مصر دائماً فيها مميزات خاصة بها، هذه المميزات هى جزء من الشخصية العامة للبلد وتعبر بشكل واضح عن الشعب وثقافته وعن مدى تحضره وللأسف الشديد فإننا بعد الثورة أصبحنا نلاحظ مميزات وصفات غريبة تحدثنا عنها وعلقنا عليها... ولكنها مع الأيام أصبحت طبيعية وعادية... والحياة تمضى وننسى ما كان ونعتاد على ما أصبح واقعاً رغم أنف المجتمع. انت أكيد فى مصر عندما تتابع النقاش الدائر حول الحد الأدنى للأجور وتكتشف أنه يدور منذ سنوات دون حل ودون بصيص أمل فى وجود حل. انت أكيد فى مصر عندما نسمع اننا بعد الثورة التى قمنا بها لنستعيد الحرية نمنع أيمن نور من ممارسة حقوقه السياسية ونترك قيادات من الحزب الوطنى تبرطع فى الانتخابات من أمثال عبدالرحيم الغول المؤيد الأول لمبارك والحزب الوطنى والذى تدور حوله الكثير والكثير من الأقاويل والاتهامات..بس يا ولداه أيمن نور حكموا عليه وعبدالرحيم كانوا يضربون له تعظيم سلام. تتعجب وتعرف انك فى مصر عندما ترى السيارات تسير كما تريد عكس أى اتجاه وضد أى قانون وتقف فى أى مكان... هذا ما حدث بعد الثورة لدرجة أن عربات النقل تسير عكس الاتجاه على الدائرى والمحور فى القاهرة. انت أكيد فى مصر عندما يضطر أطفال مدرسة ابتدائية للتظاهر بعد بداية العام الدراسى لأن المحافظة أغلقت المدرسة لأنها متهالكة، على اعتبار ان المسئولين كانوا فىإجازة صيف ولم يلاحظوا الكارثة إلا بعد العام الدراسى ليلقوا الأطفال فى الشارع. تضحك من سخرية الموقف عندما يتم تخفيض التصنيف الائتمانى لمصر فتخرج تصريحات المسئولين لتقول ان الاقتصاد بخير على اعتبار أن الناس اللى بره مش فاهمة واحنا زى البمب. انت أكيد فى مصر عندما تكتشف ان هناك حوالى500 مليار جنيه ضائعة من أموال المعاشات والحكومة تدفع فوائدها إنما المبلغ نفسه ركب جناحات وطار..وتكاد تصاب بحالة جنون لأن بعد الثورة مازال الأمر غامضاً دون أن يوضح لنا أحد أين ذهبت فلوس الناس الغلابة ومن المسئول وإلى متى تظل الحكومة تدفع الدين... انت فى مصر وبعد الثورة ومازلنا نقدم دعماً للطاقة يصل الى 90 مليار جنيه بينما لا نجد أموالاً لبناء المدارس التى يحتاجها أولادنا... والغريب ان الجميع يعلم ان الدعم يدمر اقتصادنا ولكننا لا نستطيع ايجاد حل خوفاً أو جهلاً ويبقى الحال على ما هو عليه مواطن يعانى من الجهل والمرض لأن فلوسه رايحة على البنزين الذى أصبح أرخص من الماء النظيف.... عجبى. انت فى مصر عندما ترى أكوام القمامة وتجد انها اصبحت علامات مميزة فى طرقنا، انت فى مصر عندما لا تجد طابوراً واحداً يحترمه أحد ولا إشارة واحدة للمرور يقف عندها أحد من المارة وكل مكاتب الحكومة لا تعمل والموظفون فى اضرابات يطالبون بزيادة الرواتب ولا يعجبهم رواتب القيادات والمستشارين.... انت أكيد فى مصر عندما تحاول مع أى موظف ان تقول حرام عليكم مصر فتتعرض لضحكات السخرية والشتائم من الشاب الذى يفترض انه ثار ليطور البلد... يا حلاوة التطوير اللى انتى شايفاه يابلد.