بعد 43 عاماً غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبى باستفتاء شعبى وصلت نسبة المشاركة فيه إلى 82%، وبنسبة تصويت بلغت 51.9% صوت، وقد صوت 17,4 مليون شخص على الخروج من الاتحاد مقابل 16,1 مليون مع البقاء فيه. وتعد بريطانيا من أقوى الدول المؤثرة فى صناعة القرار داخل الاتحاد الأوروبى سواء كان القراراً اقتصادياً أو سياسياً أو دبلوماسياً، وقد دفع قرار انسحابها من الاتحاد الأوروبى إلى مخاوف الساسة المصريين من تأثير القرار على مستقبل العلاقات الأوروبية المصرية، لا سيما أن العلاقات بين الجانبين تشهد توتراً بعد مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى. وقد لعب البرلمان الأوروبى دوراً مؤثراً فى هذا الشأن. واختلفت الآراء حول مدى تأثير القرار على مستقبل العلاقات المصرية مع دول الاتحاد الأوروبى، وهناك آخرون اعتبروا أن بريطانيا كانت سبباً فى توتر العلاقات الأوروبية مع مصر. وأكد يسرى العزباوى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات، أن تأثير خروج بريطانيا لن يؤثر سلباً على مصر، فالقرار سيكون له تبعات إيجابية على مصر، خصوصاً أن بريطانيا خلال الفترة الأخيرة تسعى إلى تأجيج الأوضاع فى مصر بدعم من الإخوان وأمريكا وتركيا وقطر. وأضاف «العزباوى»، أن مصر شريك فعَّال بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبى مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا، وإن كانت تلك العلاقات تأثرت بعض الشيء نتيجة أزمة الباحث الإيطالى جوليو ريجينى، لكن خروج بريطانيا سيعيدها إلى نصابها الطبيعى. وأثنى بشدة النائب محمد أنور السادات، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان على الاستفتاء الذى أجرته بريطانيا والذى جاءت نتائجه لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بنسبة 51.9 مقابل 48.1 فى استفتاء تاريخى تخرج فيه المملكة المتحدة من اتحاد استمر على مدار سنوات. وأكد «السادات»، أن نتائج الاستفتاء تعكس مدى الدقة والاحترام البالغ لإرادة الشعب، وأنه حين تكون الدولة أمام قرارات مصيرية تكون الكلمة للشعب فقط وهذا هو النموذج والمثل الذى يجب أن نتأسى به وهذه هى الديمقراطية بمعناها الحقيقى، موضحاً إيجابية تأثير القرار على الشرق الأوسط ومصر. وقال موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، إن القرار البريطانى له تأثير سلبى على مصر من ناحية أن أمريكا سوف تسطو على دول الاتحاد وتسوق توجهاتها نحو الاختلاف مع بلدان الشرق الأوسط لخدمة أغراضها. وأضاف «موسى»: بريطانيا كانت رمانة الميزان فى ضبط إيقاع دول الاتحاد الأوروبى مع فرنسا وألمانيا وإيطاليا، ونخشى تبعات هذا القرار خصوصاً ونحن نمر بأزمة تتعلق بالباحث الإيطالى الذى قُتل فى مصر مؤخراً. وقال ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، إن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد قرار الشعب البريطانى بأغلبية بسيطة أقل من 2% عنوان كبير على الديمقراطية واحترام نتائجها، وتقدم كاميرون رئيس الوزراء البريطانى باستقالته من أكتوبر القادم والذى كان مؤيداً لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبى وطبعاً سيكون لخروج بريطانيا تأثير عليها وعلى تماسك الاتحاد الأوروبى أولاً خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. واعتبر «الشهابى»، أن تجدد نشاط التيارات الانفصالية فى كل من ايرلندا الشمالية واسكوتلاندا.. خاصة أن الإقليمين فى التصويت كانا مع البقاء داخل أوروبا والأغلب سيرفض نتائج الاستفتاء بالخروج من الاتحاد الأوروبى.. وأعتقد أن يسعى الاقليمان الى الانفصال عن بريطانيا. والتأثير الثانى سيكون على وحدة وتماسك الاتحاد الأوروبي وعلى خططه فى تكوين الجيش الأوروبي الموحد وسيقلل من قدرة الاتحاد الأوروبي على استمرار فرض عقوبات على روسيا بل سيجعله أضعف فى مواجهته.. أما تأثير انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على مصر فإنه أفضل لمصر وسيحرر الاتحاد الأوروبي من القيود والمخططات البريطانية التى كانت تستهدف مصر.