حالة من الغليان والغضب الشديد تسيطر على الشارع المصري والصحفيين على وجه الخصوص، على خلفية اقتحام قوات الأمن مقر نقابة الصحفيين مساء أمس، لأول مرة في تاريخها. وجاء اقتحام نقابة الصحفيين لإلقاء القبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، لاتهامهما بالتحريض على خرق قانون تنظيم حق التظاهر والإخلال بالأمن ومحاولة زعزعة الاستقرار بالبلاد. هذا الأمر أحدث ردود فعل واسعة، حيث أولت الصحف العربية والدولية اهتمامًا خاصًا بهذه الواقعة، باعتبارها خطوة غير مسبوقة منذ تأسيس نقابة الصحفيين في عام 1941، كما أنها تأتي بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة. وألقت صحيفة البيان اللبنانية الضوء على اقتحام قوات الأمن نقابة الصحفيين، من خلال نشرها تقريرًا أشارت فيه لاضطرار خالد البلشي وجمال عبدالرحيم، سكرتير نقابة الصحفيين، العودة إلى القاهرة بعد وصولهم للمغرب بساعات، للمشاركة في فعاليات مؤتمر دولي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. وقالت صحيفة رأي اليوم الخليجية، إن هذه الواقعة لم يجرؤ أي نظام مصري سابق على الإقدام عليها. وسردت أيضًا ردود الأفعال لبعض الصحفيين والإعلاميين في مصر، على مشهد اقتحام النقابة بالأمس ووصفهم لها ب "الفضيحة العالمية". وصحيفة اليمن اليوم، تناولت هي الأخرى اقتحام نقابة الصحفيين، فجاء عنوانها أن قوات الأمن المصرية تقتحم مقر نقابة الصحفيين المصريين، مع الإشارة لوجود موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي. وتناولت صحيفة ال CNN بالعربية، في تقرير لها عن تفاصيل الواقعة، مشيرة إلى الإجراءات القانونية التي ستتخذها النقابة بشأن ما حدث، لاسيما أنها سابقة هي الأولى في تاريخ النقابة أن يتم اقتحامها من جانب قوات الأمن ويلقي القبض على صحفيين بها. وصحيفة ال "ديلي ميل" البريطانية، أشارت إلى أنه في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، كان مبنى نقابة الصحفيين أحد الأماكن القليلة التي يمكن للمتظاهرين أن يتجمعوا بها للتعبير عن مظالمهم. وذكرت في مفارقة، أن الاحتجاجات الآن باتت محظورة على نطاق واسع في مصر، حتى إنها شملت جميع طوائف المجتمع. ولفتت وكالة "رويترز" الأمريكية إلى أن أمس الأحد كانت النقابة قدأغلقت أبوابها نظرًا لأنها عطلة رسمية بمناسبة عيد القيامة وعيد العمال، لكن الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا كانا معتصمين في المبنى منذ يوم السبت اعتراضًا على قرار صادر من النيابة بضبطهما بتهمة ترويج شائعات ومداهمة الأمن لمنزليهما.
