البنك المركزي: 17.7 مليار دولار تراجعًا في عجز صافي الأصول الأجنبية    رئيس موازنة النواب: 575 مليار جنيه بمشروع الموازنة الجديدة زيادة لمخصصات الأجور    الرئاسة الفلسطينية: لولا دعم واشنطن لما تجرأ نتنياهو على الإبادة الجماعية    وزير الخارجية الإسرائيلي: إذا لم ينسحب حزب الله من الحدود فإننا نقترب من حرب شاملة    تشكيل باريس سان جيرمان ضد بوروسيا دورتموند في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    حبس عاطل لحيازته 10 قطع من مخدر الحشيش في الوراق    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    تعليم المنطقة الشرقية يُعلن تعليق الدراسة غدًا    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور المتحف القومي للحضارة والأهرامات    لن تشرق الشمس.. جوائز مسابقة الطلبة بالإسكندرية للفيلم القصير    هل يوجد رابط علمي بين زيادة نسب الأمراض المناعية ولقاحات كورونا؟.. متحدث الصحة يحسم الجدل    نصائح عند أكل الفسيخ والملوحة.. أهمها التخزين بشكل سليم    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    ضرب موعدا مع الأهلي.. الاتحاد يهزم الزمالك ويتأهل لنهائي كأس مصر (فيديو)    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    حالة وحيدة تقرب محمد صلاح من الدوري السعودي    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    رئيس الوزراء يهنيء السيسي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    الخميس..عرض الفيلم الوثائقي الجديد «في صحبة نجيب» بمعرض أبو ظبي للكتاب    ختام عروض الموسم المسرحي في بني سويف بعرض أحداث لا تمت للواقع بصلة    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    النائب العام يقرر إضافة اختصاص حماية المسنين لمكتب حماية الطفل وذوي الإعاقة    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    حمد الله يتحدى ميتروفيتش في التشكيل المتوقع لكلاسيكو الاتحاد والهلال    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    ثوران بركان جبل روانج في إندونيسيا مجددا وصدور أوامر بالإخلاء    حزب الله يستهدف مستوطنة أفيفيم بالأسلحة المناسبة    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غداً.. يوم المصير لطلاب الثانوية العامة
560 ألفاً يخوضون الماراثون الرعب
نشر في الوفد يوم 04 - 06 - 2016

ساعات وينطلق مارثاون اختيارات الثانوية العامة وتنطلق معه رحلة أخرى من العذاب لأولياء أمور 560 ألف طالب وطالبة ثانوى (نظام حديث) و2930 (نظام قديم).
ساعات وتعلن آلاف الأسر المصرية «الحالة جيم» للامتحانات التى كبدتهم آلاف الجنيهات منذ بداية العام الدراسى وحتى آخر يوم فى اختيارات تنطلق بخوف وترقب وتنتهى فى الغالب بالدموع وربما بالدم والانتحار لا قدر الله.
«الوفد» عاشت هذه الساعات الصعبة مع الطلاب وأولياء الأمور ومع مراكز الدروس الخصوصية التى وصلت للحالة «FULL» أو كاملة العدد..
كما عاشت «الوفد» قصص كفاح طلاب وطالبات لم يعرفوا لليأس طريقا تحدوا الصعاب لتحقيق الحلم وصناعة المستقبل، كما رصدت كفاح أولياء أمور باعوا كل ما لديهم من أجل هذه الثانوية المرعبة التى لا يوجد لها مثيل إلا فى مصر فقط.
وحاورت «الوفد» أكبر طالبة فى الثانوية العامة تبلغ من العمر 68 عاماً، ولم تتزوج، وتجلس غداً بين صفوف طالبات مدرسة صفية زغلول الثانوية بحلوان.
مراكز الدروس الخصوصية.. كاملة العدد
كشف الواقع عن فشل وزارة التربية والتعليم فى التصدى لظاهرة الدروس الخصوصية وانتشار مراكزها فى كل قرية ومدينة حتى تجاوزت ال12 ألف مركز «سنتر» تلتهم نحو 18 مليار جنيه سنويا.
وفى جولة ل«الوفد» على عدد من هذه المراكز كانت كلها كاملة العدد وتفتح أبوابها من التاسعة صباحا حتى العاشرة مساء وتختلف أسعار الحصص من مدرس لآخر، ومن مادة لأخرى حيث يصل سعر الحصة بمادة الرياضيات إلى 60 جنيها واللغة العربية 45 جنيها واللغة الفرنسية 65 جنيها والتاريخ 40 جنيها للحصة، واللغة الإنجليزية تتراوح من 35 إلى 40 جنيها للحصة وتشير بيانات غير رسمية إلى أن عدد مراكز الدروس الخصوصية فى مصر بلغ نحو 12 ألف مركز يعمل بها ما لا يقل عن 10 آلاف مدرس واللافت للنظر هو قيام الكثيرين من أصحاب العقارات باستغلال المساحات الخالية من الأدوار الأولى وتحويلها لمراكز للدروس الخصوصية حيث يتم تأجيرها بمبالغ تتراوح ما بين 3 آلاف جنيه إلى 5 آلاف جنيه شهريا. وقبل بدء الامتحانات بأيام يتم تكثيف عدد حصص الدروس بالمراكز حيث يصل عدد الحصص إلى حصتين أسبوعيا بكل مادة تصل مدتها 3 ساعات حيث يتم تقسيم الطلاب إلي مجموعات طوال اليوم يتراوح عدد كل مجموعة من 200 إلى 300 طالب ولا يتم قبول الطلاب الذين لم يسجلوا أسماءهم فى بداية العام الدراسى نظرا لعدم وجود أماكن خالية لاستقبال أى طلاب جدد.
وتختلف أسعار الملازم طبقا لكل مادة حيث تتراوح أسعار الملازم من 40 إلى 50 جنيها للمادة يتم دفعها مقدما وبالإضافة إلى ذلك يتم دفع مبالغ مالية فى بعض المراكز تصل إلى 150 جنيها للطالب لحجز المدرس ، وأكد أولياء الأمور أن الإنفاق على الدروس الخصوصية أصبح عبئا كبيرا يستنزف ميزانية الأسرة طوال العام، حيث يتراوح إجمالى إنفاق الأسرة الواحدة على الدروس الخصوصية فى مرحلة الثانوية العامة ما لا يقل عن 1500 جنيه شهريا.
روشتة أعلى الدرجات
مع اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة تزداد حالة القلق والتوتر فى البيوت المصرية، مما ينعكس سلبًا على مستوى تحصيل الأبناء، وبسبب حالة من تشتيت الذهن، لذا حرص خبراء علم النفس والاجتماع على تقديم النصائح والإرشادات التى تساعد طلاب الثانوية العامة من اجتياز تلك المرحلة الصعبة، والقضاء على حالة التوتر قبل بدء الامتحانات! تلك الحالة التى تنتقل للأبناء عن طريق الأم والأب لأن الثانوية العامة تكون بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت، فى ظل ارتفاع نسب الالتحاق بكليات القمة، والحرص على أن يكون الأبناء فى أفضل المستويات الاجتماعية، مما فرض على الأسر المصرية قيماً ومعتقدات انتقلت للأبناء، وهذا ما أكده الدكتور مكرم إسكندر، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، والذى قدم نصائح للأسر ولطلاب الثانوية العامة للقضاء على حالة الخوف والتوتر، ومنها ضرورة تهيئة الجو المناسب للطلاب، وعدم إظهار قلق أولياء الأمور أمام الطلاب، لأن هذا يؤدى لضعف مستوى التركيز لديهم، وينعكس بالسلب على تفكيرهم، وأضاف: وعلى الطلاب مراعاة النوم لعدد ساعات كافية، والابتعاد عن أى مصادر تشتت الانتباه، هذا فضلًا عن ضرورة أخذ قسط من الراحة خلال فترات المذاكرة، ويوافقه الرأى الدكتور محمد المفتى، عميد كلية التربية، بجامعة عين شمس، والذى يرى أن قلق الامتحانات هو أمر طبيعى ينتاب معظم طلاب الثانوية العامة، لكنه عندما يزيد على حده يؤدى لحالة اضطراب وقلق أصيب الطلاب، مما يؤدى لعدم فهم الأسئلة، وصعوبة تحقيق الإجابات المطلوبة، ومن هنا ننصح الطلاب بالابتعاد عن القلق، لأنه يضر ولن يفيد، ونجنب السهر لساعات طويلة وشرب المنبهات مثل الشاى والقهوة، لأن ذلك يؤدى لزيادة الحالة العصبية للطالب، ومن ناحية أخرى، يجب على الطلاب تقسيم المذاكرة إلى فترات، حسب قدرة كل طالب، والاسترخاء لمدة 10 دقائق، ما بين كل مادة والخروج من جو المذاكرة بتغيير الأوضاع، لأن العقل لا يتحمل التعرض للإجهاد لفترات طويلة، والحرص على اختيار مكان هادئ، ومريح للأعصاب لاستذكار الدروس، مع ضرورة تناول وجبات غذائية صحية، مع تجنب التعرض لأى ضغوط عصبية، حتى لا تؤثر على مستوى التركيز، وتنشيط الجسم ببعض الحركات الرياضية، أما أولياء الأمور، فعليهم إبعاد أى مصادر قلق عصبى عن الأبناء لزيادة قدرتهم على التركيز والاستيعاب، وتقليل الزيارات العائلية للمحافظة على الجو الهادئ بالمنزل، والأهم من ذلك هو ضرورة التصرف بطريقة طبيعية مع الأولاد حتى تمر فترة الامتحانات بسلام.
محمد يدخل الاختبارات بضمور فى المخ وثقب فى القلب
أمانى زايد
تصوير: أحمد حمدى
تخصص كفاح الطلاب لا تنتهى.. فبين الحين والآخر يظهر ضوء جديد لإنارة الطريق فى عيون طلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، هؤلاء الذين تحدوا ظروفهم، وقرروا مواصلة مشوار العلم، حتى وصلوا إلى الثانوية حالمين بالجامعة حتى ولو حملهم آباؤهم وأمهاتهم على الأكتاف، ليعلنوا للجميع أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، فبعد كل ظلام لابد أن يأتى النور! ومن هؤلاء عبدالإله محمد الذى أبصر نور الحياة ليجد نفسه مصاباً بضمور فى الجانب الأيمن من جسده بسبب خطأ طبى أثناء ولادته، واستمرت الإعاقة تلازمه طيلة حياته، ولكنها لم تقف عائقاً أمام حلمه فى التعليم والدراسة.
وخلال هذه الرحلة الشاقة لم يعرف عبدالإله معنى اليأس، وروت لنا أمه قصته من البداية قائلة: لدى 4 أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة منهم اثنان يعانيان من الإعاقة، ويعمل والد عبدالإله بالمهن الحرة وتضيف الأم: وقد جاء إصرارى على تعليمه حتى لا يحتاج لأحد فيما بعد، خاصة أننى لم أتمكن من تعليم أخيه الأكبر، نظراً لإعاقته الذهنية، لكننى خلال سنوات تعليمه قابلتنى مشاكل عديدة بسبب عدم قدرته على استيعاب المناهج، فقد أجرى فى السنوات الماضية 8 عمليات جراحية فى كل قدم حتى يستطيع السير على قدميه مثل إخوته، وخلال تلك الأوقات لم يكن يتوقف عن استذكار دروسه كما لم نتوقف جميعاً عن تشجيعه ومساندته، هذا فضلاً عن أنه يعانى وجود مياه بسيطة بالمخ، أثرت قليلاً على عصب عينيه، فأضعفت بصره، وبالرغم من ذلك قررت ألا يحتاج لأحد حتى يستطيع الاعتماد على نفسه فى المستقبل، لكن الصعوبات الأكبر كانت فى المرحلة الثانوية، نظراً لصعوبة المناهج ودراستهم لنفس مناهج الوزارة وتستكمل حديثها قائلة: طوال سنوات الدراسة واظبت على الحضور فى المدرسة، رغم بعد المسافة، فالمدرسة بمنطقة زينهم ونضطر لنأتى يومياً من المرج، ونظراً لظروف الحياة الآن، أضطر لركوب مترو الأنفاق يومياً، وانتظار عبدالإله حتى نهاية اليوم الدراسى لنعود سوياً للمنزل، حيث يتولى إخوته متابعته، ومراجعة ما قام بدراسته استعداداً للامتحان، هذا فضلاً عن إعطائه الدروس الخصوصية لمساعدته.
ويلتقط عبدالإله أطراف الحديث من والدته ليصف لنا مدى الصعوبات التى يواجهها أثناء المذاكرة ويقول: أتمنى أن تهتم الوزارة بتعليم ذوى الاحتياجات، وطالبت بتخفيف المناهج حتى يتمكنوا من استيعابها، وبنظرات مليئة بالتفاؤل والأمل، أكد عبدالإله أنه من الأوائل كل عام، كما حصل على شهادات تقدير فى الأداء المسرحى واللغة الغربية، وأنه يحرص على متابعة دروسه أولاً بأول حتى يتسنى له دخول الامتحان، ويبذل قصارى جهده من أجل النجاح، فحلمه الوحيد أن يكون «طيار» لكنه عندما كبر أدرك أن هذا الحلم لن يتحقق، فتمنى من الله أن يلتحق بكلية الآداب ليكون مدرس تاريخ.
كفاح لا ينتهى
ولم تختلف ظروف محمد أحمد كثيراً عن ظروف عبدالإله، وزملائه الآخرين من ذوى الاحتياجات الخاصة، لكن بالأمل والتفاؤل والكفاح استطاع محمد أحمد بمساعدة أسرته أن يتحدى ويقهر العجز والمرض، ولم تكن الإعاقة حاجزاً بينه وبين تحقيق أحلامه، فقد ولد أحمد بضمور فى المخ، وثقب فى القلب، وظلت أسرته تعالجه بالمستشفيات، وخلال السنوات الأولى من عمره قررت والدته إدخاله المدارس الخاصة بذوى القدرات لتعليمه، مشيرة إلى أن ابنها لديه قدرة على الاستيعاب مثل أى شاب فى مثل سنه.
وأضافت: كنت أحرص على تعليمه لتحقيق حلمه بأن يكون مدرسا فى المستقبل، وخلال السنوات الأولى من التعليم، كافحت كثيراً من أجله وتتابع قائلة: أعمل موظفة وكنت أضطر لاصطحابه يومياً من منطقة الدرب الأحمر إلى المدرسة الموجودة بمنطقة زينهم، هذا فضلاً عن رحلة العلاج الأسبوعية، وفى البداية كنت أضطر لحمله واستقلال المواصلات.
كما كانت نسبة ذكائه بسيطة لذا واجه صعوبات كثيرة فى المرحلة الابتدائية وبصعوبة بالغة تعلم القراءة والكتابة، ،وكنت أساعده يومياً بعد العودة للمنزل فى مراجعة دروسه، لكن كانت هناك عقبات تواجهنى فى المذاكرة معه، فالمناهج صعبة، وأغلب المدرسين بالمدارس الحكومية يرفضون إعطاءه الدروس الخصوصية، خوفاً من تعرضه للرسوب، ومع ذلك أصررت على تعليمه حتى وصل للمرحلة الثانوية، حتى لا أكون مقصرة معه ولا يشعر بفارق بينه وبين إخوته، وتؤكد أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، فالإصرار والعزيمة هما بداية طريق النجاح، وأنهت حديثها قائلة: أتمنى أن يتم الاهتمام بذوى القدرات من قبل الحكومة، وأن يحصلوا على حقوقهم كاملة فى الجامعات وبعد التخرج، فقد عانينا كثيراً طوال السنوات الماضية من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا.
عمرها 68 عامًا.. وكل حلمها «خدمة اجتماعية»
إجلال السلامونى أكبر طالبة ثانوية عامة تتحدث ل«الوفد»:
جاهزة للامتحان ب10 ساعات مذاكرة يوميًا
حوار: مجدى سلامة
تصوير: محمد طلعت
من بين 563 ألف طالب وطالبة يخوضون امتحانات الثانوية العامة هذا العام، تبقى هى حالة متفردة..
متفردة فى عمرها الذى يجعلها أكبر طالبة في ثانوى.. وفى حلمها الذى تحمله فى قلبها الكبير.. وفى طريقة مذاكرتها.. وفى الدروس الخصوصية التى تحصل عليها..
وقبل كل ذلك تبقى رمزا لحب الحياة، وللكفاح المتواصل، وللأمل الذى لا يخبو مهما تقدم العمر.
منذ أكثر من ستين عاما من الآن.. طلبت إدارة مدرسة العائلة المقدسة بحلوان حضور والد إحدى تلميذات السنة الأولى.. وعلى عجل حضر الأب، فاستدعى ناظر المدرسة التلميذة الصغيرة، ولما حضرت قال الناظر للأب «يا أستاذ بنتي مش نافعة فى المدرسة.. معندهاش استعداد تتعلم.. والأفضل تقعدها فى البيت»..
سمع الأب كلام الناظر وهو مندهش مما يقول، فلما حاول أن يقنع الناظر بأن البنت لسة صغيرة، ولسة فى سنة أولى ولكن الناظر أصر على رأيه.
واستمر نقاش طويل بين الناظر ووالد الطفلة.. كان الحوار يدور فى حلقة مفرغة.. الأب يحاول إقناع الناظر بأن «يطول باله» على البنت الصغيرة، والناظر ليس لديه إلا عبارة واحدة وهى «مفيش فايدة فيها»..
واستمر هذا الحال لما يقرب من ساعة، وفى النهاية توصل الطرفان إلى حل وسط.. قال الناظر للأب: اسأل البنت لو عاوزة تتعلم نخليها فى المدرسة.
هدأ الأب وربت بيديه على كتف ابنته، وقرب ابنته من حضنه واقترب بوجهه من وجهها وقال وهو يتصنع ابتسامه: عاوزة تفضلى فى المدرسة يا إجلال ولا تروحى معايا البيت؟..
وببراءة طفلة قال: عاوزة أروح البيت يا بابا..
وعلى الفور قفز الناظر من مقعده وكأنه انتصر فى معركة صعبة، وهتف صارخا «شوفت يا أستاذ مش عاوزة تتعلم».
كأى طفلة استحوذ عليها اللعب، فقضت أيامها «لعب فى لعب».
وقبل أن تصل إلى عامها ال 15 توفيت والدتها، فحكم عليها الزمان أن تكون أمًا لأشقائها الصغار الذين كانت أعمارهم 3 سنوات و4 سنوات و6 سنوات.
وظلت تقوم بدور الأم حتى تزوج أشقاؤها، فاكتفت برعاية والدها، حتى انتقل من دنيانا إلى دار الحق ..
ولأول مرة تشعر بأنها وحيدة وأن الأيام جرفتها بعيدا وسط أمواج الحياة، وعندها فقط سألت نفسها السؤال الأبدى لكل بنى البشر: «أنا عاوزة من الدنيا إيه؟».. لم يطل بها التفكير، وكان قرارها بالمشاركة فى خدمة المجتمع، وعلى الفور التحقت بمؤسسة خيرية فى أكتوبر لتحصل على « كورس» تنمية ذاتية بعنوان «كن نفسك».
وكان لهذا «الكورس» مفعول السحر عليها.. فلأول مرة تتخلص من خوفها من نظرة الناس لها، ولأول مرة تؤمن بأن قوتها الحقيقية فيما تقدمه للمجتمع الذى تعيش فيه، وليس فيما تحمله من شهادة..
أرادت أن تنقل هذه الثقة إلى أكبر عدد ممكن من أطفال حلوان، الحى الذى تعيش فيه، وحققت نتائج مبهرة، وتوافد عليها عشرات الأطفال، لدرجة ضاقت شقتها عن استيعابهم، وعندها فكرت فى أن تقدم هذا «الكورس» فى مكان أرحب وأوسع ووجدت ضالتها فى قاعة متسعة بإحدى الجمعيات الخيرية، ولما عرضت عليهم الفكرة كادوا يطيرون من الفرح بالفكرة، وأعلنوا استعدادهم بتوفير أكبر قاعة بالجمعية لتنظيم الدورة فورا.
ووسط هوجة الترحيب والسعادة طلب مسئولو الجمعية من «إجلال محمد موسى السلامونى» أن تملأ استمارة تتضمن بياناتها الكاملة، ففعلت وتركت خانة واحدة خالية، فطلب منها مسئولو الجمعية استكمال بياناتها، وكتابة المؤهل الدراسى الحاصلة عليها، فقالت: «مش معايا مؤهل خالص»..
وعلى الفور اعتذر مسئولو الجمعية ورفضوا طلبها، وقالوا «مش ممكن نسمح لمن لا يحمل مؤهلا دراسيا أن يعلم الأطفال».. فردت «الكورس عبارة عن أغانٍ وقصص وعظية وحكايات مسلية».
وأصر مسئولو الجمعية على الرفض، ومن هنا كان قرارها «لابد من الحصول على شهادة».. حدث هذا قبل حوالى 8 سنوات.. ومن وقتها بدأت رحلة البحث عن شهادة.. وكان عمرها وقتها على مشارف الستينيات.
وكانت البداية بالحصول على شهادة محو الأمية وحصلت عليها بعد شهر واحد من المذاكرة، وساعتها شعرت لأول مرة بإحساس النجاح فى المدرسة.
وبعدها التحقت بالصف الأول الإعدادى (منازل) ثم بالصفين الثانى والصف الثالث، وحصلت فى الشهادة الإعدادية على ما يقرب من 75%.
واستكملت رحلة التعلم، ونجحت فى الصف الأول الثانوى ثم الثانى الثانوى والتحقت بالشعبة الأدبية، ووصلت هذا العام إلى محطة الثانوية العامة وعمرها فى محطته 68.. لتكون بذلك أكبر طالبة تخوض امتحانات الثانوية العامة هذا العام.
عندما اتصلت بها تليفونيا كى أجرى معها حوارا صحفيا، طلبت أن يكون الموعد بعد الثانية ظهرا، سألتها: لماذا فقالت: لأننى فى الصباح أكون فى الدرس.
وعندما التقيت بها كان سؤالى الأول عن الدروس الخصوصية فقالت مبتسمة: نعم أخذ دروسا خصوصية فى كل المواد، وليس هذا فقط، فأغلب المواد أحصل فيها على درس خصوصى، إضافة إلى حضور درس مجموعة.
هل تأخذين دروسا فى كل المواد؟!
- نعم.. أحصل على درس خصوصى ودرس فى مجموعة فى اللغة العربية واللغة الإنجليزية واللغة الإيطالية والتاريخ والجغرافيا وعلم النفس وفلسفة ومنطق، حتى المواد التى لا تضاف للمجموع مثل التربية الوطنية والإحصاء والاقتصاد، أحصل فيها على دروس.. وأسدد مقابل الدروس التى أحصل عليها أكثر من ألف جنيه شهريا.
ولماذا اخترت اللغة الإيطالية كلغة ثانية ولم تختارى اللغة الفرنسية أو الألمانية؟
- شعرت أن اللغة الإيطالية أسهل من الألمانى.
وهل تذاكرين فى كتب مدرسية أم فى كتب خارجية ؟
- لا.. أذاكر من المذكرات التى يعدها المدرسون.
وكيف تعاملين مع زملاء لك فى الثانوية العامة رغم الفارق الكبير فى العمر؟
- أعتبرهم كأولادي، وهم يعاملوننى باحترام، ولا ينادوننى باسمي ولكنهم يقولون لى «طنط»، ولما أطلب من أحدهم تصوير مذكرة مثلا، يستجيب فورا، على عكس ما كان يفعله طلاب المرحلة الإعدادية الذين كانوا ينظرون لى بريبة، وبعضهم كان يسخر منى أحيانا بسبب فارق السن، لكن هذا لا يحدث مع زملاء الثانوية العامة ربما لأنهم أكثر نضجا، أكثر إدراكا للحياة.
وكيف يتعامل المدرسون معك؟
- المدرسون الرجال يشجعوننى باستمرار، ويثنون على إصرارى، بينما المدرسات يكسرن مجاديفى، وبعضهن قلن لى «هتتعلمى ليه..أنت ممكن تثقفى نفسك بنفسك بدون مذكرة وامتحانات».
وما المواد الدراسية التى تجدين فيها صعوبة؟
- علم النفس والفلسفة.
وما أقرب المواد إلى قلبك؟
- اللغات.
وكم ساعة تذاكرين؟
حوالى 10 ساعات.. فأنا أقوم من النوم فى الفجر، وأذاكر حتى السادسة صباحا وبعدها أبدأ فى إعداد الإفطار، ثم أخرج للسوق لشراء حاجات المنزل، وبعدها أتوجه للدروس حتى الساعة الثانية أو الثالثة ظهرا، وبعدها أعود للبيت لأبدأ المذاكرة من جديد.
يعنى مبتتفرجيش على التليفزيون مثلا؟
- لا أفتح التليفزيون إلا عندما يهاجمنى النوم، وعندها أشغل التليفزيون لكى «يعمل دوشة حولى» فيطير النوم حتى أذاكر لأطول فترة ممكنة.
والكمبيوتر والفيس بوك.. كيف تتعاملين معه؟
- لى فيس بوك، لكننى لا أفتح الكمبيوتر، إلا من أجل البحث عن معانى كلمة إنجليزى أو إيطالي.. يعنى بيساعدنى فى الترجمة.
إلى هذه الدرجة أنت خائفة من الامتحان؟
- بالعكس أنا مش خايفة من الامتحان بس نفسى أنجح من أول سنة.
وليه مش خايفة؟
- لأنى معنديش ضغوط حياة مثل الطلاب الصغار، الذين يريدون النجاح علشان مستقبلهم، أما أنا فحساباتى مختلفة.. وما زاد من اطمئنانى أننى علمت أن المادة التى أنجح فيها هذا العام لن أمتحن فيها العام القادم لو لم أنجح فى هذا العام.
تقولين إن حساباتك مختلفة.. فما حساباتك؟
- أنا أريد أن أخدم مجتمعى، وحكاية المستقبل لا تقلقنى كثيرا، فكل هدفى هو أن أحصل على شهادة تمكننى من خدمة مجتمعى.
وأى كلية تريدين الالتحاق بها؟
- نفسى ألتحق بكلية الخدمة الاجتماعية، أو كلية الآداب قسم علم النفس.
ولماذا؟
- علشان نفسى أوسع فكرة «كن نفسك»، والخدمة الاجتماعية ودراسة علم النفس سيساعداننى جدا فى تحقيق حلمى.
بعض الطلاب يحاول أن يغش فى الامتحانات.. فكيف ترين ذلك؟
- لا.. غش أية.. أرفض الغش بشدة.
وما موقف أسرتك من إصرارك على مواصلة التعليم؟
- لى 6 إخوة.. شقيقة واحدة و5 رجال أشقاء، 4 منهم بيساعدنى فى المذكرة، والاثنان الآخران أنا صعبانة عليهم وشايفين أنى بتعب نفسى وأصرف فلوسى على الفاضى.
وإلى أى مدى أنت راضية عن نفسك؟
- الحمد لله.. راضية عن نفسى تماما.. وأشعر أن ربنا ييسر لى الأمور، صحيح أننى أنفق كل ما أحصل عليه من معاش والدى من أجل الدراسة والتعليم ولكنى راضية عن نفسى تماما.. والحمد لله.
82 ألفاً و268 مراقباً ورئيس لجنة لمتابعة الامتحانات
7870 رجل أمن لتأمين المدارس واللجان
تحقيق: أمانى زكى
تصوير: أحمد حمدى
أنهت وزارة التربية والتعليم استعداداتها لبدء ماراثون الثانوية العامة، بعد أن استكملت الخطط التى من خلالها إحكام السيطرة على سير الامتحانات، وتوفير الجو الملائم للطلاب والمراقبين، وشكلت الوزارة غرفة عمليات مركزية من أعضاء المكتب التنفيذى لاتحاد طلاب مدارس الجمهورية، بمقر اتحاد الطلاب لعرض مشاكل الطلاب اليومية خلال فترة الامتحانات، وبعد خروج الطلاب من الامتحانات، وذلك للتواصل مع الطلاب، كما تم تجهيز كافة الاستراحات لراحة المنتدبين باللجان، كما تم تجهيز الفصول لاستقبال الطلاب، وتجديد 91 لجنة واستبعاد 28 أخري، واستحدثت الوزارة هذا العام نظاما جديدا لتقليل عدد الطلاب فى لجان الامتحانات لمنع التكدس، ولتوفير جو هادئ للطلاب حتى يتسنى لهم التركيز، كما انتهت الكنترولات الرئيسية من إعداد الكشوف النهائية التى تعلق فى 1450 لجنة على مستوى الجمهورية، ومراجعة أسماء الطلاب المتقدمين للامتحان بمطابقتها ببطاقة الرقم القومى للتأكد من هويتهم، وعدم وجود أخطاء.
وطبقاً لتصريحات المسئولين بالوزارة، يبلغ عدد الطلاب المحبوسين على ذمة قضايا نحو 60 طالباً، أغلبهم من الذكور، وتم التنسيق مع الشئون المعنوية بوزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم، من أجل إتاحة الفرصة لهم لأداء الامتحانات فى أماكن احتجازهم، مع منحهم وقتاً إضافياً لتجهيز أوراقهم، هذا فضلاً عن دمج 12 ألف طالب من ذوى الاحتياجات الخاصة بالمدارس، وتيسير كافة السبل والإمكانيات لهم لخوض الامتحانات، كما تم التحرى عن عدد كبير من الملاحظين والمراقبين الذين يشاركون فى أعمال الامتحانات.
ومن الجديد هذا العام أيضاً، فقد حرصت الوزارة على مواجهة ظاهرة الغش الإلكترونى، الذى انتشر فى الأعوام الماضية، ونتج عنه تسريب كافة مواد امتحانات الثانوية العامة، وأدى لإحداث حالة من الفوضى والغضب بين الطلاب، وتحدت الوزارة هذا العام صفحات الغش الإلكترونى، وذلك بعد أن أعلنت تلك الصفحات وأشهرها صفحة «شاومينج بيغشش ثانوية عامة» عن بدء تحديث التطبيق الخاص بالصفحة على الهواتف المحمولة، ليشمل المراجعة النهائية والاستعداد لتسريب الامتحانات، وشكلت وزارة التعليم فرقا لمكافحة الغش الإلكترونى، يتكون كل فريق من 20 شخصاً، ويضم فى عضويته نائب رئيس الامتحانات، وأعضاء من لجنة النظم والتكنولوجيا، ورؤساء أقسام الحاسب الآلى من جميع الكنترولات، وذلك بالتنسيق مع وزارتى الاتصالات والداخلية، وقطاعات مكافحة الجرائم الإلكترونية، هذا فضلاً عن تنفيذ قرار رئيس الجمهورية رقم 101 لسنة 2015، والخاص بمكافحة الغش بكل أنواعه، الذى سيتم العمل به لأول مرة هذا العام، الذى ينص على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تتجاوز 50 ألف جنيه كل من طبع أو نشر أو أذاع بأى وسيلة أسئلة وأجوبة الامتحانات، وذلك لإحكام السيطرة على سير الامتحانات، كما أكدت الوزارة إلغاء الامتحان لكل من يضبط معه هاتف محمول.
خطط وزارة الداخلية
ووضعت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية خططا لتأمين امتحانات الثانوية العامة، تتكون من 7870 رجل أمن، وتعتمد الخطة على عدة محاور، أهمها: تأمين نقل الأسئلة والإجابات من خلال تأمين السيارات التى تنقل الأوراق من وزارة التربية والتعليم للمدارس، وتأمين أوراق الإجابة، حيث تدفع الأجهزة الأمنية بمجموعات مسلحة، وتشكيلات أمنية لتأمين الحافلات، على أن يتم نقل الأسئلة للمناطق البعيدة والنائية بواسطة القطارات والطائرة، هذا فضلاً عن تأمين المدارس التى تجرى فيها الامتحانات، من خلال تعيين خدمات أمنية ثابتة، ووجود أفراد مسلحين أمام الأبواب الرئيسية للمدارس، بالإضافة للدوريات الأمنية المتحركة للربط بين المدارس، وإقامة ارتكازات أمنية بالقرب من مجمعات المدارس، كما تتم إقامة غرفة عمليات بكل إدارة تعليمية لتلقى البلاغات وسرعة حلها، وشددت الأجهزة الأمنية على التعامل بحسم وقوة مع أية محاولات للغش ومنع أى تجمعات بمحيط اللجان حتى لا يتم التأثير على تركيز الطلاب، ومن ناحية أخرى حرصت أجهزة الأمن على الدفع بعدد من ضباط المرور بالقرب من الطرق المؤدية للمدارس واللجان لتنظيم حركة الطريق.
وطبقاً لتصريحات المسئولين بالوزارة، يبلغ عدد مراكز توزيع الأسئلة بكل قطاع من قطاعات امتحانات الثانوية العامة على مستوى الجمهورية 75 مركزا، و20 لجنة لتقدير الدرجات، ويصل عدد المشاركين فى لجان سير الامتحانات نحو 82268 مشاركاً، منهم 1574 رؤساء لجان، و1574 مراقب أول لجنة، و56 ألف ملاحظ، و9600 معاون، هذا فضلاً عن 7870 من أفراد الأمن للمشاركة فى تأمين الامتحانات على مستوى الجمهورية.
لا زيارات ولا تسلية ولا ضوضاء
طوارئ فى كل بيت
فى مثل هذا الوقت من العام تستعد الأسر المصرية لبدء امتحانات الثانوية العامة التى تستمر 25 يوما ،وخلال تلك الفترة تتبدل الأحوال وتعلن حالة الطوارئ بالمنازل فقد بدأت مرحلة حصاد عام دراسى كامل، مرهق ماديا ومعنويا للطلاب وآبائهم، فهى خطوة يتحدد فيها مصير الطالب ومستقبله كما ينفق الأهالى كل ما لديهم على الدروس الخصوصة، تلك الضغوط يضطر الجميع لتحملها من أجل حلم الالتحاق بكليات القمة!
ضغوط يومية
من منزل لآخر شاهدنا صورة واحدة لأولياء الأمور فكأنهم هم الذين يؤدون الاختيارات و يدخلون الامتحان، ملامح الاضطراب والإرهاق تبدو على وجوههم، وكما قالت سناء إبراهيم والدة الطالبة أسماء مجدى هتعمل إيه، نتابعهم دقيقة بدقيقة وكأننا بندرس ونمتحن وطول السنة مصاريف وهموم وضغوط، وأضافت: لدى بنتان إحداهما فى الصف الثانى و الأخرى فى الصف الثالث، ووالدهما عامل بأحد المصانع ونبذل كل جهدنا عند اقتراب موعد الامتحان لتهيئة الجو لهما للمذاكرة فى المنزل وذلك بمنع كافة وسائل التسلية إلا أن الأمر أصبح فى غاية الإرهاق فأنا أستيقظ مع أبنائى بعد صلاة الفجر، حتى نتمكن من مراجعة الدروس فضلا عن تشجيعى المستمر لهم، وفى تمام الساعة العاشرة بدأت مواعيد الدروس الخصوصية التى تستنزف جيوبنا، حيث يقوم كل مدرس بتكثيف عدد الحصص قبل الامتحان للمراجعة مع الطلاب.
وبعد الانتهاء من حصص الدروس اليومية تعود أسماء للمنزل لتأخذ قسطا من النوم حتى نتمكن من استكمال مذاكرة ما تلقته بالدرس ونظل على هذا الحال كل يوم حتى موعد الامتحان.
أما نجوى أحمد، ربة منزل، لديها ثلاثة أبناء أحدهم فى المرحلة الثانوية وتقول: انتظر بفارق الصبر انتهاء الامتحانات حتى أستطيع التنفس، فالجميع فى المنزل فى حالة ضغط عصبى، فمع اقتراب الامتحانات تعلن حالة الطوارئ ويتم حرمان الجميع من الكمبيوتر والتليفزيون، كما أقوم بالتفرغ الكامل لمتابعة ابنى عمر، الذى وضعت عليه آمالى وطموحاتى حتى يجتاز الامتحان بتفوق ليصبح «طبيبا» فتلك المرحلة تعد مصيرية بالنسبة لكل أسرة، حيث يتحدد على أساسها مستقبل الأبناء،و لذا أحرص على تشجيعه بالاستيقاظ منذ الصباح الباكر، وتوفير الهدوء فى المنزل بإبعاد اخوته الصغار عن غرفة مذاكرته فى الوقت الذى يتواجد فيه بالمنزل، فهو يخرج من الصباح ولا يعود إلا فى وقت متأخر نظرا لكثرة الدروس الخصوصية، فبمجرد انتهائه من مادة يأتى موعد مادة أخرى حتى يعود فى نهاية اليوم، وعلامات الإرهاق والتعب تبدو على ملامحه ومع ذلك يواصل المذاكرة طوال الليل وتؤكد أن الدروس الخصوصية أصبحت بمثابة عبء جسيم فى الثانوية العامة، حيث يتراوح سعر الحصة من 35 إلى 40 جنيها هذا فضلا عن ارتفاع أسعار الملازم التى يتراوح سعر كل ملزمة من 20 إلى 50 جنيها حسب المادة حتى أصبحت أنفق ما لا يقل عن 1500 جنيه شهريا على الدروس الخصوصية التى التهمت ميزانية الأسرة ولكى أوفر له هذا المبلغ أقوم بحرمان أطفالى من أشياء كثيرة وقد نلجأ فى بعض الوقت للاستدانة، فوالد محمد موظف بسيط ويعانى أمراض الضغط والسكر ولم يعد قادرا على العمل ليلا لذا أحرص على توفير ثمن الدروس الخصوصية بعمل «جمعيات» قبل بدء العام الدراسى وعند اقتراب الامتحانات أضطر للاستدانة حتى لا نكون مقصرين معه، فمستقبل أبنائى أهم من الطعام والشراب.
ضيق الوقت
أما الطلاب فأحوالهم لا تختلف كثيرا عن أولياء الأمور بل يلقى عليهم العبء الأكبر، لأن كل أسرة ترسم لهم خريطة المستقبل وعليهم تحقيق أحلامهم.
وتحلم الطالبة منار أحمد وهى علمى رياضة بدخول كلية الهندسة لتحقيق حلم والدتها لكن أسوأ ما تعانى منه هو عدم وجود وقت كاف للمذاكرة ومراجعة ما تتلقاه فى الدروس الخصوصية، وتقول: الأساتذة يقومون بتلخيص كل مادة فى ملازم يتم شراؤها من «السنتر» وتختلف أسعار الملازم حسب كل مادة،و وتصل فى بعض الأحيان إلى 50 جنيها للمادة الواحدة،. كما يتم تكثيف الحصص مع اقتراب موعد الامتحان لتظل لأكثر من 3 ساعات متواصلة بالحصة، علما بأننا نقوم بحجز أماكننا ب«السنتر» بعد الانتهاء من الدراسة فى الصف الثانى الثانوى مباشرة وحجز الملازم أيضا، لكننا نجد صعوبة فى ذاكرة ما نتلقاه بسبب الإرهاق الشديد طوال اليوم لذا نأمل أن تكون الامتحانات سهلة هذا العام وتمر بسلام، وتشاركها الرأى دينا كمال، التى تحلم بدخول كلية التجارة الخارجية، وترى أن تلك المرحلة هى الحاسمة بالنسبة للجميع لأنها تعانى من حالة توتر وقلق خوفا من صعوبة الامتحانات وتقول: لا أريد أن أخيب ظن أسرتى التى تنفق كل ما لديها من أجل تعليمى، ونأمل أن يجتاز الجميع الامتحانات بتفوق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.