حادث إجرامي وعملية إرهابية شهدتها الولاياتالمتحدة بالأمس، بعدما أطلق مسلح يُدعي عمر متين النار علي ملهي ليلي بمدينة أورلاندو بولاية فلوريداالأمريكية، مما أدي إلي مقتل 50 شخصا وإصابة 53 آخرين. يأتي هذا الحادث بعد أقل من شهر من تهديد تنظيم داعش الإرهابى، بتنفيذ هجمات ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا فى شهر رمضان بحسب المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدنانى. واعتبر باراك أوباما، الرئيس الأمريكي، أن الهجوم الذي استهدف ملهي ليلي في ولاية فلوريدا هو استهداف لكل الامريكيين. وأمر بتنكيس الأعلام في البيت الابيض وفي المباني الاتحادية حتى غروب شمس الخميس حزنا على الضحايا. وقال أوباما، في ادانته للحادث إن "القتل الوحشي لعشرات الأبرياء" كان تذكيرا آخر "بالسهولة التي يمكن بها الحصول على سلاح في الولاياتالمتحدة يسمح بقتل الناس في مدرسة او مكان عبادة او دار للسينما أو ناد ليلي". ودعا إلي تشديد القوانين على حيازة الأسلحة في الولاياتالمتحدة، قائلًا: "علينا أن نقرر إذا كانت ذلك هو نمط البلاد التي نريد أن نعيش فيها". ووصفت هيلاري كليتنون، المرشحة الرئاسية الأمريكية، الحادث بالعمل الإرهابي، مطالبة بضرورة العمل مع حلفاء وشركاء الولاياتالمتحدة لملاحقة العناصر الإرهابية، والحاق الهزيمة بالتنظيمات الإرهابية الدولية وإحباط محاولاتهم لتجنيد عناصر جديدة سواء في الولاياتالمتحدة أو أي مكان آخر. وعلي الجانب الأخر، طالب دونالد ترامب، المرشح الرئاسي الأمريكي، بتنحي اوباما لرفضه استخدام مصطلح "الإسلام المتطرف" في تصريحاته، معتبرًا أن الحادث يثبت صحة موقفه العدائي من الإسلام والمسلمين. أكد جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، علي أن الحادث الذي شهدته مدينة أورلاندو الأمريكية، عملية إرهابية واضحة، لأنه في النهاية أطلق النار علي مجموعة من المدنيين مهما كانت حالتهم أو وضعهم. وتابع، أن هذا الحادث سيلقي بتأثيراته السلبية علي المسلمين الموجودين في أمريكا، حيث تعمل تلك الأفعال علي تشويه صورة الدين وتصويره لهم علي غير حقيقته، مستبعدًا في الوقت ذاته اتخاذ الدولة الأمريكية لإجراءات بعينها ضد المسلمين ومحاصرتهم. وأشار عودة، إلي أن المستفيد من العملية الإرهابية هو المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، لأنها جاءت متوافقة مع أرائه العدائية ضد المسلمين، ومن شأنها أن تزيد فرصه في السباق الانتخابي. قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن الحادث يؤكد وجهة نظر مصر التي سبق وأن أكد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة، بأن الإرهاب أفة عالمية لا وطن ولا دين له، وأنه ليس قاصر فقط علي منطقة الشرق الاوسط . وأوضح أن العملية الإرهابية سيكون لها تأثيراته السلبية علي المسلمين الموجودين في أمريكا، خاصة وأن المتهم الأول مسلم من أصل أفغاني، مشيرًا إلي أنه ليس من المستبعد أن نري كل أعضاء الجالية هناك خلف القضبان. وأشار اللاوندي، إلي أن كل من المرشحيين الرئاسيين ترامب وكلينتون، يقعان في خندق واحد، من خلال اتهامهم المستمر للشرق الأوسط بتصدير الإرهاب للعالم، والفارق بينهم كلينتون تتسم بالصوت الخافت مقابل الصوت المرتفع دائمًا لترامب. وأرجع هشام النجار، الباحث في الشؤون الإسلامية، هذه العملية الإرهابية، إلى شعور التنظيمات المتطرفة، بخيانة الولاياتالمتحدةالأمريكية لها، ونقض عهودها في الشرق الأوسط، لاسيما مع المكاسب السياسية والميدانية التي حققتها إيران وأذرعها العسكرية في العراقوسوريا تحت الحماية الأمريكية والغربية. وأشار إلى أن داعش ترى داعش مواقف أمريكا الأخيرة تدعم محور إيران وروسيا والميليشيات الشيعية على أرض الواقع، ومنحتها التفوق على ميدانيًا مما سبب هزائم كبيرة للتنظيم الإرهابي، وأضعف موقف المعارضة عمومًا وفي ساحات التفاوض. وأوضح النجار، أن هذه التفجيرات تستخدمها التنظيمات الإرهابية للإنتقام من أمريكا، كورقة ضغط حتى تدفععها للتراجع عن دعم المحور الإيراني ، وفي محاولة منها لوقف نزيفها في سورياوالعراق، وإجبار الأطراف المختلفة على الاعتراف بها ومنحها حصة من المكاسب على الأرض. وأكد أن أمريكا دفعت أثمانًا باهظة بسبب توظيفها للتنظيمات المتطرفة، منذ استغلالها لتنيظم القاعدة في أفغانستان، ثم توظيفها للتطرف السني والشيعي في العراقوسوريا، موضحًا أنه في كل مرة تشتعل النيران الإرهابية بثيابها، قائلًا: "من يلعب بنار الإرهاب يكتوي به عاجلًا أو آجلًا". ولفت إلى أن رهان أمريكا على التحالف مع قوى إسلامية متطرفة؛ لتحقيق أهداف خاصة بها، أوقع الغرب عمومًا فى فخ هذه الجماعات، وصار هناك تنافس بين القاعدة وداعش لاستهدافها والانتقام منها.