أثارت حملة الاعتقالات الأمنية المتصاعدة على مدار الأيام الماضية، والتي استهدفت الشباب داخل الجامعات والشوارع والمقاهى، ومداهمة المنازل غضب عدد من الأحزاب والقوى الشبابية والسياسية. وأعلن سياسيون رفضهم التام لتلك السياسة القمعية، حسب قولهم، محملين السلطة بدءاً من مؤسسة الرئاسة وكافة الأجهزة الأمنية، المسئولية الكاملة فيما يحدث لا سيما في أسلوب التعامل مع المظاهرات السلمية. وطالب السياسيون بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين على خلفية التظاهر ضد اتفاقية ترسيم الحدود منذ بداية توقيعها حتى الآن، ووقف الملاحقات الأمنية، فضلاً عن التشويه الإعلامي الذى يجرى ضد أصحاب الرأى المعارض للاتفاقية لا سيما طلاب الجامعات. وفي هذا السياق، أكد الدكتور طارق زيدان، رئيس حزب الثورة المصرية، أن حملة الاعتقالات تهدف إلى ترهيب الشباب وحصار الحركة المتصاعدة المعارضة للتفريط في الجزيرتين ولتوجهات النظام. وأعلن مشاركة حزب الثورة المصرية بكل قياداته وأعضائه فى مظاهرات 25 أبريل السلمية، رفضاً لحملات الاعتقال التى طالت الشباب المصرى الذي يمارس حقه فى الاحتجاج السلمى، واعتراضاً على التنازل عن جزيرتى تيران وصنافير، وعلى طريقة إدارة الدولة لهذا الملف. ودعا جموع المصريين إلى ممارسة كافة سبل الاحتجاج السلمي؛ لإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود التي وصفها بأنها «مهينة لمصر». وطالب بالإفراج الفورى عن كافة المعتقلين فى «جمعة الأرض هى العرض» ورفضه الملاحقات الأمنية والاعتقال العشوائى للشباب. وحذر «زيدان» وزارة الداخلية من الاعتداء على المتظاهرين السلميين أو استخدام القوة ضدهم؛ لتجنب إدخال البلاد فى نفق مظلم، وتعقيد الوضع الراهن لا سيما فى ظل حالة الاحتقان الحالية. وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطبيق الدستور عبر اللجوء إلى استفتاء شعبى حول الجزيرتين، حرصاً على سلامة البلاد، ودرءاً للمخاطر والاستجابة للغضب الشعبى الكبير، والإحساس بالمهانة؛ نتيجة طريقة إدارة هذا الملف، والتنازل عن أرض تختلط رمالها بدماء شهدائنا قبل فوات الأوان. ودعا رئيس حزب الثورة مجلس النواب بالانحياز إلى الشعب، ورفض الاتفاقية؛ للمحافظة على حرمة التنازل عن أي أرض مصرية أو تحت السيادة، ووصفها بأنها سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ مصر المعاصر. وأكد جورج إسحاق، رئيس لجنة الحقوق المدنية والسياسية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، أن حملة الاعتقالات التي يشنها النظام لن تثني الشباب عن المشاركة في مظاهرات 25 أبريل، لافتاً إلى أنّ الشباب كسر حاجز الخوف، ولن يفرط في أرضه، وسيدافع عن حقه الوطني في جزيرتي تيران وصنافير. وقال إن المشهد الراهن يذكرنا بأجواء ما قبل 25 يناير 2011 لا سيما حالة استهداف الشباب، وحملة الاعتقالات، وعدم احتواء الغضب الشعبي، والمشاركة في تأجيجه باستخدام العنف والقمع من قبل النظام. وانتقد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل حملة الاعتقالات التي تستهدف الشباب قبل مظاهرات 25 أبريل، مشيراً إلى أنها استباقية لترهيب الشباب من الاعتراض على قرار ترسيم الحدود، فضلاً عن مخالفتها للدستور. وأكد أنّ السياسة التي يتبناها النظام طريقة عقيمة، أثبتت فشلها منذ قرون مضيفاً أن قمع الشباب لن يؤدي إلا إلي العناد وتأجيج الغضب الشعبي. وأكد «الشهابي»، أن النظام يسترجع أجواء 25 يناير بنفس العقلية، قائلاً: «من الصعب أنّ تعتقل الحكومة الشباب، ولم يمر أسبوع واحد من حصولها على ثقة نوابه».