في يوم 24 أكتوبر من كل عام تحتفل المدينة الباسلة السويس بعيدها القومي، فمدينة السويس التي قدمت على مر التاريخ آلاف الشهداء ، استطاعت في هذا اليوم العظيم – 24 أكتوبر - التصدى للجيش الإسرائيلي، وتدمير مدرعاته و لتقهر جيش العدو وتنتصر عليه ببسالة وشجاعة أهلها. وتتواصل بطولات تلك المدينة الباسلة؛ لتقدم في أول يوم من أيام ثورة 25 يناير، أول شهيدين تقدمهما مصر من مدينة السويس، ثمنا لنيل الحرية وتحرير البلاد من قيود الفساد المستشرية فيه. ففي يوم 25 يناير احتشد أهالي السويس وشبابها بعد صلاة الظهر في ميدان الأربعين ليخرجوا في مسيرة سلمية، إلى مبنى محافظة السويس مرددين هتافات"سلمية سلمية"، ومطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية، ليعودوا إلى ميدان الأربعين مرة أخرى لصلاة العصر واستكمال مسيرتهم السلمية، إلا أن قوات الشرطة قامت باستفزازهم وسبهم وضربهم بالعصي، وحصرهم في ميدان الأربعين كما أطلقوا عليهم الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع. السويس تقدم أول شهيدين في الثورة استمرت المظاهرات في اليوم التالي الثلاثاء 25 يناير ، حيث بدأت المظاهرة بشكل سلمي بعد صلاة الظهر من ميدان الأربعين، وحاولت قوات الأمن الاحتكاك بالمتظاهرين، حيث اختطفت بعض المتظاهرين من قلب المظاهرة، الأمر الذي دفع شباب المتظاهرين إلى تحرير الشباب المخطوفين؛ حيث اعتصم المتظاهرون أمام قسم شرطة الأربعين مطالبين بتحرير المتظاهرين المخطوفين . وفي محاولة من الأمن لفض الاعتصام أعطى مدير الأمن أوامر بسحل المتظاهرين والمتظاهرات لإنهاء الاعتصام، وقامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين بالرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع، مما أدى لوقوع إصابات وسقوط أول شهيدين بمصر في ثورة 25 يناير بالسويس. بعد سقوط أول شهيدين، تمسك الشباب أكثر بمطالبه، وأصبح أكثر حماسة في مواجهة قوات الشرطة، حيث واجه الشباب الرصاص الحي بإلقاء الحجارة على الشرطة في مشهد لم يحدث من قبل. وفي يوم الأربعاء 26 يناير استمرت الاشتباكات والمواجهات بين الشعب والشرطة في ميدان الأربعين، واشتعال الحرائق، وأطلقت قوات الشرطة على المتظاهرين إطلاق الرصاص الحي والمطاطي والخرطوش، وتواصلت الاشتباكات حتى فجر اليوم التالي الخميس 27 يناير حيث وصل عدد الشهداء ل3 شهداء . سقوط قسم الأربعين وأول ما فكر فيه السوايسة يوم الأربعاء، أن يتسلحوا بعدما قرروا ألا تكون المظاهرات سلمية بعدما أطلق عليهم النار من قبل قوات الأمن والشرطة ، حيث هاجم الثوار نقطة شرطة المثلث الضعيفة، واستولوا على السلاح للهجوم على الشرطة وقسم الأربعين لتحرير المتظاهرين المعتقلين والمختطفين داخل القسم. وما إن انتهى الثوار من الحصول على السلاح الموجود فى نقطة شرطة المثلث حتى بدأ زحفهم نحو قسم الأربعين ومديرية الأمن، وفى طريقهم لم يجدوا ما يمنعهم من حرق حى الأربعين حتى لا يتحول لغرفة عمليات ومعه مقر الحزب الوطنى فى الأربعين، ثم الجمعية الاستهلاكية وتوجهوا للتمركز أمام قسم الأربعين الذين فشلوا فى اقتحامه فى اليوم الأول. وشهد يوم الأربعاء معارك دامية وكما كبيرا من القنابل المسيلة للدموع وإطلاق نار من الجانبين إلا أن الثوار لم ينجحوا فى اقتحام القسم على الإطلاق. حيث نجح الثوار فى السيطرة على شارع الجيش ، وانتزعوا كل الصور الخاصة بمبارك من الشارع ومن الميدان الذي يحمل اسمه، كما قاموا بإحراق المطافئ ومركز الصيانة والإطفاء المدنى؛ ليمنعوا أي أحد من استخدامها فى إطفاء الحرائق ومعها دار مناسبات الأربعين وبعض المنشآت الحكومية. ورغم كم المنشآت الحكومية الذى تعرض للحرق يوم الأربعاء فإن ما من محل خاص للأهالى رغم وفرتها وأعدادها الضخمة فى الشارع خاصة فى منطقة الأربعين تعرض لأي تلف، حيث كان هدفهم هو إصابة المؤسسات الحكومية فقط. ومع بداية يوم الخميس كان الضعف أصاب الأمن فى السويس بشكل كبير، وشهد ذلك اليوم أكبر المعارك بين الثوار والضباط ، حيث اعتلى عدد غير قليل منهم أسطح الأبراج لمواجهة القناصة بإطلاق عبوات المولوتوف وبعض الطلقات عليهم والصواريخ الصوتية التى أصابتهم بحالة هلع وصعوبة فى المقاومة ومنع الهجوم على القسم. ومع اشتداد القذف الذى تعرض له قسم الأربعين لم يكن من الصعب أن يحترق تماماً وتسقط عبوات المولوتوف داخل فناء القسم، حيث لجأ الجنود والضباط للتحصن فى مكاتبهم والابتعاد عن السطح والأماكن المفتوحة. وأدت كميات الخشب الكبيرة الموجودة فى أسطح مباني القسم التى احترقت، لاشتعال حرائق صعب اخمادها، ليسقط بعد ذلك القسم في يد الثوار، ويتحرر الأسرى، ويتحول لمزار ومتحف مجاني توجه إليه أهالي السويس ليروا ما حدث به. صامدون حتى النصر وفي يوم الجمعة 28 يناير تظاهر عشرات الآلاف بشكل سلمي لإسقاط النظام مرددين سلمية سلمية والشعب يريد إسقاط النظام، حيث قامت قوات الأمن بدهس المتظاهرين بالمدرعات وإطلاق النار الحي دون أي سبب، مما أدى لسقوط 14 شهيدا خلال جمعة الغضب، ونزلت قوات الجيش بعد ذلك، ليقابلها أهالي السويس بالترحيب والتهليل؛ لتملأ شوارع السويس بعد انسحاب قوات الشرطة. واستمر أهالي السويس في تظاهراتهم وإقامة الاعتصامات طوال باقي أيام الثورة؛ رافضين العودة إلى منازلهم، وذهب يوم الثلاثاء 8 فبراير عددا من المتظاهرين من أهالي السويس للاعتصام بميدان التحرير، وتزايد عدد الشهداء والجرحي ليصل العدد ل 26 شهيدا من أهالي السويس، بالإضافة للعديد من الجرحى، لتحتفل السويس يوم 11 فبراير بقرار تنحي مبارك وتفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد. فيديوهات نزول أهالي السويس للتظاهر يوم 25 يناير ;feature=player_embedded اقتحام قسم شرطة الأربعين حريق قسم شرطة المثلث فيلم وثائقي مجمع عن ثورة 25 يناير بالسويس ابتداء من يوم 25 وحتى 11 فبراير يوم التنحي ;feature=player_embedded#! فيديو بشهداء السويس وأسمائهم