«آه لو لعبت يا زهر» غناء المطرب الشعبى أحمد شيبة هى الآن أكثر الأغانى رواجا فى الوطن العربى، حتى الآن وصل حجم المشاهدة على القناة الخاصة بالمنتج السبكى على «اليوتيوب» إلى ما يقرب من 40 مليون مشاهدة، وهو رقم ضخم لم يحققه الكليب الذى جمع بين عمرو دياب ومحمد منير «القاهرة» رغم كل الشعبية التى يتمتع بها النجمان، حقق الكليب الخاص بهما 4 ملايين مشاهدة على القناة الخاصة بعمرو دياب على «اليوتيوب»، أى أنها حققت 10٪ مما حققه أحمد شيبة. نجاح أغنية «آه لو لعبت يا زهر» بهذه الصورة له دلالات كثيرة وهى أن نجوم الصف الأول فى عالم الأغنية المصرية لم يعد لديهم ما يقدمونه لجذب المستمع المصرى والعربى، وأن هناك حالة من الفراغ الفنى أدت إلى نجاح مطرب شعبى شبه مغمور بهذه الطريقة، ولغة الأرقام لم تعد تكذب ولا تتجمل، ولكنها فى أحيان كثيرة تعبر عن الحقيقة، وتؤكد أن الشارع المصرى، والعربى لم يعد يبحث عن النجم، ولكنه فى أحيان كثيرة يتجه إلى الأغنية مباشرة، حتى لو كانت من نوعية «الهلس». أغنية «آه لو لعبت يا زهر»، هى أغنية شعبية لحنها شعبى تقليدى، وكلماتها تعتمد على إفيه يقوله كل المصريين «آه لو لعبت يا زهر» بالناس فى الشارع اعتبرتها تقول شيئا يعبر عنهم، فى الوقت الذى مازال كل نجوم الأغنية غارقين فى أغانى الحب والهجر والهيام بمفردات تقليدية نسمعها فى الأغنية المصرية منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضى عندما بدأ يطل علينا حميد الشاعرى ورفاقه بأغانِ كان يكتبها رفيق مشواره فى البدايات عادل عمر، منذ هذه الفترة وحتى الآن لم تخرج الأغنية المصرية من عثرتها ودخلت فى موجات شديدة الهبوط، أضاعت بجوارها كل ما هو جاد وجيد لأن الصوت العالى كان دائما لحميد ورفاقه بمعاونة شركات الإنتاج، منذ هذه اللحظة التى ظهر فيها هذا الجيل. أصبحت الأغنية هى نجم الشباك الأول وليس المطرب لدرجة أن الجمهور أصبح ينادى المطرب باسم الأغنية، على حميدة مثلا أطلق عليه مطرب «لولاكى» وغيره كثيرون حتى وصلنا إلى أحمد شيبة، الذى أصبح يطلق عليه مطرب «آه لو لعبت يا زهر»، زاد من أزمة الأغنية إن الإذاعات والفضائيات أصبحت تنحاز لأى عمل ناجح بغض النظر عن جودته، الآن هناك إذاعات لديها برامج خاصة بأغانى المهرجانات وهو أسوأ نوع من الغناء من الممكن الاستماع إليه، لكنه أصبح موضة، ولأن المسئولين عن الإذاعات والفضائيات الآن أصبحوا يتعاملون مع الغناء على أنه سلعة فأصبح كل شىء مباحا. حالة الفراغ الغنائى الذى تعيشه مصر منذ سنوات طويلة نتيجة تهميش كبار المبدعين من الملحنين والشعراء والمطربين جعلت الساحة الغنائية المصرية «أضحوكة» العالم العربى الآن، ففى الوقت الذى تطورت فيه الأغنية الخليجية فى اللحن والكلمة والتنفيذ الموسيقى، نجد الأغنية المصرية تعتمد على ألحان منسوخة أو مسروقة، والكلمات ساذجة، والغريب أن كبار نجوم الغناء فى مصر استسهلوا الأمر، وأصبحوا يقدمون نفس النوعية من الأغانى، وبالتالى عندما تعقد أى مقارنة بين الأغنية المصرية، والخليجية أو حتى اللبنانية سوف تجد نفسك تلقائيا تفضل القادمة من الخليج، هناك هم يستقطبون كبار الموسيقيين المصريين سواء للتسجيل فى الاستديوهات أو فى الحفلات «الحية» فى حين أن أغلب المطربين المصريين يستخدمون العازفين الدرجة الثالثة. أغنية «آه لو لعبت يا زهر» مثلها مثل عشرات الأغانى التى حققت رواجا جماهيريا، وفى نفس الوقت كشفت عورات وأزمات الغناء المصري، والتى أصبحت صعبة العلاج لأن كل المطربين المصريين لديهم تصميم على اللهث خلف لغة المال والتجارة، والغريب أنهم يلعبونها ربحا وخسارة رغم ذلك حتى الآن لم يكتشفوا أن 99٪ منهم أصبحوا يعودون إلى الخلف بسرعة الصاروخ بدليل أن شركات الإنتاج ابتعدت عنهم، وبورصة الحفلات لم تعد تمنحهم الأفضلية وبالتالى حتى بلغة التجارة هم غير موجودين بالمرة.