لم تعد تعرف للحياة طعما، تظل مستيقظة طوال الليل وعيونها مثبتة على الباب فى ترقب تنتظر عودة ابنها بين لحظة وأخرى، الأمل لم يفارقها لحظة، 9 شهور و20 يوما مرت على اختطاف ابنها الوحيد محمد، أصيبت بالضعف وأصابها الهذيان ودائما على لسانها ابنى محمد خطفه أبوه وحرمنى منه بدون ذنب. حال الأم المكلومة فى ابنها يشبه حال والدها الذى حرمه القدر من أولاده أحد أبنائه مات غريقا فى ترعة المريوطية ثم لحق به الابن الأكبر بعد ان شاهده يموت أمام عينه وأصيب بالصدمة وفارق الحياة بعدة بشهور ثم ماتت الأم هى الاخري حزنا على أولادها التى فقدتهما فى أقل من عام لم يعد الجد له سوى حفيده محمد المخطوف فهو بمثابة كل شىء له فى حياته بعد فقدانه ابنائه، يعتقد ان القدر أتى بمحمد ليخفف عنه أحزانه ولكن جاء زوج ابنته ليحرمه من هذه الفرحة ويأخذ حفيده ويهرب به بعيدا ليعمق أحزانه وآلامه التى أصبحت لم تحتمل بعد غياب الحفيد الذى كان يملأ عليه حياته وأعاد البسمة إلى وجه الحزين. الأم فيروز عبد المعطى عبد الحميد جاءت إلى الوفد بصحبة والدها الطاعن فى السن البالغ من العمر 75 عاما أملا فى الوقوف بجانبهما لإعادة ابنها المخطوف. تروى فيروز مأساتها من خلال دموعها: ابنى خطفه زوجى السابق مصطفى محسن عبدالتواب عامل نظافة فى نادى الجولف بالقطامية خطفه لينتقم منى رغم اننى لم أفعل شيئا ليعذبنى كل هذا العذاب فالموت لى أهون من أن أعيش بعيدا عن ابنى الوحيد تزوجت مصطفى زواجا تقليديا، ورغم أن مصطفى كان شخصا غير ميسور وظروفه المادية صعبة قبلت به زوجا وقلت نبنى حياتنا مع بعض، وتزوجنا فى شقة متواضعة مع عائلة زوجى وكان نصيبى حجرة ضيقة وكنت دائما أقف وراء زوجى وأتحمل المضايقات العائلية اليومية وبعد 4 شهور من الزواج ونظرا لأن زوجى فقد عمله فى نادى الجولف طردتنا عائلته إلى الشارع فاضطررنا إلى العيش فى بيت والدى وكان أبى رغم ضيق حالة ينفق علينا ويتعامل معه على انه ابنه ورغم ذلك فوجئت بزوجى يعاملنى معاملة سيئة بدون ذنب وعندما أنجبت محمد تصورت أن زوجى سيتغير حاله ولكنه لم يتغير وأصبح انسانا عنيفا دائم الشجار على أتفه الأسباب وكلما أقول له أبحث عن عمل يضربنى ويقول أنا مش عايز اشتغل خلى والدك يصرف علينا وقلت له لو ابنك طلب يأكل من أين سنوفر له أكله فقام على الفور وتوجه إلى محمد وهو نائم فأيقظه وضربه وقال «دلوقتى هو أتغذى». تحملت كل شىء حتى تستمر الحياة واستطاع أبى أن يفتح له مقهى صغيرا لكى يعمل ونعيش منه ولكن كان زوجى دائم الشجار مع الزبائن فاضطررت إلى الخروج إلى العمل مع اصرار زوجى على رفض للعمل فعملت عاملة نظافة فى احدى الحضانات القريبة من البيت ورغم ذلك ظل زوجى على حاله ثم تركنى وابنه ورحل عنا وبعد أيام قليلة فوجئت به وبمجموعة من البلطجية يكسرون علينا باب البيت وأخذوا ابنى منى وحاول الاهالى منعهم فأطلقوا الرصاص عليهم وتمكنوا من خطف ابنى حررت محضرا بخطف زوجى لابني بمركز شرطة البدرشين وأقمت دعوى ضم بمحكمة الأسرة ودائما يهددنى بأنى لن أرى ابنى مرة أخرى وتبكى فيروز ابنى مستقبله يضيع فهو فى أولى ابتدائى ولم يذهب إلى المدرسة بسبب اختطافه ولم يقم أبوه الذى طلقنى غيابيا بإلحاقه بمدرسة أخرى.