يسأل (ن.ع): أعيش في إحدى الدول الأوروبية منذ سنوات، وقد عانيت من الوحدة كثيرا خاصة وأن معظم أصدقائي المصريين والعرب تزوجوا ولم يبق عازبا سواى، وحينما قررت الزواج أشار على بعض أصدقائي بالعودة لبلدي لأبدأ من هناك رحلة البحث عن عروس في مدة لا تتجاوز الشهر ثم اصطحبها معي إلى البلد الأجنبي حيث أعيش.. ومنهم من نصحني أن أختصر الطريق وأتزوج مباشرة من أجنبية للحصول على الجنسية من ناحية ولتقيني شر الفتنة من ناحية أخرى، على أن أطلقها قبل العودة إلى مصر فأتزوج فيها زيجة العمر بمن توفر لي حياة الإستقرار وتنجب لي الأولاد. وكان الاختيار الثالث الذي اقترحوه أن أجمع بين الحسنيين فأتزوج في بلدى بتلك الفتاة التي تنجب لي الأولاد وتحافظ على بيتى ومالى وعرضى، ولا أزورها إلا كل "كام سنة مرة"، ولا مانع أن أتزوج من أجنبية تهون عليّ ليالي الغربة الطويلة. فكرت في الأمر كثيرا.. ومن بين كل تلك الخيارات لم أعرف ما هي أفضل طريقة يتبعها المغترب لكي يفوز بحياة زوجية مستقرة ينعم فيها بنعمة السكن والمودة والرحمة..؟ وكيف يختار زوجته بشكل صحيح؟ الشريك المناسب في ردها على هذا السؤال تقول د.نعمت عوض الله ، خبيرة الزواج والمستشارة الاجتماعية: الزواج هو الزواج في كل مكان وزمان.. بمعنى أنه لا يجوز للمغترب ولا يشفع له كونه مغتربا أن يتزوج أية فتاة بسرعة لأنه يريد أن يقي نفسه شر الفتنة والوقوع في المحظرر.. فالزواج قرار مصيري يلزم صاحبه بالتعرى نفسيا وفكريا واجتماعيا وثقافيا أمام شخص آخر، ويحتم عليه الظهور أمام إنسان آخر بكل ضعفه وقوته وحيرته ودموعه. من هنا فإنه يجب على المغترب أن يتعامل مع الزواج مثل أي شخص آخر، فيفكر فى الشريك ومدى مناسبته وموائمته للحياة معه، وبما أن السائل له ظروفا خاصة وهى الحياة بعيدا عن الأرض الأم، فالدنيا أمامه أصبحت أوسع، وبالتالي يستطيع أن يختار من بلده ، سواء بترشيح من آخرين أو من معارفه الشخصية، وأنصحه أن يبدأ فى التواصل معها كخاطب عبر الإنترنت بعد استئذان أهلها طبعا، وبهذه الطريقة يكون قد اختصر جزءا من التعارف.. فإذا نزل في أجازة تتبقى أمامه أن يضاهي الخيال الإلكتروني على الواقع ليتأكد أن كل ما تصوره عنها موجود فيها وأنها لم تكن مجرد حروف على شاشة. وتتابع: هذه الفكرة ،وجود عروس حتى لو من بعيد، يحميه تماما من الوقوع فى الخطأ والخطيئة ويعينه مع تقوى الله على مقاومة جمال ودلال بنات الخواجات.. لأنه توجد أنثى فى حياته يكلمها ويشاركها أحلامها ويضحك معها ويبثها شكواه.. وهكذا. وتنصح عوض الله السائل قائلة: هناك خيار آخر وهو أن يبحث بين بنات بلده المقيمات معه في الخارج، وبنفس الشروط العادية للزواج والتفاهم والإنسجام ، أما الزواج الوقتى للحصول على جنسية فبئس الزيجة .. ولا يجب أن نسميه زواجا لأنه أبعد ما يكون عن الميثاق الغليظ. الفراق مرفوض وينكر د.سامي عمر ،أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، الاختيار الخاص بزواج المغترب وتركه زوجته في بلده الأصلي قائلا: الأولى بكل شاب سوف يمضي وقتا طويلا خارج البلاد أن يتزوج ويصطحب زوجته معه لأنه سيعيش في مجتمع غريب عنه في تقاليده ومعتقداته، إلى جانب أن الشاب في هذه الفترة له احتياجاته النفسية التي لا يمكن إنكارها وعليه، بالتالي اصطحاب زوجته معه سيهون عليه الكثير من أحاسيس ومشاكل الغربة وسيساعده في تكوين أسرة سوية، أما كونه متزوجا ويعيش في بلد وزوجته في بلد آخر سيخلق أزمة لأن حالة الشتات بين الزوجين ينتج عنها إنحراف سلوكي أو أخلاقي للطرفين في معظم الأحيان.