كما كان متوقعًا الفرنسيون حصدوا الجائزة الكبرى فى الدورة ال69 لمهرجان كان الذى اختتمت فعالياته مساء امس وسط حضور فنى كبير ، فحصد الفرنسي الشاب �زافيير دولان� مع فيلمه نهاية العالم فقط جائزة أفضل فيلم.. والبريطانى ذو الثمانين عامًا المبدع �كن لوتش� فاز بفيلمه��أنا دانيال بلاك� بالسعفة الذهبية، و لعبت السياسة دورها كالمعتاد ومنحت جان بيير لود جائزة السعفة الذهبية الفخرية لكونه يعلن صهيونيته فى أى محفل دولى ويتبرأ من تاريخه ونضاله السياسى فى بلده الأم الجزائر. وكالمعتاد نال الفيلم الإيرانى مجموعة من الجوائز كما يحدث فى أى مهرجان دولى، ففاز الممثل شهاب حسيني، بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم �Forushande� أو البائع. وأهدى حسيني الجائزة إلى الشعب الإيراني، موطنه ومولده حيث ولد� 1973 في طهران، درس علم النفس في جامعة طهران لكنه لم يكمل الدراسة. بدأ مسيرته الفنية في المسرح الجامعي. وفيما بعد عمل في الراديو كمذيع. ظهر لأول مرة في التلفزيون كمقدم لبرنامج �أكسجين� وقدم برامج اخرى .اول تجربته التمثيلية في التليفزيون كانت في مسلسل �بعد المطر� لأنه استمر ایضا في عمله كمذيع لسنوات بعد ذلك. وفي السينما سطع نجمه في سماء الفن في فيلمي �رد الفعل الخامس� و"شمعة في الرياح". فاز بجائزة أفضل ممثل مرتين في مهرجان فجر السينمائي الدولي عن دوره في فيلمي �مَحيا� و"سوبر ستار". وفاز ايضا بجائزة افضل ممثل مرتين في مهرجان السينما الايراني عن فيلمي �هيام في الضّباب� و"شمعة في الرياح"... فاز ايضا فيلم �البائع� بجائزة احسن سيناريو وهو احد اعمال المخرج الإيراني أصغر فرهاي، التى أثارت الانتباه من بين افلام المسابقة الرسمية للمهرجان. وقال فرهاي: � كنت أتمنى هذه الجائزة حتى أدخل الفرحة على شعبي�. ويروي الفيلم قصة زوجين يعملان بالتمثيل تنهار علاقتهما لدى تمثيلهما مسرحية �موت بائع متجول� للمسرحي الأمريكي الشهير آرثر ميلر، حيث انتقلوا إلى منزل جديد، الذي اعتبرته الزوجة وطنها الحقيقي، لتدرك بعد مدة قصيرة أن هذا المنزل كان لامرأة منحرفة في وقت سابق، وتبدأ الشكوك حول هذا المنزل وتذهب الزوجة لكشف الحقيقة فيما بعد لتعيش العديد من المغامرات. بطولة الفيلم شهاب حسين، وترانه علي دوستي، بابك كريمي، الذين يعتبرون من أهم الممثيلن الإيرانيين في الوقت الحاليّ. أطلق على هذا الفيلم سابقًا اسم �الغزلان� ثم تم تغييره إلى اسم �البائع�، وذلك قبل مدة قصيرة للغاية قبيل تسجيل اشتراكه في تلك المسابقة. ونشر موقع �إيندي واير�، قائمة بأسماء أفضل الأفلام السينمائية التي تنتظر الجماهير السينمائية في العالم عرضها، حيث جاء فيلم �البائع� في القائمة التي تضم 100 فيلم من مختلف دول العالم في المرتبة الخامسة. يذكر أن إيران تعد من الدول شديدة الحساسية من الأفلام التي تنجح في المحافل الفنية بشكل عام وخاصة العالمية، وأشارت العديد من التقارير إلى أن تلك الأفلام تحصد الجوائز في المهرجانات العالمية؛ لأنها عادة ما تنتقد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في طهران وتتحرر من القيود الموضوعة على الفن الإيراني بشكل عام، حيث تقوم السلطات الإيرانية بإدانة مخرجي تلك الأفلام وتقوم باعتقال البعض الآخر. وفازت الممثلة جاكلين خوسيه بجائزة أفضل ممثلة عن دورها فى فيلم �Ma' Rosa� ، والفيلم تدور أحداثه حول سيدة متزوجة ولها أطفال، تقوم بإدارة متجر صغير، وبسبب ضغوط الحياة تقوم ببيع كمية قليلة من المخدرات بجانب عملها، ويتم القبض عليها ويحاول الجميع شراء حريتها من خلال رشوة شرطى فاسد. الفيلم من المقرر طرحه جماهيريا فى فرنسا 9 نوفمبر المقبل، وشارك فى بطولته كل من بارون جيستر وجومالى انجيلس ونيل ريان وميرسيدس كابرال وآخرون. المخرجة المغربية الفرنسية هدى بن يمينة نالت جائزة الكاميرا الذهبية، وذلك عن فيلمها Divines �إلهيات�،�وهو الفيلم الكوميدى المغربى الذى يرصد حياة بطلة الفيلم التى تعيش فى أحد الأحياء التى يسكنها المسلمون المتشددون، وهو من بطولة أولايا عمامرة ومجدولين إدريسى. المخرجة البريطانية أندريا أرنولد عادت الى مهرجان �كان� لتحصل على جائزة النقاد مع فيلم العسل الامريكى � American Honey� وهو أول فيلم أمريكي للمخرجة تجوب بطلة الفيلم المراهقة (ساشا لين)، جميع أنحاء الغرب الأوسط الأمريكي مع أسوأ أطقم بيع المجلات صيتاً؛ وتتجول هذه المجموعات الشابة لإيصال المجلات إلى أبواب المشتركين، وينام كل ثلاثة أو أربعة في إحدى غرف الفنادق الرخيصة، وينام الذي يدفع أقل على الأرض. ويقال إن آرنولد استوحت الفيلم من التغطية الصحفية الصادمة عن هذه المجموعات وتعاطيها المخدرات، والفيلم من بطولة شيا لابوف، رايلي كيو و(ساشا لاين)� . تعرض شيا لابوف ﻹصابات بالغة خلال تصويره لمشهد تحطيمه لنافذة برأسه نقل شيا إلى المستشفى واحتاجت رأسه العديد من الغرز الطبية ... تقول المخرجة البريطانية أندريا أرنولد إنها اكتشفت �أمريكا مختلفة� في البحث الذي قامت به لتصوير الفيلم الدرامي وإنها صدمت من مستوى الفقر�الذى رأته وأمضت أرنولد فترة وهي تسافر عبر الولاياتالمتحدة للتحضير لمشروعها وأضافت خلال مؤتمر صحفي قبل عرض فيلمها "أتيح لي أن أرى الكثير وشعرت بالانزعاج من حال بعض البلدان التي زرتها" وتابعت قولها �بدا الأمر مختلفا عما هو عليه في بريطانيا لأنه عندما لا يملك الناس المال فإنهم لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية ولا يستطيعون القيام بأشياء مثل الذهاب لطبيب الأسنان وما شابه وهذا سبب لي صدمة حقيقية. المبدع �كن لوتش� فاز بفيلمه��أنا دانيال بلاك� بالسعفة الذهبية. وتعد تلك المشاركة هى الثامنة عشرة التى أتى فيها الى المهرجان ؛حيث شارك بالمسابقة الرسمية 13 مرة� وفى هذا العام تنافس بفيلمه �أنا دانيال بلاك�؛ الذى يدور حول النجار دانيال المصاب بمرض القلب، والبالغ من العمر 59 عاما، �دايف جونز� قدم لوتش في �انا دانيال بلاك� أحد اجمل أفلامه وأكثرها تأثيرا، ويصل فيه إلى ذروة دربته في جعل مشاهديه يتماهون مع أزمة بطله، ونموذجه الانساني، الذي يمثل الانسان العادي البسيط الذي يسحق وسط اختلالات النظام الاقتصادي المهيمن وما ينتجه من اغتراب وأزمات اجتماعية ويعد هذا العمل بمثابة عودة جديدة لسينما الفقراء والمهمشين في إنجلترا ، والتى اشتهر بها �كن لوتش�؛والفيلم يحمل أساليب المخرج المعتادة وسخطه على قسوة النظام الرأسمالي وتعاطفه مع الفئات الفقيرة في المجتمع...وها هو يقتنص السعفة الذهبية الثانية بعد فوزه من قبل بها عن فيلمه �الريح تهز الشعير�. سنة 2006 ؛الى جانب حصوله على ثلاث جوائز أخرى من لجان التحكيم بمهرجان كان كسعفة ذهبية خاصة بلجان التحكيم، مع أفلام: �الأجندة الخفية 1990�، و"السماء تمطر أحجارا 1993"، و"نصيب الملائكة 2012...ونجح لوتش في استخلاص أداء رائع من ممثليه الرئيسيين في دوري العمر بالنسبة لهما، فبرع ديف جونز، وهو ممثل يعمل في سياق ما يسمى بالستاند أب كوميدي مع أداء مؤثر في دور بلاك، وهي شخصية تراجيدية قدمها بأداء بارع وبحيادية لا تظهر الكثير من العواطف المبالغ بها بل تختزنها إلى لحظة الانفجار الدرامي. وكذلك الحال مع الممثلة هيلي سكوايرز في دور الام الشابة، واكد لوتش في المؤتمر الصحفي الذي اعقب عرض الفيلم حين قال �لقد شعرنا ان القصة قوية جدا، لذا علينا أن نكون بسيطين جدا في التصوير. إنها لا تحتاج إلى أي زخارف�.. قال لوتش عند تسلم الجائزة من يدي الممثل الأمريكي ميل جيبسون إن الفيلم �رسالة أمل� وإن �إمكانية صنع عالم مختلف ممكنة وضرورية�. إنها السينما الهادفة التى تؤدى الى خلق هذا الشعور بالتضامن، هذا الاسلوب الذى يجيده كين لوتش منذ سلسلة أعماله التلفزيونية المقدمة لبي بي سي منذ منتصف الستينيات الى جانب افلامه التى تجاوزت الثلاثين فيلما. وفاز فيلم " It's Only the End of the World " لكزافييه دولان بالجائزة الكبرى خلال اختتام مهرجان �كان� السينمائي الدولي والمخرج الكندي- الفرنسي الشاب كزافييه دولان (27 عاماً) سبق له أن قدم خمسة من أفلامه لمهرجان كان، وهذا هو السادس والفيلم يروي قصة كاتب يعود إلى مسقط رأسه من أجل أن يبلغ عائلته بوفاته الوشيكة. فبعد 12عاما من الغياب، يعود الكاتب لويس من جديد إلى مسقط رأسه، وذلك لكي يعلن لعائلته أنه قد اقترب من الموت، ومع هذا اﻹعلان، تتكشف رويدًا رويدًا النزاعات الموجودة، مما يفسد أي محاولة للتضامن مع الرجل المشرف على الموت قريبًا. ونال جان بيير لود جائزة السعفة لذهبية الفخرية. وهو فرنسى من اصل جزائرى وشكّل جان بيير لود حالة استثنائية في الساحة الثقافية الجزائرية. أصوله العائلية الهجينة (الإسبانية الأمازيغية اليهودية) جعلته مواطناً جزائرياً من طراز فريد. أما مثليّته وموقعه القيادي في �حزب الطليعة الاشتراكية� فقد جعله يلعب دور المثقف المتواجد في كل المعارك الفكرية والسياسية وعندما جاءت سنوات الإرهاب الدموية، خلال عقد التسعينيات، لترغمه على الرحيل إلى المنفى الباريسي، فإذا بعزلة المنفى تدفعه إلى البحث عن هوية بديلة، ليجد ضالته في الفكر الصهيوني! ..وبعد الحرب العدوانية الإسرائيلية ضد غزة، نشر فى يناير 2009، أعلن صهيونيته، واتخذ من مقالة في جريدة شعبية جزائرية (الشروق) تقول إن �الله بشّر في القرآن بأن المسلمين سيقتلون اليهود جميعاً�، ومن فتوى لإمام سلفي مغمور (شمس الدين بوروبة) تشجع على �قتل أي يهودي أينما كان، لأن دمه حلال على كل مسلم�، حججاً لتبرير الهمجية الإسرائيلية في أبشع صورها، و في سبتمبر 2010 ذهب الى �المعهد الفرنسي� في تل أبيب، لعرض ثلاثة من أعماله التوثيقية (ثلاثية المنفى الجزائرية 2003 2007). و في تل أبيب، كشف لود أنّه سبق له زيارة إسرئيل في صيف �2008 وقال: �أتيتُ إلى القدس في إجازة عائلية، واكتشفتُ بالصدفة أن سينماتيك المدينة المقدّسة تقدم عرضاً لأحد أفلامي، فدخلت وشاركتُ في نقاش مطول مع الجمهور دام إلى الواحدة فجراً...�. � �