ها هي الأيام تمضي سراعًا، وشهر رمضان يلوح لنا في إشارة لانتهائه، ويبقى القليل لاستقبال خاتم المسك للشهر الكريم، عيد الفطر المبارك. كان النبي "صلى الله عليه وسلم"، له طقوس معينة يستقبل بها العيد، ليورثها لأمة الإسلام وتصبح سنة عنه ينبغي أن نعمل بها إقتداء به، وكان منها إرتداؤه أجمل الثياب، التطيب، والتهنئة، وذهابه للصلاة وإيابه من طريق مختلف. الاغتسال: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغتسل قبل الخروج إلى الصلاة، وكان يوصى أهله بالاغتسال والتطهر. حسنوا لباسكم كان عليه الصلاة والسلام يرتدي أجمل ثيابه في العيد، والأكمل يوم الجمعة، وكان له حُلَّةٌ يلبسها للعيدين والجمع، وذلك لأنه يمثل دين الإسلام في النظافة والجمال، فالعناية بالمظهر من السنة النبوية، لهذا قال عليه الصلاة والسلام: "أصلحوا رحالكم وحسِّنوا لباسكم حتى تكونوا شامةً بين الناس". وعن سيدنا حسن بن السيدة فاطمة بنت الرسول، وسيدنا على بن أبي طالب، قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العيدين أن نلبس أجود ما نجده، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وأن نضحي بأثمن ما نجد. لا تغدو حتى تأكل التمرات علمنا الرسول "صلى الله عليه وسلم"، أن نأكل قبل الخروج لصلاة عيد الفطر دون الأضحى، فقد كان يأكل التمرات وترًا قبل الخروج إلى العيد، حتى يكون هناك مظهر للفطر، على عكس عيد الأضحى يسن أن يأكل بعد الصلاة. وعن أنسٍ رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمراتٍ ويأكلهن وتراً". وفي الموطأ عن سعيد بن المسيب، أن الناس كانوا يؤمرون بالأكل قبل الغدو يوم الفطر، فإذا بقيت صائمًا معنى هذا أنك لم تبالِ بالعيد. خروج النساء والصبيان يشرع خروج الصبيان والنساء في العيد للمصلى من غير فرق بين البكر والثيب والشابة والعجوز والحائض، لحديث أم عطية قالت: "أمرنا أن نخرج العواتق -أي الجارية البالغة- والحُيَّض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيّض المصلى". وعن ابن عبَّاس قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بَنَاتَهُ وَنِسَاءَهُ أَنْ يَخْرُجْنَ فِي الْعِيدَيْنِ. التكبيرات كان نبينا يكثر التكبير صباح يوم العيد، فضلًا عن التكبير أثناء خطبتي العيدين. الصلاة في المصلي كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤدي صلاة العيد في المصلَّى خارج البلدة، وهذا الأداء أفضل ما لم يكن هناك عُذْرٍ كمطرٍ ونحوه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العيدين في المصلَّى، ولم يصلِ العيد بمسجده إلا مرةً لعذر المطر. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أنه أصابهم مطرٌ يوم العيد، فصلى بهم النبي صلاة العيد في المسجد. مخالفة الطريق كان الرسول صلى الله عليه وسلم يذهب للصلاة من طريق ويعود من آخر؛ حتى يسلم على أكبر قدر ممكن من المسلمين ويهنئهم بقدوم العيد. فعن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى العيد يرجع في غير الطريق الذي خرج فيه". ركعتان كان النبي الكريم يصلي صلاة العيد ركعتين، في الركعة الأولى يكبر 7 تكبيرات وفي الثانية 5 تكبيرات، ولم يثبت أن النبي "صلى الله عليه وسلم" صلى سنةً قبل صلاة العيد ولا بعدها. عن ابن عباسٍ رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العيد فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما". خطبة العيد وعن سنة الرسول الأمين أنه كان يخطب في الناس عقب صلاة العيدين، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويناقشهم في أمور دينهم الشائكة. فعن أبي سعيدٍ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يومي الفطر والأضحى إلى المصلَّى وأول شيءٍ يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف، فيقوم مقابل الناس والناس جلوسٌ على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم. لكل قوم عيد قيل من سنة الأعياد استحباب التهنئة بالعيد، فعن زبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعضٍ "تقبَّل الله منا ومنك".