اعتاد المصريون على تدريب اولادهم على صيام شهر رمضان في عمر مبكر، وفي بعض الاحيان يكون إجبار الطفل على صيام اليوم كاملاً، مما يؤثر على الطفل جسمانيا، أو يؤدي إلى كرة ونفور الطفل من الصيام.� ويؤكد �عدد من علماء الأزهر أن الصيام ليس إجباري على الأطفال ولكن يمكن تدريبة حتى نحببه في عبادة الله تعالى، بينما أوضح الأطباء أن سن الصوم متروك لمدى قدرة الطفل على تحمل ساعات الصيام، أما إذا كان الطفل يعاني من مرض مزمن فلا يمكن صومه للحفاظ عليه من الأثار جانبية. قال الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة الازهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الشريعة الاسلامية لم تحدد سن معين لأمر الوالدين لأبنائهم للصوم. وأكد عثمان في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن ذلك الأمر متروك لمدى قدرة الطفل على تحمل الصيام، موضحا إنه إذا كان الصبي في حالة جسمانية جيدة تساعده على الصيام فيستحب إرشاده للصيام، أما إذا كان الطفل أو الصبي في حالة جسمانية لا تتحمل الصيام فليس على الوالدين شئ في أمره. وأوضح الدكتور محمد أبو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر، إن صيام الاطفال ليس اجبارا، وإنما هو تعليم من الاسرة، لافتا إلى أن صيام الطفل يعتمد على قدرته، و يجب ان يبدأ الصيام بالتدريج ففي سن السابعة مثلا يمكن ان يصوم الطفل لمدة 3 ساعات من العصر الى افطار المغرب او من لحظة استيقاظه من النوم الى فترة الظهر او العصر. وطالب أبو ليله، الأمهات بتعليم أولادهم فضيلة الشهر الكريم وفوائدة، وإظهار روحانياته، مشيرا إلى أن الجنين في بطن أمه يشعر بالعباده وتلاوة القران، فيكبر على الفضيلة والشرف ويكون الصوم شئ سهل بالنسبة له. وأفاد أبو ليله، بأن الصبي يكون قادر على الصيام في سن القدرة وهو سن البلوغ، أي من 12 :15 عام، وقبل ذلك يدرب الاطفال على الصيام والعبادة، موضحا أن الغرب المسلمين يدربون اولادهم على الصيام يومي الاجازة "السبت والاحد"، نظرا بأن البيئة هناك غير مساعده ولضمان صيام الأطفال. وأفاد الدكتور شوقي عبد اللطيف وكيل أول وزارة الأوقاف، بأن الأسرة هى المكون الرئيس للطفل وعليها عامل مهم في استقامته وتربيته التربية الصحيحه، سواء كانت دينيه او سلوكيه. وتابع عبد اللطيف، علمنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) كيفية تأسيس النشء على الصلاة والصيام، قائلا "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ )" وأضاف وكيل أول وزارة الأوقاف، لابد أن نبدا في بادئ الأمر تعليم الاولاد الصيام تدريجيًا، بساعة أو أكثر حسب جهده، مطالبا بمنح الطفل جائزة أو مكافئة عينيه على صيامه، حتى يتشجع عليه ويتقبل الشعيرة الطيبة. وعلى صعيد أخر قال دكتور محمد المالكى مدرس طب الأطفال واستشاري أمراض الدم والمناعة بجامعة الزقازيق، أن الصيام أمر تدريجي، ولا ينبغي إجبار الطفل عليه، ولكن يمكننا أن نربه من عمر 7 سنوات. وأضاف المالكي، أن الله أمر بصيام شهر رمضان عند سن البلوغ، فكيف الأمهات والآباء يؤمروا أولادهم بالصيام قبل ذلك، مؤكدا أن الطفل إذا كان� لا يعاني من مرض معين لا مانع أن يصوم، أما إذا كان لديه عيوب خلقية بالقلب أو مرض مزمن مثل السكر لا ينبغي صومه حتى لا يحدث له أثار جانبية. ومن جانبها أوضحت دكتورة إيمان جمال الدين، استشاري علم النفس بجامعة عين شمس، أن الحالة الجسدية للطفل هي التي ستحكم العمر الذي يصوم فيه، مطالبه بعدم تدخل الأم في هذا الأمر، خصوصا أننا في فصل الصيف ولا يستطيع الطفل صوم 17 ساعه متواصلة. وأكدت جمال الدين، أن عمر صوم الطفل مذكور في القرآن وهو سن التكليف، موضحه أن صوم الطفل لن يؤثر على حالته النفسية بينما سيؤهله لعبادة الله الكاملة. � � �