قالت دراسة مصرية حديثة، إن إدمان مواقع التواصل الاجتماعى، على شبكة الإنترنت، يؤدى إلى تزايد الشعور بالعدوانية والأنانية، ويصيب بالاضطرابات النفسية والكآبة ، ويتسبب فى كثرة الحوادث والمخالفات المرورية. وأشارت الدراسة التى صدرت عن مؤسسة الجنوب للتنمية والإعلام، وأعدها الباحث المصرى الدكتور صلاح عبدالرازق، إلى أن إدمان تلك المواقع يؤدى أيضا إلى التأثر بالأفكار التكفيرية أو الشاذة، بجانب سهولة الممارسة غير الأخلاقية، وسرعة انتشار الشائعات والتشهير، وعدم مبالاة بعض المستخدمين وعدم استشعارهم بالمسئولية، والانشغال عن العمل أو الدراسة والمهام الحياتية الأخرى، وإحداث صراعات فكرية متكررة ومنهكة للأفراد، وانتهاك الخصوصية والابتزاز والتزوير، بجانب خطرها على الأطفال والمراهقين، والعرضة للعزلة الاجتماعية وضعف الترابط الأسري، وفتح المجال لآراء غير المختصين. وقال رئيس مؤسسة ميدان الجنوب للتنمية والإعلام، بصعيد مصر، أشرف الهلالى، إن الدراسة أكدت وجود عدد من الإيجابيات، بجانب السلبيات الناتجة عن إدمان موقع التواصل الاجتماعى، مثل تحسين فرص العمل للشباب، وتعزيز قنوات التواصل، وزيادة المهارات التقنية، وزيادة التوعية بالقيم المجتمعية والثقافية والسياسية، وزيادة فرص التعلم الذاتي، وتعزيز التواصل العائلي والاجتماعي، وسرعة التفاعل والحصول على المعلومة من المؤسسات والأفراد، وتحسين عملية التعليم والتعلم، كما تعد قناة تسويق جديدة. وأشار أشرف الهلالى إلى أن الدراسة أكدت ضرورة الحفاظ على سلامة الأفكار والمفاهيم والمعتقدات الصحيحة لدى الأفراد، مع أهمية تزويدهم بأدوات البحث والمعرفة، وتأصيل منهجيات التلقي وطرق التفكير الصحيحة، دون أن يكون لتلك الشبكات تأثيرا سلبيا مرتاديها، وخاصة التاثر بأفكار متطرفة وهدامة تهدد النسيج الاجتماعى، والأمن الوطنى، وأوضح أن الدراسة أكدت أن الأمن الفكري هو التزام، واعتدال، ووعي، وشعور بالانتماء إلى ثقافة الوطن وقيمه المنبثقة من التعاليم الإسلامية الوسطية، فضلا عن أنه يعني حماية عقل الانسان وفكره. يذكر – وبحسب الدراسة - أن ظاهرة المواقع الاجتماعية ظهرت في عام 1997، من خلال إتاحه الفرصة بوضع ملفات شخصية للمستخدمين على الموقع مع إمكانية التعليق على الأخبار الموجودة على الموقع، وتبادل الرسائل مع باقي المشتركين، وبعد ذلك توالى ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، لكن العلامة الفارقة كانت في ظهور موقع FaceBook.com الذي يمكن مستخدميه من تبادل المعلومات فيما بينهم وإتاحة الفرصة أمام "الأصدقاء" للوصول إلى ملفاتهم الشخصية، ومن ثم، أضحت مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، مثل "الفيسبوك" تعرف بالإعلام الاجتماعي الجديد، الذي يشهد حركة ديناميكية من التطور والانتشار، وقد كان في بداياته مجتمعا افتراضيا على نطاق ضيق ومحدود، ثم ما لبث أن ازداد مع الوقت ليتحول من أداة إعلامية نصية مكتوبة إلى أداة إعلامية سمعية وبصرية تؤثر في قرارات المتأثرين واستجاباتهم، بضغوط من القوة المؤثرة التي تستخدم في تأثيرها الأنماط الشخصية للفرد (السمعي، والبصري، والحسي)، باعتبار أن المتأثر وأنماطه محور مهم في عملية التأثير، مستغلة (أي القوة المؤثرة) أن السمعي : سريع في قراراته لأن طاقته عالية ويتخيل ما يتحدث به أو يسمعه، والبصري : حذر في قراراته لأنها مبنية على التحليل الدقيق للأوضاع، والحسي: يبني قراراته على مشاعره وعواطفه المستنبطة من التجارب التي مر بها، في محاولة من أولئك المؤثرين لتغيير الآراء والمفاهيم والأفكار، والمشاعر، والمواقف، والسلوك. وبما أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في تفعيل المشاركة لتحقق رغبة كل فئة مشتركة في الاهتمامات والأنشطة نفسها، فإن لها أيضا دوراً في التشبيك والمناصرة والضغط والتفاعل والتأثير بقيادات غير منظمة، وفي تحقيق المسؤولية المجتمعية إذا ما أحسن استثمارها واستغلالها وتوجيهها بشكل جيد، فقد استطاعت أن تحول الأقوال والأفكار والتوجهات إلى مشروعات عمل جاهزة للتنفيذ، لذا لا يمكن أن نعدّ التواصل عبر الشبكات الاجتماعية موضة شبابية تتغير مع مرور الزمن. وتعد مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت"، من أحدث منتجات تكنولوجيا الاتصالات وأكثرها شعبية، ورغم أن هذه المواقع أنشئت في الأساس للتواصل الاجتماعي بين الأفراد، فإن استخدامها امتد ليشمل النشاط السياسي من خلال تداول المعلومات الخاصة بالأحداث السياسية، وقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من المؤسسات المهمّة التي تقوم بدور مهم في تربية النشء وإكسابهم عادات وسلوكيات صحيحة وأداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعي.