أثارت واقعة اقتحام الداخلية لمقر نقابة الصحفيين والقبض علي اثنين من أعضائها التساؤلات من جديد حول طبيعة العلاقة بين الأمن والنقابات المهنية في مصر كيف تكون وإلي متي ستحكمها النزعة العنترية وتسلط الداخلية في محاولة لكسر وهز دور هذه النقابات رغم الدور الكبير الذي تلعبه في المجتمع وتخدم أعضاءها من خلاله وتخفف العبء علي الدولة من نواح كثيرة وبدلاً من دعمها لزيادة دورها نجد هناك حالة من التربص من الداخلية في بعض مواقفها مع النقابات المهنية وأعضائها ويتكرر السيناريو بالنص مواقف وتصرفات من الداخلية لا يسبقها فكر ولا تنسيق كنوع من العنجهية ضد نقابات كثير مثل المحامين والممثلين والصحفيين في مواقف متكررة. المخرج مسعد فودة نقيب السينمائيين قال ل«الوفد»: لابد أن تكون العلاقة بين النقابات المهنية والمؤسسات التنفيذية والتشريعية في مصر قائمة علي الاحترام المتبادل وتقدير كل منهما لدور الآخر وأن تحفظ جهات الدولة للنقابات المهنية مكانها ومكانتها وتقدر وتعي أهمية وخطورة دورها لأنها تضم عضويات لا تقل عن 25 مليون مواطن مصري وتقدم لهم خدمات مهمة من رعاية طبية وعلاج وتخفف الكثير من الأعباء علي الدولة في الوقت نفسه والكلام لفودة لابد أن نسمح للداخلية في الوقت نفسه أن تمارس مهامها وإن لم يكن هناك هذا الود والتفاهم والاحترام والتواصل، ستكون هناك صعوبة في التعاون وهو ما يتنافي مع طبيعة المرحلة التي نعيشها والتي تتطلب مزيدا من التعاون لأن استمرار حالة التعالي من الداخلية والتعسف في تطبيق القانون سيواجه بنفس الحالة من النقابات. وقال مسعد فودة أنا كنقيب مثلا من حقي أن أحمي أعضائي وأحافظ علي حقوقهم ومحاسبتهم علي أخطائهم في الوقت نفسه ولابد من وقف حالة «التبارز» و«العنجهة» بين الداخلية وفئات المجتمع لأن هذا يزيد من مظهرنا السييء أمام أعدائنا في فترة صعبة ويمكنهم من تصيد أخطائنا ويكرر سيناريو أخطاء الداخلية في التعامل مع مواقف متشابهة رغم جهدهم ودورهم المتميز في الحفاظ علي استقرار الوطن واستجابتهم للنقابات في بعض المشاكل، وأوضح «فودة» الحل الأمثل لإنهاء حالة الشد والجذب هو الاسراع بأن تظهر التعديلات التشريعية للنقابات الفنية للنور لأنها ستكون المبدأ الحاكم في العلاقة بين الأطراف. وتحدث الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين قائلا: نحن نعيش علي أرض واحدة وتحت سماء واحدة ويمر وطننا الكبير بمرحلة شديدة الخطورة تحتاج منا التلاحم والتواصل والتماسك. ويجب أن تحاول مؤسسات الدولة احتواء الأزمة بما يخدم مصالح الوطن لأنه لم يعد لدينا وقت للتناحر والشجار علي مشاكل تافهة ويجب أن تعي كل جهة دورها لأننا قد نختلف فكرياً وأيديولوجياً لكن لا يجب أن نختلف جميعا علي حب مصر ومصالحها ولابد أن تسير الأمور وفقاً لقانون محدد وحاكم للعلاقة بين جميع الأطراف التي يجب أن تعمل كلها لصالح مصر. شهدت العلاقة بين الوسط الفني والداخلية العديد من حالة من التوتر في الفترة الأخيرة، وتبادل كل منهما الاتهامات، الفنانون رأوا أن ضباط الداخلية تعمدوا التعامل معهم بشكل مهين حتي وإن كانت هناك بعض التجاوزات منهم، في حين أن الداخلية كانت تحاول دائما أن تظهر «الفنان» في شخصية المتهم قبل أن يقول القضاء كلمته، وظلت هذه الحالة علي مدار فترة طويلة، في هذا التقرير نرصد أهم وقائع الصدام بين الفنانين والداخلية. تعرض الفنان الشاب محمد رمضان لأزمة كبيرة مع ضباط الشرطة، حيث قضي الفنان محمد رمضان الشهير ب«عبده موتة» ليلة عصيبة داخل الحجز الانفرادي بقسم شرطة المرج برفقة اثنين من مساعديه، بعد ضبطهم جميعاً داخل سيارة الفنان وبحيازته سلاح ناريا "فرد خرطوش" وطلقات لنفس العيار وطبنجة صوت وصاعق كهربائي، وتبين أن السلاح الذي تم ضبطه بحوزتهم هو ذات السلاح الناري المستخدم في فيلم عبده موتة والذي كان يقوم الفنان بالرقص به في كليب الأغنية بالفيلم. وتعود تفاصيل الواقعة إلي أنه أثناء تواجد كل من النقيب علاء المنصوري ضابط مباحث، والملازم أول عبدالمجيد الماحي من إدارة الأمن المركزي وملازم من قوة دعم المرج في كمين السلام بالمرج، وفوجئوا بالفنان محمد رمضان يقود سيارة ملاكي فتم إيقافه لفحص تراخيص السيارة وتفتيشها. وبتفتيش السيارة تم العثور بداخلها علي فرد خرطوش وطلقات خرطوش وطبنجة صوت وعدد من الطلقات عيار 9 ملي، فتم اقتياده إلي غرفة الكمين، وتم تحرير محضر بالواقعة وإحالته إلي النيابة بالأحراز. ميريهان حسين: تعتبر الفنانة ميريهان حسين واحدة من أشهر الفنانات ولكن ليس بسبب كثرة أعمالها بل بعد اعتداء ضباط الداخلية بشكل عنيف عليها، حيث استوقفها ضابط أثناء مرورها بسيارتها علي الكمين وحينما حاول الحديث معها بشكل غير لائق دخلت ميريهان في مشادة كلامية معه أسفرت عن تراشق بالألفاظ وتم حجزها داخل قسم شرطة الهرم وتم الاعتداء عليها بالضرب، وزاد من حجم المشكلة تعرض نقيب الممثلين أشرف زكي للاعتداء اللفظي من قبل الضباط وأمناء الشرطة أثناء زيارته لها بالقسم وطلبه لرؤيتها. في عام 2008، قضت محكمة جنح مصر الجديدة بحبس زينة لمدة شهرين مع الشغل وكفالة ألف جنيه لاتهامها بالتعدي علي ضباط شرطة ومجند مرور بمنطقة مصر الجديدة. كما تشاجرت انتصار مع عدد من قوات الشرطة بعد إيقافها في أحد الكمائن ووجهت لهم ألفاظا خارجة، بعد اكتشافهم عدم حملها اثبات شخصية ورخصة قيادة بالإضافة لاختراقها حظر التجوال، وتحرر محضر سُكر للفنانة وثلاثة كويتيين كانوا معها وقت الحادث. أزمة أخري واجهها نجم ستار أكاديمي محمد عطية والكابتن عماد متعب لاعب النادي الأهلي بعد التعدي علي كمين شرطة بطريق الاوتوستراد بالخليفة وفي النهاية حصل كل منهما علي حكم بالبراءة. وقضت الراقصة سحر حمدي أسبوعين في السجن عام 1978 بتهمة الاعتداء علي ضابط مرور بعدما حرر لها محضراً لوقوفها في الممنوع وإهانة موظف أثناء تأدية عمله.