سراج الدين، لكن فى اللحظات الأخيرة لم تعلن مصر عن ترشيحه رسمياً من قبل الدولة، ولم يحصل أيضاً على المنصب. أكد محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر تدعم مرشحيها فى هذا المنصب بقوة، ولكن الحصول على هذا المنصب لا يتطلب فكرة الدعم فقط، فهناك اعتبارات أخرى مهمة. وأفاد «المنيسى»، بأنه للأسف لا يخضع اختيار مدير عام اليونسكو لعوامل الكفاءة والخبرة والتجربة بقدر ما يخضع لصراع المصالح والتحالفات فى الكواليس بين الفاعلين الأساسيين فى النظام الدولى. وأضاف «المنيسى»، أن سياسة اختيار من يترأس اليونسكو تخضع لحسابات كبيرة ولمعايير الصراع الدائر بين الشمال والجنوب، وفى بعض الأحيان تلعب الجنسية والديانة والانتماء الأيديولوجى دوراً فاصلاً فى تحديد نجاح أو فشل المرشح الذى يتقدم لقيادة اليونسكو. وأفاد «المنيسى»، بأن هناك خللاً كبيراً فيما يتعلق بالتنسيق بين الدول العربية، والعمل للحصول على الأصوات والتأييد فى المحافل الدولية للظفر بالمناصب التنفيذية العليا، مفيداً بأنه قبل إجراء الانتخابات يجب أن تنسقالدول العربية فيما بينها وتختار مرشحاً عربياً واحداً للمنافسة على هذا المنصب بحيث يلقى الدعم الكبير من قبل كافة الدول. وأشاد عادل الصفتى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بترشيح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام الأممالمتحدة، لافتاً إلى أنها من الأشخاص الأكفاء القادرين على إدارة هذا المنصب بكفاءة عالية. وأكد الصفتى، أن حصول مصر على هذا المنصب يخضع بشكل أكبر للعوامل الجغرافية، حيث إنه يتم اختيار المرشحين بناءً على القارة التى يقع عليها دور اختيارها. وأفاد الصفتى، بأن الدول العربية عليها التنسيق للدفع بمرشح واحد يخوض الانتخابات حتى يحظى بدعم أكبر من كافة الدول العربية يؤهله للفوز بمنصب رئاسة المنظمة، الذى يعد ثانى أهم منصب دولى فى العالم، وفوز شخصية عربية به يحقق توازناً للمنطقة العربية، كونه يعرف الحلول المناسبة للمشاكل التى تعانى منها المنطقة على عكس الشخصية الأجنبية. وسبق أن أعلنت قطر عن ترشيحها لوزير الثقافة السابق، مستشار الأمير الحالى للشئون الثقافية، حمد الكوارى، لمنصب المدير العام لليونسكو، وهو ما زاد من سخونة المعركة الانتخابية، خاصة أن التنافس سيكون شديداً للحصول على دعم الدول العربية السبع التى لها حق التصويت فى الانتخابات، وهى مصر والمغرب والسودان وقطر ولبنان وسلطنة عمان والجزائر. وتدرجت السفيرة مشيرة خطاب فى عدد من المناصب داخل وزارة الخارجية، قبل اختيارها وزيرة للدولة للأسرة والسكان، كما شغلت منصب سفير مصر لدى تشيكوسلوفاكيا، ومثَّلت مصر فى جنوب أفريقيا من 1995 إلى 1999، كما تولت منصب الأمين العام للمجلس القومى للأمومة والطفولة. وينتخب المؤتمر العام المدير العام لليونسكو لولاية 4 سنوات، ويمكن إعادة انتخابه لولاية ثانية مرة واحدة، أما فى السابق فكانت مدة ولاية المدير العام 6 سنوات، ويمكن تجديدها ل6 سنوات أخرى، ومن المقرر أن تنتهى ولاية البلغارية إيرينا بوكوفا العام المقبل 2017، وتردد اسمها بقوة لتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفاً لبان كى مون الذى تنتهى ولايته هذا العام.