تتجه أنظار عشاق الكرة العالمية، في تمام التاسعة مساءً لمتابعة إحدى المواجهات الأوروبية الساخنة، في ختام مواجهات دور الثمانية ببطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو» 2016 بين الديوك الفرنسية، أصحاب الأرض والجمهور والمرشح الأول للقب، ومفاجأة البطولة المنتخب الأيسلندي الذي أقصى المنتخب الانجليزى في دور ال16، وتوعد باستمرار المفاجآت نحو الأدوار المتقدمة. يدخل المنتخب الفرنسي، لقاء اليوم متسلحًا بعاملي الأرض والجمهور، في مواجهة سهلة نظريًا على الأوراق، لكنها لن تكون سهلة أمام منتخب أيسلندا مفاجأة البطولة وصاحب الحظوظ الوفيرة في التأهل الذي أحرج الكبار وأخرج المنتخب الإنجليزي في دور ال16، لينذر الديوك بضرورة احترامه إذا ما أرادوا مواصلة الطريق نحو اللقب. ويسعى أبناء ديشامب المدير الفنى لأصحاب الأرض للتأهل إلى الدور ربع النهائي ومواصلة المنافسة على اللقب الذي تعهدوا على ألا يغادر بلادهم هذه المرة، حيث فازت فرنسا بآخر بطولتين نظمتهما، وهما بطولتا كأس الأمم الأوروبية وكأس العالم عامي 1984 و1998. وتأهل المنتخب الفرنسى إلى دور ال16 بعد أن تصدر المجموعة الأولى برصيد 7 نقاط جمعهما من فوزين على منتخبي رومانيا وألبانيا والتعادل إيجابيا مع سويسرا، ثم أقصى نظيره الأيرلندي في موقعة شرسة بهدفي المتألق أنطونيو جريزمان جعلته أول المتأهلين لدور ال8. ويتعين على ديشامب، الذي يواجه أزمة كبيرة في خط دفاعه أن يتخذ القرار الصعب بالاعتماد على صامويل أومتيتي، الذي لم يسبق له خوض أي مباراة دولية، حيث تضاعفت معاناة ديشامب في ظل غياب رامي عن المباراة بسبب الإيقاف مما قد يجعله مضطرا للدفع بأومتيتي. تكمن قوة الديوك الفرنسية فى وسط الملعب حيث يمتلك الكثير من اللاعبين أصحاب ادوار مزدوجة يتقدمهم النفاسة نجولو كانتي والنجم بول بوجبا و الساحر ديمترى باييت اكتشاف البطولة خلف هجوم ناري بقيادة أنتويني جريزمان و كينجسلي كومان و أوليفر جيرو. في المقابل، يدخل المنتخب الأيسلندى اللقاء منتشيا بتأهله التاريخي على حساب المنتخب الإنجليزي في أولى مشاركاته فى البطولة، في مفاجأة من العيار الثقيل ويمكن اعتبارها أكبر مفاجآت اليورو. وصل المنتخب الايسلندى إلى الأدوار الإقصائية بعد احتلاله المركز الثانى فى المجموعة السادسة على حساب المنتخب البرتغالى الذى حل ثالثا وبعدها اصطدم بالمنتخب الانجليزى فى دور ال16، وعلى غير المتوقع خرج منتصرا بهدفين مقابل هدف الامر الذى دعا الصحف العالمية بوصف هذا الفريق بالحصان الاسود الذى خالف كل التوقعات وأصبح على بعد خطوة واحدة من الوصول إلى المربع الذهبي. ويخوض المنتخب الأيسلندي المباراة بأعصاب هادئة، حيث لا يوجد لدى الفريق ما يخسره، بعدما نال إشادة الجميع في أولى مشاركاته بالبطولة الأوروبية. ونجح منتخب أيسلندا في هز الشباك خلال مبارياته الأربع التي لعبها في البطولة حتى الآن، ويسعى لاغتنام الفرصة الخيالية التي أتيحت له والتسجيل في مرمى المنتخب الفرنسي الذي يعاني من العديد من المشكلات الدفاعية. يقود المنتخب الايسلندى المدير الفنى المخضرم لارس لاجيرباك الذي يعتمد على أسلوب لعب متنوع بين الدفاع والهجوم والهجمات المرتدة السريعة، وبالرغم من وجود نجوم مهمة في تشكيلة كل منتخب، إلا أن اللعب الجماعي كان هو السمة الأبرز في أسلوب المنتخب الايسلندى وكيفية دفاعهم ككتلة واحدة. وتعول الجماهير الأيسلندية على نجم الفريق جيلفي سيجوردسون، الذي يعتبر محوار أداء أيسلندا نظراً لقدرته الكبيرة على الاحتفاظ بالكرة والتمريرات الحاسمة، وقائد خط الدفاع أرون جونارسون الذى يعتبر واحدا من أفضل المدافعين . نجوم الليلة بول بوجبا دينامو خط الوسط الديوك الفرنسية الذى يتميز بمرونة تكتيكية عالية تمكنه من أداء أدواره الدفاعية بشكل رائع ومن ثم الامتياز على الصعيد الهجومي الذى يتقنه بوجبا بتمريراته الحاسمة و تسديداته القوية. تمكن بول بوجبا من قيادة فريقه يوفنتس الإيطالي، لتحقيق الثنائية المحلية الدوري و الكأس بعدما قدم مستويات عالية جعلتة اللاعب رقم واحد فى صفوف السيدة العجوز، ومحط أنظار أكبر أندية العالم وعلى رأسها ريال مدريد. أنطونيو جريزمان هداف المنتخب الفرنسي برصيد 3 أهداف وأحد ابرز لاعبي اليورو حتى الآن، يملك جريزمان مهارات فردية عالية و قدرة كبيرة على تسجيل الأهداف بطريقة رائعة سواء بتسديداته القوية ومهاراته الكبيرة فى تنفيذ الركلات الثابتة وعلى الرغم من قصر قامته فإنه يتميز أيضا برأسياته المتقنة. كان جريزمان سبباً رئسيا في وصول فريقه أتلتيكو مدريد إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم التي خسرها بركلات الترجيح لصالح العملاق الإسبانى ريال مدريد. سيجوردسون هداف ونجم الفريق جيلفي سيجوردسون، صاحب ال26 عامًا، والذي تعول عليه الجماهير الأيسلندية مهمة هز الشباك الفرنسية، خاصة أنه أكثر لاعبي أيسلندا دراية بالملاعب الفرنسية، حيث إنه يلعب لنادي نانت الفرنسي. ويعتبر سيجوردسون، محوار أداء أيسلندا نظراً لقدرته الكبيرة على الاحتفاظ بالكرة والتمريرات الحاسمة، حيث أحرز هدفين من 6 أهداف أحرزهما المنتخب الأيسلندي أولهما كان في شباك المجر، والآخر هو الاهم في شباك إنجلترا وكان هدف الفوز الكبير على الأسود الثلاثة.