أكد المنتج صادق الصباح أن الإستقرار الذي تشهده مصر انعكس بدوره على الحركة الفنية ودفع عجلة الإنتاج في السينما والدراما، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن الإنتاج الفني يعد عملية اقتصادية تخضع لحسابات دقيقة، إلا أن هناك مؤشرات جيدة تؤكد أن السينما تعيش حاليا فترة جيدة وواعدة. وقال الصباح إن السينما بدأت تنهض وتستفيق من كبوتها، لتعيش فترة واعدة نتيجة الأمن والاستقرار، لا نستطيع أن نصفها بأنها فترة ذهبية ولكن عملية الإنتاج السينمائي تسير بشكل جيد، لافتا إلى أن الأعمال السينمائية المصرية لازالت تتصدر المشهد العربي وتتفوق على السينما التونسية والمغربية والخليجية، في حين يشتد التنافس العربي في مجال الدراما. وأوضح أن الأعمال الدرامية المصرية تواجه مشكلة في التوزيع الخارجي، نظرا لأن طلب السوق في الخارج يكون حسب طبيعة كل بلد، حيث يزداد الطلب على الأعمال الدرامية الخليجية في دول الخليج العربي يتبعها الأعمال الشامية فالمصرية، وتكون الأعمال الدرامية المصرية الأكثر توزيعا في الخليج للنجمات أكثر من النجوم باستثناء النجم عادل إمام، نظرا لشعبيته وارتفاع نسبة مشاهدة أعماله. وعن سيطرة ما يعرف ب"سينما المقاولات" على سوق الإنتاج السينمائي في مصر، قال الصباح إن هذه النوعية من الأفلام ستظل باقية لأن السوق عرض وطلب، وفي نهاية الأمر فإن لكل نوعية من الأفلام، جمهورها الخاص بها وبإمكان المشاهد اختيار الفيلم الذي يناسب فكره ليتابعه دون إلزام. وعن مغالاة بعض النجوم في الأجور التي يتقاضونها، وصف الحديث عن تخفيض النجوم لأجورهم بأنه كلام مستهلك، موضحا أن المسألة في نهاية الأمر عرض وطلب، وخاصة أن النجوم يبنى عليهم المشروع، لافتا إلى أن أغلب من يعلن قيامه بتخفيض أجره فإنه يقول ذلك لأنه لا يستحق أكثر مما يحصل عليه. وفيما يخص تراجع إنتاج الأعمال الدرامية التاريخية في السنوات الماضية، أوضح الصباح أن الأعمال الدرامية تراجعت بشكل ملحوظ، نظرا لأن الإنتاج الدرامي يخضع لما نطلق عليه "تغير الموضة"، وموضة التاريخي لم تعد تستقطب الجمهور العريض.. وكل فترة تتغير تلك الموضة، موضحا أن الأمر لايتعلق بالسيناريو التاريخي فهناك العديد من السيناريوهات التاريخية الجيدة، ولكن الأمر يتعلق برغبة الجمهور في مشاهدة تلك الموضوعات في فترة من الفترات. وعن المنافسة الدرامية هذا العام، قال الصباح إن التنافس هذا العام سيكون شرسا على المستوى الفني والإنتاجي والجماهيري ونجاح عناصر جديدة في العمل، مشيرا إلى أنه في اليوم الخامس من بدء السابق الرمضاني يحدد الجمهور بعد مشاهدته أول أربع أو خمس حلقات من الأعمال الدرامية، المسلسل الذي سيتابعه..لافتا إلى أنه ليس بالضرورة أن تحقق أعمال النجوم نسبة مشاهدة مرتفعة أو النجاح المتوقع لها. وقال المنتج صادق صباح: "أخوض السباق الرمضاني هذا العام بثلاثة أعمال هي "يونس ولد فضة"،"رجل وست ستات" و"نص يوم"، حيث يعد المسلسل الأول العمل الدرامي الصعيدي الوحيد الذي يخوض السباق الرمضاني هذا العام .. حيث يقدم العمل دراما ذات أبعاد اجتماعية وإنسانية بمعالجة مختلفة عن الأعمال التي تم تقديمها من قبل في الدراما الصعيدية، كما يتناول المسلسل قصة حقيقية حدثت في صعيد مصر، أما بالنسبة لمسلسل "رجل وست ستات" فله جمهوره وليس له منافس في السباق الرمضاني لأنه "الست كوم" الوحيد المتميز الوحيد الذي فرزه السوق، كما يعد مسلسل "نص يوم" عملا دراميا مختلفا له جاذبية خاصة في السوق العربي، عبارة عن رحلة مغامرات لبطلين أحبهم الجمهور. وعن تجربة التعاون مع مؤلفين جدد، قال الصباح "إنني لا أخشى التعاون معهم .. ولكنني لست سعيدا من طريقة تفكير بعض النجوم الذين اتجهوا للاستغناء عن المؤلفين الكبار باعتبار أن زمنهم ولى، ولكنني أرى أن الفكر والتطور التقني لا يعني انتهاء الانتاج التأليفي لأي مبدع ناضج، فالإبداع ليس مرتبطا بالعمر.
