شنّت طائرات حربية إسرائيلية مساء أمس غارات جوية على مطار غزة الدولي المدمر في رفح بجنوب قطاع غزة دون وقوع إصابات، وفق مصدر أمني فلسطيني وشهود. وأوضح شهود عيان أن الطائرات الإسرائيلية "أطلقت صاروخين على أهداف للمقاومة الفلسطينية قرب منطقة المطار". القسام يهدّد بالرد من جهتها، هددت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس بأنها "لن تسمح باستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة". وأشار البيان إلى أن "توغل" الجيش الإسرائيلي "منذ مساء الثلاثاء يعد تجاوزًا واضحًا لاتفاق التهدئة عام 2014 وعدوانًا جديدًا على قطاع غزة"، لافتًا إلى أن "وحدات هندسية تابعة للعدو توغلت في محورين مختلفين منذ صباح الثلاثاء شرق مدينة رفح بعمق 150-200 متر ،وشرق مدينة غزة بعمق 200 متر داخل الخط الزائل". وأعرب الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف عن "قلقه" داعيًا جميع الأطراف إلى "أقصى حد من ضبط النفس لتجنب خطر أي تصعيد". وفي وقت سابق الأربعاء، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على مواقع فلسطينية في قطاع غزة، ردًا على سقوط قذيفة هاون من القطاع في الأراضي الإسرائيلية، بحسب ما ذكر الجيش الإسرائيلي ومصادر أمنية فلسطينية. مصر ..تعيد هدوء الأوضاع في غزة أكد عضو المكتب السياسي لحركة (حماس) موسى أبو مرزوق، أن تدخل مصر أعاد الأوضاع في قطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل التصعيد العسكري الإسرائيلي على حدود القطاع، أمس الأربعاء. وقال أبو مرزوق - في تصريح نشره عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، صباح اليوم الخميس: "إنه تم الاتصال بالأخوة المصريين، وهم من رعى الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار، وكانت استجابتهم فورية وجادة، مما أعاد الأمور إلى ما كانت عليه". وأضاف، أن ما يجري على حدود غزةالشرقية، محاولة إسرائيلية لفرض وقائع جديدة على الحدود لمسافة تزيد على 150 مترًا. كانت مناطق الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل شهدت منذ صباح الأربعاء توترًا كبيرًا وقصفًا متبادلًا شرق مدينة غزة في محيط موقع "ناحل عوز" وشرق مدينة رفح جنوبي القطاع. رسائل متبادلة بين حماس وإسرائيل ومن الواضح أن الاحتلال التقط الرسالة جيدًا، وهذا ما فسره حديث محلل الشئون العسكرية في صحيفة "هآرتس" العبرية بأن حركة حماس تحاول رسم خطوط حمراء جديدة في المنطقة العازلة داخل حدود القطاع، واصفًا إطلاق كتائب القسام لعدة قذائف هاون اليوم ولأول مرة منذ انتهاء الحرب الأخيرة صيف العام الماضي، بالرسالة التحذيرية الموجهة لإسرائيل ومفادها أن هنالك خطوطًا حمراء ترسم ولكنها ليست دعوة لحرب شاملة في هذا الوقت. كما لفت هرئيل إلى أن ما يجري أقرب إلى الرسائل المتبادلة ولكنه بلغة أخرى في محاولة من حماس و"إسرائيل" لتجديد ميزان الردع الذي رسم في أعقاب الحرب الأخيرة، وكما المتوقع، فقد أتت الرسالة التي وجهتها المقاومة أُكلها، بعد أن أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق أن الأمور عادت لما كانت عليه على الحدود الشرقية، بناءً على استجابة مصرية لاتصالات الحركة مع مصر بصفتها راعية اتفاق وقف إطلاق النار. ورأى مراقبون أن أحداث حدود غزة اليوم تحمل رسالة المقاومة لإسرائيل أنها ما عادت تستطيع إهمال خروقاتها للتهدئة المعمول بها منذ 2014، وفي ذلك دليل واضح على أنها باتت على أهبة الاستعداد للتصدي لمعركة جديدة إن فرضت عليها في إطار ردات الفعل بين الطرفين. ويشير محللون إلى أن إسرائيل تريد من خلال التوغلات المتكررة شرق قطاع غزة أن ترسل رسائل تطمينية لجمهورها، مؤكدًا أنه من المبكر الحديث عن مواجهة واسعة في الوقت الحالي، في ظل عدم رغبة الطرفين، مع التنبيه على أن الوضع في غزة ما عاد يحتمل أي ضغط.