استيقظت مصر فى أولى ساعات نهار يوم 29 يونيو الماضى على خبر اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام السابق إثر انفجار سيارة ملغومة اقتحمت موكبه عقب خروجه من منزله بجوار الكلية الحربية بمنطقة مصر الجديدة. والمستشارهشام محمد زكي بركات من مواليد 21 نوفمبر 1950، تخرج في كلية الحقوق عام 1973، وحصل على ليسانس الحقوق بتقدير عام جيد جدًا، عقب تخرجه التحق بالعمل بالنيابة في ديسمبر 1973. زوجته كانت تشغل منصب وكيل أول بالجهاز المركزى للمحاسبات سابقاً، وله ثلاثة أبناء، الأولى حاصلة على بكالوريوس تجارة إنجليزي وتعمل بإحدى الشركات، وابنته الثانية كانت في النيابة العامة وتم تعيينها رئيسًا لمحكمة ابتدائية مؤخرًا، ونجله الثالث محمد هشام بركات يعمل وكيلًا في نيابة أمن الدولة. تدرج في المناصب بالنيابة العامة، وانتقل بعدها إلى السلك القضائي بين المحاكم الابتدائية والاستنئاف، حتى وصل إلى منصب رئيس المكتب الفني لمحكمة استئناف القاهرة، وهو آخر منصب شغله قبل منصب النائب العام، تم انتدابه رئيسًا للمكتب الفني والمتابعة لمحكمة اسئناف الإسماعيلية التابع لها محكمة جنايات بورسعيد التي كانت تنظر القضية "مذبحة بورسعيد" التي راح ضحيتها العشرات من رابطة مشجعي النادي الأهلي "الأولتراس". تولى منصب النائب العام منذ 10 يوليو 2013، بعد أسبوع واحد من الإطاحة بنظام المعزول محمد مرسي، بعد استقالة المستشار عبد المجيد محمود النائب العام السابق من منصبه، قام بأداء اليمين الدستورية أمام الرئيس المستشار عدلي منصور، ويعد النائب العام الثالث بعد ثورة 25 يناير، تعد قضية التخابر التي صدر فيها الحكم بالإعدام ل3 متهمين منهم خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي حضوريًا، والأشغال الشاقة المؤبدة ل17 آخرين بينهم مرسي وبديع آخر القضايا التي نظرها القضاء في عهد بركات. تولى قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، والذين كان من بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي، استشهد عن عمر ناهز 65 عامًا. وفي 3 يوليو 2015، كشفت التحقيقات الأولية، مفاجأة مثيرة في حادث اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، بأن وفاة النائب العام لم تكن نتيجة إصابته في الانفجار، لكن عقب نزوله مسرعًا من سيارته المصفحة دهسته سيارة كانت تقف متربصة لقتله. جاء ذلك خلال إدلاء سائق النائب السابق "ناصر رفعت" بشهادته أثناء التحقيقات، عندما قال إنه فوجئ بمحاولة تفجير الموكب بواسطة سيارة مفخخة كانت تقف على جانب الطريق، وإن الانفجار أصابه ببعض الإصابات الخفيفة. وأضاف، أنه خشي على حياة النائب العام فنزل من السيارة مسرعًا متجهًا إليه لمساعدته على النزول من سيارته، وكان مصابًا ببعض الجروح إلا أنه نزل على رجليه، مشيرًا إلى أن بعد ذلك فوجئت بسيارة كبيرة أسرعت باتجاه النائب العام ودهسته، فجريت مع الحرس لإنقاذ النائب العام الذي سقط أرضًا وسط بركة من الدماء. وفي 19 سبتمبر2015، أصدر المستشار على عمران القائم بأعمال النائب العام قرارًا بحظر النشر في تحقيقات اغتيال المستشار هشام بركات. وفي مارس الماضى ألقت قوات الأمن على 6 متهمين منتمين لجماعة الإخوان، وأكدت مصادر أمنية أن المتهمين غالبيتهم طلبة بجامعة الأزهر في أقسام أصول دين وفقه وشريعة وترجمة، وأنهم تلقوا تعليمات وتحريضا من عدد من رؤوس وقيادات الجماعة الإرهابية. من جانبه كشف اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، فى مؤتمر صحفى عالمى، عقب القبض على المتهمين مارس الماضى، عن تفاصيل عملية اغتيال النائب العام الراحل الشهيد هشام بركات، قائلًا" إن حركة حماس لها دور كبير فى تنفيذ مخطط الاغتيال، وأشرفت على العملية منذ بدايتها حتى انتهاء تنفيذها". وفى مايو الماضى، أمر المستشار نبيل صادق النائب العام، بإحالة 67 متهمًا في قضية استشهاد المستشار هشام بركات للجنايات.