رأت صحيفة "جارديان" البريطانية إن المجلس العسكري يتعرض للحصار من جانب المحتجين والقوى السياسية التي لم تجعل أمامه إلا خيارين إما الاستجابة لطلباتهم والرضوخ لإرادتهم أو حرق مصر، بعد توحد كافة القوى السياسية على رفض الطريقة التي يدير بها الأزمة الجارية والعنف المفرط الذي تستخدمه القوات ضد المتظاهرين. وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي استمر العنف على نطاق واسع لليوم الثالث على التوالي، دعا قيادات الجيش لإجراء محادثات عاجلة مع الزعماء السياسيين للوصول لحل للاشتباكات التي خلفت ما لا يقل عن 33 قتيلا، وإصابة أكثر من 2000. وأضافت إن الخطوة التي اتخذتها الحكومة بإعلان استعدادها للاستقالة في محاولة لإخماد الاضطرابات المتزايدة، لم تلق هوى لدى المتظاهرين الذين واصلوا التدفق على شوارع المدن في أنحاء البلاد لمطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتنازل عن السلطة وتسليمها لحكومة مدنية. ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء حركة 6 أبريل قوله :" المجلس العسكري لم يعد لديه سوى خيارين إما الرضوخ لإرادة المصريين، أو حرق مصر". وأوضحت الصحيفة إن مختلف القوى السياسية، بما في ذلك المنظمات اليسارية الليبرالية والإسلامية اتحدت جميعا وراء الاحتجاجات، وجاء في بيان مشترك أصدروه :"إننا نؤكد استعدادنا لمواجهة كل القوى التي تهدف إلى إجهاض الثورة، وإعادة إنتاج النظام القديم، أو جر البلاد إلى الفوضى وتحويل الثورة إلى انقلاب عسكري". وأضاف إن جماعة الإخوان المسلمين تضم صوتها لجوقة المنتقدين للعنف الذي تشنه قوات الأمن على المتظاهرين، متهمة المجلس العسكري بمخالفة كل القيم الإنسانية والدينية والوطنية باستخدام القسوة ضد المحتجين، محذرا في الوقت نفسه من أن الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في وقت سابق من هذا العام، قادرة على العودة مرة أخرى.