بعد حكم القضاء بإسقاط ترشيح عناصر من الحزب الوطنى المنحل فى الانتخابات، يمكن القول بأن بقايا النظام السابق فى مصر، والذين أطلق عليهم الفلول، وبقايا نظام القذافى وأطلق عليهم الأذناب، يقعون بين شىء واحد وهو «الإنسان»، فليس كل من عاش وولد قبل ثورة 25 يناير يطلق عليه فل، وليس كل من تعامل مع الحزب الوطنى أو نظام القذافى يطلق عليه فل، أو ذنب، هناك رأى يقول إن كل من تعامل أو صافح أو جلس مع أحد أعضاء الحزب الوطنى فإنه من الفلول، وهذا المنطق يكشف لنا أن ثوار 25 يناير ينتمون إلى الفلول، وبهذا المفهوم فلا ثورة ولا يحزنون لأن من قام بالثورة هم أصلاً من الفلول! طبعاً هذا رأى شاذ، وهدام، يريد تخريب أعظم ثورة شهدتها مصر، ويريد إباحة دخول الفلول فى المشهد الانتخابى، بحجة أن بعضاً منهم غير فاسدين، وبالتالى فهم ليسوا من الفلول. فى المعنى اللغوى، الفل، هو المنكسر، والمهزوم والفلول هم المهزومون من بقايا قوات، ويطلق البعض على معنى كلمة فلول بقايا مرتزقة وهذا ليس كلامى، بل ما قرأته فى المعجم، ويقال فل السيف، يعنى انكسر، ويقال السيف المفلول، أى المكسور، وأيضاً قرأت فى المعجم اللغوى أن الأذناب تعنى الأتباع أو الذيول، والذنب هو الذيل، والذيل آخر عضو فى الكلب، ويقال أذناب البقر، وتعنى المنطقة بين الفخذ والقصبة وهى تشبه المسدس، وقد استعلمت عبارة أذناب البقر فى الحديث القدسى فى رحلة الإسراء والمعراج للرسول صلى الله عليه وسلم. والسؤال: لماذا استخدم الليبيون كلمة الأذناب مع بقايا نظام القذافى، واستخدم المصريون كلمة الفلول، قد يكون المعنى المتقارب جداً بين الكلمتين وراء استخدامها، ولا يعقل أن يقال إن إحدى الكلمتين أكثر فصاحة من الأخرى لأن الكلمتين استخدمتا من قبل العرب، وكل الحكاية أنهما غير دارجتين فى مفردات الكلام والكتابة حالياً. فلول مصر يسعون للدخول من بوابة البرلمان لكى يحافظوا على المزايا التى نعموا بها من قبل فى ظل برلمانات ملاكى للحزب الوطنى المنحل، وأذناب ليبيا يختبئون وينوون الأخذ بدم القذافى، وقد يأتى اليوم ونرى فلولاً وأذناباً فى دول شقيقة تشق طريقها بصعوبة للتحرر من قبضة حكامهم، ويومئذ يصير من تبع الحكام من الأذناب والفلول، وهذا هو الحال فى هذا العالم المتغير والمتقلب، وسبحان المعز المذل، من كان حاكماً أصبح فلاً، ومن كان مطارداً ومذلولاً أصبح مرشحاً للرئاسة، وهذه هى الحياة. الحكم القضائى الأخير بمنع كل من ينتمى للحزب الوطنى المنحل بالترشح فى الانتخابات يقصد «الفلول» بالمعنى الذى ذكرناه، فى الوقت ذاته يطالب عدد من الأحزاب والقوى السياسية بتنفيذ الحكم الذى يتوافق مع معظم بنود قانون إفساد الحياة السياسية، والذى مازال يدرس فى المجلس العسكرى، بعد موافقة مجلس الوزراء عليه، والأيام والساعات المقبلة سوف تكشف عن مفاجآت خاصة بالفلول، وانتخابات المصريين فى الخارج، كما تكشف عن مفاجآت خاصة بتلقى شخصيات مهمة أموالاً من الخارج بأسماء جمعيات وكيانات غير مرخصة. الصورة الكاملة للمشهد الانتخابى الوشيك لم تكتمل بعد. دعوى حل المجلس الأعلى للصحافة فى يد القضاء العادل لتلبية اتجاه جموع الصحفيين بشأن التشكيلة الغريبة للمجلس الذى لا يلبى طموحهم بعد أعظم ثورة شهدتها مصر.