حذر قائد عسكرى للثوار الليبيين الذين أطاحوا بمعمر القذافي من أن رجاله قد يطيحون بالحكومة القادمة اذا لم تلب مطالب بتمثيلهم. وكان صعبا تقييم مدى جدية التهديد الذي أطلقه عبد الله ناكر قائد ميليشيا طرابلس او ما يسمى مجلس ثوار طرابلس في مدينة يتسم بالغموض ميزان القوى فيها بعد مضي ثلاثة أشهر على سقوط القذافي. وهون المنتقدون من شأن التهديد واصفين اياه بانه استعراض لكنه سلط الضوء على التوترات والمخاطر، في حين يسعى عبد الرحمن الكيب أستاذ الهندسة الذي تلقى تدريبه في الولاياتالمتحدة واختاره المجلس الوطني الانتقالي رئيسا للوزراء للاتفاق على تشكيلة وزارية في موعد أقصاه يوم الثلاثاء. وقال ناكر متحدثا في وقت متأخر يوم الاربعاء في قاعدة في مقر شركة انشاءات مملوكة للدولة في حين استعد بعض من آلاف الرجال المسلحين تحت تصرفه للقيام بدوريات أمنية ليلية في المدينة: "نحن لا نزال هنا على الارض والقرار النهائي سيكون قرارنا". وطالب ناكر الكيب بتعيين وزراء يمثلون الثوار الشبان الذين أطاحوا بالقذافي وقال: ان رجاله سيحتجون في شتى انحاء البلاد سلميا "في بادئ الأمر" إذا لم يعجبهم التشكيل الوزاري الجديد مثلما فعلوا مع القذافي. وأضاف قوله: "إذا وجدنا انه اصبح لدينا نفس الدكتاتورية فسوف نرد بنفس الطريقة". وعرض لقطات فيديو مصورة لرجاله وهم يطلقون صواريخ جراد ويقودون دبابات سوفيتية الصنع من طراز تي-72 خلال الحرب. وقال: "لن تكون حركة مسلحة في البداية لكنها قد تتطور إلى ذلك. هناك احتمال قوي ان تصبح كذلك". وهون مسئولون في المجلس الوطني الانتقالي ومقاتلون من وحدات اخرى من شأن نفوذ ناكر وهو مهندس من مدينة الزنتان تعهد بالعودة الى الحياة المدنية حينما يتم احلال الديمقراطية وتستقر اوضاع الامن. غير انه في بلد لا يوجد فيه شرطة او جيش فإن تشكيل حكومة تلبي المصالح المتعارضة لعشرات الآلاف من الرجال المسلحين تبدو عملية مشحونة. ويوم الخميس قابل ناكر وفدا من المقاتلين من مدينة بنغازي الشرقية مقر الثورة. وأصدروا بيانا مشتركا في طرابلس يطالب الكيب بتلبية مطالبهم بأن يكون لهم دور في الحكومة وفي القيادة العسكرية الجديدة.