انتهت الانتخابات التشريعية الأولى فى تونس بعد الثورة. ونجحت تونس فى أن تمر بالانتخابات وسط عواصف وتقلبات ما بعد الثورة لتعطى درسًا لمن يريد أن يتعلم من شعوب العالم. والكلام هنا لك ياجارة.. واقصد طبعًا مصر. وخرجت الانتخابات التونسية بنجاح راقبه العالم وأكدته تقارير المراقبين العرب والدوليين. وشارك أكثر من 80٪ من الشعب التونسى فى انتخاباته الحرة الأولى من نوعها. اعتبر التوانسة أن ما يحدث احتفالية شخصية بالانتصار. وحرص الشعب علي مراقبة سير العملية الانتخابية وهدوئها. ووقفوا فى طوابير الاقتراع الطويلة لساعات حتي يتمكن الجميع من الإدلاء بصوته. لم يتدخل أحد أو جهة فى عمل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والتى قررت بدورها مد ساعات التصويت ليتمكن كل مواطن من الادلاء بصوته. واستطاعت تونس ايضًا احترام ابناء تونس فى الخارج وسعت لمشاركتهم فى اختيار قائمة مرشحين خاصة بهم تضمن 18 مقعدًا فى البرلمان. وشهدت السفارات التونسية نفس الاقبال الذى شهدته لجان الاقتراع فى انحاء البلاد. ولم تصدر اتهامات من أى حزب لآخر بالتزوير. بل خرجت الأحزاب الواحد تلو الآخر لتعترف بالنتيجة وتعلن احترامها لرأى الناخب والشعب فى مشهد حضارى رائع يعبر عن ثقافة سياسية واعية ومدركة لابعاد الأمور. بعد كل هذا لا اعتقد أن النتيجة النهائية تهمك كثيرًا لانها اختيار حقيقى لرغبة الشعب. ولكن سأقولها لك علي أى حال لأنها ايضًا تحمل دروسًا يجب أن نتعلمها. فاز حزب النهضة الاسلامى بالأغلبية وبنسبة تقارب 60٪ من الأصوات، وحصد 9 مقاعد خاصة بقائمة المغتربين وهو نصف عدد المقاعد المخصصة لنوابهم. وكان حزب النهضة قد أعلن أنه لا يسعى للحصول علي الأغلبية ولا يريد أكثر من 30 أو 40٪ من المقاعد. وأعلنت قياداته أنه يسعى لتشكيل حكومة ائتلاف وطنى ويحترم حقوق الجميع. ولكن النتائج أكدت أن الحزب قد حصد الأغلبية تليه الأحزاب اليسارية ثم بقية الأحزاب الأخرى. وهكذا تكون تونس قد انتخبت أول حزب اسلامى فى دول الربيع العربى باعتراف كل الأحزاب الأخرى وأمام انظار العالم. لم تعترض لجنة الانتخابات المستقلة فى تونس علي وجود أى مراقب محلى أو عربى أو دولى. ولم تعتبر اللجنة أن هذه الرقابة انتقاص من السيادة التونسية بل حرصت علي تسهيل عمل المراقبين الذين بدورهم خرجوا بتقارير أكدت للعالم نزاهة الانتخابات والنتائج. هذا ما حدث فى تونس المجاورة.. ومثلما حدث اثناء الثورة، تفصلنا نحن أيضًا عن اجراء الانتخابات اسابيع. فهل نستطيع أن نخرج بها بنفس سهولة انتخابات تونس؟!وهل سنقبل النتيجة التى نتوقعها..!، اتمنى.