بعد اقتحام قوات وزارة الداخلية، في ساعات متأخرة من مساء أول أمس الأحد، مبنى نقابة الصحفيين وإلقائها القبض على الصحفيين عمرو بدر، ومحمود السقا بدعوى تنفيذ حكم صادر ضدهما من النيابة العام بالضبط والإحضار. استنكر عدد من الأحزاب والتكتلات البرلمانية، مشدداً على رفضه الشديد لما حدث من تجاوز قوات الأمن بحق «قلعة الحريات»، مطالبين بإقالة وزير الداخلية، واعتذار رسمي من رئاسة الوزراء، وكذلك الإفراج عن كل من تم اعتقالهم منذ يوم «جمعة الأرض»، مؤكدين أن تلك الممارسات تعيدنا إلى زمن الدولة البوليسية. وأدان الدكتور نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع، اقتحام قوات الأمن لمقر نقابة الصحفيين والقبض على الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا، مؤكداً احتجاج الحزب الرسمى على تجاوزات وزارة الداخلية. وطاب زكى، بإقالة وزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار، مشيرا إلى أن الاعتداء على نقابة الصحفيين لو مر بدون محاسبة لن يكون هناك ما يسمى بالحريات فى مصر. وأعلن المتحدث باسم حزب التجمع، تضامن الحزب مع نقابة الصحفيين فى جميع قراراتها سواء بالحجب أو الامتناع عن الصدور. من جانبه قال شهاب وجيه المتحدث باسم المصريين الاحرار، إن الحزب قرار عقد اجتماع عاجل اليوم الثلاثاء لبحث ملابسات واقعة اقتحام وزارة الداخلية لنقابة الصحفيين، لافتا إلى إمكانية تقديم طلبات إحاطة داخل المجلس ضد وزير الداخلية للكشف عن الواقعة. بدورهم، أدان حزبا الكرامة والتيار الشعبي اقتحام قوات الأمن لمقر نقابة الصحفيين والقبض علي الصحفيين عمرو بدر، رئيس تحرير بوابة يناير، ومحمود السقا، الصحفي بالبوابة، مؤكدين أن ما حدث جريمة خطيرة لم تحدث في تاريخ النقابة، وبالمخالفة لكل الأعراف والقوانين التي توكد حرية الرأي والتعبير. وحمّل الحزبان، في بيان لهما، وزارة الداخلية والقيادة السياسية مسئولية سلامة الصحفيين، مطالبين بالإفراج الفوري عنهما وفتح تحقيق عاجل وإقالة وزير الداخلية وعقاب المسئول عن هذه الجريمة غير المسبوقة في تاريخ النقابة، مؤكداً أن ما حدث جريمة في حق الدستور والقانون لا يجب أن تمر دون حساب. كما استنكر مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، والقيادي بالتيار الديمقراطي، واقعة اقتحام نقابة الصحفيين، والقبض على اثنين من أعضائها المعتصمين داخلها. وأكد الزاهد، أن تحالف التيار الديمقراطي يدرس الاعتصام داخل مقار أحزابه تضامنًا مع نقابة الصحفيين في هذه الواقعة المشينة، قائلا إن التيار يوجه الدعوة لكافة القوى الديمقراطية للتضامن مع نقابة الصحفيين في هذه الهجمة الأولى من نوعها في تاريخ النقابة. وأدان تكتل 25-30 البرلماني اقتحام وزارة الداخلية لنقابة الصحفيين والقبض علي صحفيين بداخلها فى سابقة هي الأولى منذ نشأة النقابات في مصر، معتبرا أن ذلك يعد انتهاكاً صارخاً للدستور الذي يلزم الدولة بدعم الحركة النقابية ويؤكد استقلالها ويصونها ويحميها، وخروجاً علي دولة القانون وخاصة قانون النقابة الذي يلزم باتباع قواعد محددة للقبض علي أي شخص داخل النقابة، وتصعيداً غير مبرر ضد أصحاب الرأي. وحمل التحالف، في بيان له، رئيس الوزراء المسئولية الكاملة لمثل هذه الانتهاكات، فهذا السلوك هو عودة للممارسات القمعية التي ثار الشعب عليها في ثورتيه وسوف يتصدون لذلك بكل الوسائل المشروعة حتي يمكن بناء الدولة المدنية الحديثة التي تحترم الحقوق وتقدس الحريات وعلي رأسها حرية التعبير والتي صارت تتعرض لانتهاكات متكررة من الحكومة في الآونة الأخيرة. ووجه رسالة: «إن منع أصحاب الرأي من التعبير عن آرائهم في أية قضية خاصة في القضايا الوطنية لهو أمر مؤسف، وعندما يصل الأمر إلى اقتحام النقابات والقبض على أعضائها أو القبض العشوائي والمداهمات الليلية لكل أصحاب الرأي المخالف لتوجه الحكومة، كنا نظن أننا لن نسمع عن هذه الممارسات مرة أخرى بعد ثورة كانت في القلب منها شعار الحرية فلابد أن تكون لنا وقفة والتصدي لكل هذه الممارسات، فهذا السلوك شديد الضرر ويحدث شروخا أعمق في الاصطفاف الوطني الذي قاد ثورة 30 يونيو، ويهدم تماسك هذا المجتمع في احتشاده ضد قوى الإرهاب والقوى الدولية المتربصة لمصر ولدورها. وطالبوا باعتذار رسمي من رئيس الوزراء وأن يتحمل كامل المسئولية السياسية ومعه وزير الداخلية عن هذه الممارسات، وكذلك الإفراج عن جميع من ألقى القبض عليهم منذ جمعة الأرض ممن لم يتورطوا فى أي أعمال عنف أو هؤلاء الذين لم يقدموا بعد لجهات التحقيق. كما أعرب حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي عن إدانته لما قامت به قوات الأمن باقتحام نقابة الصحفيين في سابقة هي الأولى في تاريخ النقابات المصرية، وقيامها بالقبض على اثنين من الصحفيين المحتمين بالنقابة. وقال الحزب، في بيان له، إن ما حدث تطور خطير في اتجاه التعدي على مؤسسات المجتمع وهدم دولة القانون وإقامة أسس دولة الاستبداد البوليسية، مطالبا كافة القوى الديمقراطية للوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذه الهجمة والتصدي لها.