يتنافس في قاعات العرض السينمائي ثلاثة أفلام تسعي كل منها للحصول علي نصيب من كعكة عيد الأضحي، ويشتد الصراع بين فيلمين من نوعية الدراما الكوميدية وهما: «إكس لارج» الذي يقوم ببطولته أحمد حلمي ويشاركه إيمي سمير غانم ودنيا سمير غانم وإبراهيم نصر، ويخرجه شريف عرفة، وتدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي حول شاب يعيش وحيداً بعد وفاة والديه، خاصة أنه مصاب بسمنة شديدة، ونظراً لأنه قليل الخبرات في الحياة يلجأ لخاله حتي يتخطي كل العقبات، وفي إطار كوميدي يدخل في عدة علاقات عاطفية تنتهي كلها بمشاكل. والفيلم الكوميدي الثاني هو «سيما علي بابا» بطولة أحمد مكي وإيمي سمير غانم وهشام إسماعيل ولطفي لبيب ومحمد شاهين ومن تأليف شريف نجيب. أما الفيلم الثالث فهو الوحيد الذي يتناول موضوعاً اجتماعياً تراجيدياً وهو فيلم «كف القمر» حيث تدور أحداثه حول أم لديها خمسة أولاد تحاول طوال أحداث الفيلم احتواءهم والسعي وراء حل مشاكلهم، الفيلم من إخراج خالد يوسف وتأليف ناصر عبدالرحمن وبطولة: وفاء عامر وغادة عبدالرازق وجومانا مراد وحورية فرغلي وخالد صالح وصبري فواز وحسن الرداد وهيثم أحمد زكي.. حاولنا استطلاع رأي النقاد المبدئي في هذه الأفلام قبل مشاهدتهم لها ليرشحوا للجمهور الأفلام الجيدة فقالوا: حلمي أفلامه مفيدة.. و«مكي» شعبي.. و«كف القمر» ينجح ل «وطنية مخرجه» وقال الناقد كمال رمزي: إن كل فنان ومخرج من فريق عمل الأفلام المعروضة في عيد الأضحي لدية ميزة تجعلنا نتنبأ بنجاح فيلمه، فمثلاً: أحمد حلمي بطل فيلم «إكس لارج» كوميديان متميز وأفلامه مفيدة، حيث يقدم في كل سيناريو جملة مفيدة تخدم جمهوره، ومجمل أعماله مرضية.. بينما أحمد مكي أصبح نجماً شعبياً يحبه الأطفال والكبار ولديه قبول لدي الجمهور، واقترب بمسلسلاته وأفلامه، من كل الأجيال.. بينما فيلم «كف القمر» فما يميزه أنه فيلم لمخرج ثائر ومن المؤكد أن نسبة نجاح الفيلم سترتفع لأن مخرجه كان له دور سياسي واضح في ثورة يناير ولديه قبول لدي الجمهور، وتعليقاته فيها جراءة وشجاعة، وهذا يرفع من رصيد الفيلم وأحياناً الدور السياسي أو الوطني للمخرج أو أحد أبطال العمل يكون وسيلة كبيرة للنجاح وأعتقد أن ابتعاد كل هذه الأفلام عن الثورة سيكون وسيلة للنجاح لأنه منذ قيام الثورة وحتي الآن لم يقدم إلا فيلمان حقيقيان يتناولان الثورة بشكل محترم، الأول «18 يوم» والثاني «التحرير 2011» وأعتقد أنه أحد أسباب فشل معظم الأفلام التي عرضت العام الماضي هو أنهم أقحموا الثورة بشكل غير لائق لأن الثورة حتي الآن لم تنته ولم تظهر نتائجها ولا يمكن لأحد أن يتوقع في فيلم ما أسباب فشلها أو نجاحها. «إكس لارج» يعتلي الإيرادات لذكاء حلمي رشح الناقد طارق الشناوي فيلمي «إكس لارج» و«سيما علي بابا» للمشاهد وقال: إن فيلم «كف القمر» مختلف تماماً في موضوعه وبالتالي سيحظي بنسبة مشاهدة أعلي بعد عيد الأضحي، حيث إن الجمهور لن يهتم بفيلم يشرح وجهة نظر سياسية في ظل الظروف التي تعيش فيها مصر الآن لذلك أعتقد أن فرصة مشاهدة الأفلام الكوميدية أعلي بكثير، وأعتقد أن أحمد حلمي هو من سيعتلي شباك الإيرادات لأن أوراق حلمي دائماً جيدة، فهو ذكي في اختيار السيناريوهات التي يشارك فيها، بالإضافة إلي أنه يعود مع مخرج جيد وهو وائل إحسان، له باع طويل في السينما ويجيد تقديم الأفلام الكوميدية علي الشاشة.. أما أحمد مكي فأعتقد أن من سيرفع قدره هذا العام ويعطيه إيرادات عالية هي أغنيته «الفيس بوكي» التي حققت نجاحاً كبيراً، خاصة بين الأطفال وهي نقطة لصالحه في دار العرض، وأعتقد أن أكثر ما يميز أفلام العيد هذا العام هو ابتعادها تماماً عن تناول أحداث الثورة، التي فشلت كل الأفلام التي تناولتها وفشلت لأنهم تناولوها بافتعال وكل الأفلام التي كانت ستتناولها من المؤكد أنها ستتناولها بافتعال، لذلك أعتقد أن الأفلام التي لا تتكئ علي الثورة ولا تتدعي أنها تتحدث عنها ستحقق نجاحاً أعلي. مكي سيسقط لو تعمد النمطية وأكد الناقد رفيق الصبان أن أحمد حلمي يرشح نفسه علي عرش الإيرادات بصفة مبدئية لأنه يقدم للجمهور كوميديا خالية من الابتزال والإسفاف وتمس مشاعر الناس، وكل إنسان يجد نفسه في الفيلم فرغم أن مستوي أفلامه السابقة كلها لم يكن يستوي نجاح واحد، إلا أنه لم يخيب آمالنا فأعطانا كوميديا محترمة عكس الكوميديا التي تم تقديمها في أفلام عيد الفطر الماضي التي كانت مبتذلة.. أما أحمد مكي فأنا أرشحه أيضاً للجمهور لكني أخاف أن يمسه النمطية التي أسقطت نجاحات محمد سعد ومحمد هنيدي، فمكي فنان موهوب لأنه يحرق نفسه كثيراً وأخاف أن يقع في نفس الأخطاء التي وقع فيها غيره، خاصة أن نجوم الكوميديا الذين يحافظون علي مركزهم الآن قليلون جداً يكاد يكونون نادرين.. أما فيلم «كف القمر» فبمجرد عرضه في مهرجان الإسكندرية السينمائي تباينت حوله الآراء لكن لأنه لمخرج كبير مثل خالد يوسف له رؤية واضحة في العمل فأنا أرشحه أيضاً للجمهور لكني أقف في جانب الكوميديا التي تصل للجمهور وتوصل للجمهور مفاهيمه بدقة.
«كف القمر» لن يشاهده أحد ويرشح الناقد أحمد الحضري فيلم «إكس لارج» أيضاً لعدة أسباب أهمها أن أحمد حلمي هو الكوميديان الوحيد الذي مازال يحافظ علي مستواه ويحافظ علي اختيار فريق عمل جيد، بالإضافة إلي أنه هذا العام معه بطلتان حققتا نجاحاً سريعاً وملحوظاً في الفترة الأخيرة وهما دنيا سمير غانم وإيمي سمير غانم، وحلمي من الكوميديانات الذين يبتعدون عن الإفيهات الساخنة عكس أحمد مكي الذي يستخدم أحياناً ألفاظاً مرفوضة رقابياً ولا أعلم لماذا توافق الرقابة علي تناول مثل هذه الألفاظ التي تجرج أذن المشاهد، فمثلاً لا يمكن أن يتناول فيلم محترم كلمة «خد في طيرك» وألفاظاً أخري أكثر حرجاً تجعلنا نتعجب من إجازة الرقابة لهذه الألفاظ فلابد أن تضع خطوطاً حمراء فلا يمكن أن كل الألفاظ التي تقال في الشارع يتم نقلها إلي الشاشة والمشاهد فلا يمكن أن نقول إن هناك لقطة لإنسان يدخل الحمام فأنا أعرضه في الفيلم فليس كل شيء نسجله في الطبيعة يتم تسجيله في الأفلام، لكنني لا أرجح فيلم «كف القمر» للجمهور أولاً لأنه يقدم موضوعاً قديماً فهو يناقش قضية أن الفرقة ضعف والاتحاد قوة وهذا موضوع قديم فنحن كثيراً ما تناولنا الأب الذي ينصح أولاده بأن يقفوا معاً وهذا ما يتناوله خالد يوسف لأم اسمها «قمر» لديها خمسة أبناء تشير إليهم بكفها وتطالبهم بعدم الفرقة. أنا أتمني أن تأخذ الكوميديا وقتها في المرحلة القادمة لأننا عشنا مرحلة صعبة في الفترات الماضية، وأطالب التليفزيون المصري أيضاً بأن يعرض مسرحية قومية تضحك الجمهور، فهذا ليس وقت المطالبة بحقوق شخصية ولا إقامة مظاهرات فئوية.