البابا تواضروس: نقص الحب في قلب الإنسان يجعله يرى العالم بشكل خاطئ    نائب سيناء: مدينة السيسي «ستكون صاعدة وواعدة» وستشهد مشاريع ضخمة    محافظة الجيزة توضح المستندات المطلوبة للتصالح في مخالفات البناء    أبشع سفاح    زياد كمال يغيب عن الزمالك أمام مودرن فيوتشر للإيقاف    إصابة 10 أشخاص اثر انقلاب ميكروباص على طريق شبرا بنها الحر    وزارة الأوقاف: دور الواعظات في المجتمع نتيجة دعم الدولة المصرية    خبيرة فلك تبشر الأبراج النارية بفرص إستثنائية    هاني شاكر ينعي وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن    في شم النسيم.. كيف تفرق بين الفسيخ السليم والفاسد؟    «الصحة»: أكثر من 2500 سيارة إسعاف منتشرة على المتنزهات والطرق في شم النسيم    .تنسيق الأدوار القذرة .. قوات عباس تقتل المقاوم المطارد أحمد أبو الفول والصهاينة يقتحمون طولكرم وييغتالون 4 مقاومين    10 مايو.. انطلاق ملتقى الإسكندرية الأول للسرد العربي بمركز الإبداع    نجل الطبلاوي: والدي كان مدرسة فريدة في تلاوة القرآن الكريم    نتنياهو:‫ الحرب في غزة ستنتهي بانتصار واضح.. ومصممون على إعادة المحتجزين    «جالانت» يحث «نتنياهو» بقبول صفقة التبادل ويصفها ب«الجيدة» (تفاصيل)    الوزير الفضلي يتفقّد مشاريع منظومة "البيئة" في الشرقية ويلتقي عددًا من المواطنين بالمنطقة    الإسكان: إصدار 4 آلاف قرار وزاري لتخصيص قطع أراضي في المدن الجديدة    لوائح صارمة.. عقوبة الغش لطلاب الجامعات    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟ دار الإفتاء تجيب    ظهر على سطح المياه.. انتشال جثمان غريق قرية جاردن بسيدي كرير بعد يومين من البحث    والده مات بسببها منذ 10 سنوات.. خلافات على أرض زراعية تنهي حياة شاب في المنوفية    الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على موقع صوت أوروبا لبثه دعاية مؤيدة لروسيا    الهلال يطلب التتويج بالدوري السعودي في ملعب المملكة أرينا    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    لجميع المواد.. أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2024    روسيا تسيطر على قرية جديدة في شرق أوكرانيا    طريقة عمل الميني بيتزا في المنزل بعجينة هشة وطرية    «العمل»: جولات تفقدية لمواقع العمل ولجنة للحماية المدنية لتطبيق اشتراطات السلامة والصحة بالإسماعيلية    نقل مصابين اثنين من ضحايا حريق سوهاج إلى المستشفى الجامعي ببني سويف    تامر حبيب يعلن عن تعاون جديد مع منة شلبي    انطلاق مباراة ليفربول وتوتنهام.. محمد صلاح يقود الريدز    يوسف زيدان يرد على اتهامه بالتقليل من قيمة عميد الأدب العربي    "صحة المنوفية" تتابع انتظام العمل وانتشار الفرق الطبية لتأمين الكنائس    فى لفتة إنسانية.. الداخلية تستجيب لالتماس سيدة مسنة باستخراج بطاقة الرقم القومى الخاصة بها وتسليمها لها بمنزلها    وزير الرياضة يتفقد مبنى مجلس مدينة شرم الشيخ الجديد    تقرير: ميناء أكتوبر يسهل حركة الواردات والصادرات بين الموانئ البرية والبحرية في مصر    التخطيط: 6.5 مليار جنيه استثمارات عامة بمحافظة الإسماعيلية خلال العام المالي الجاري    رئيس مدينة مرسى مطروح يعلن جاهزية المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين لاستقبال طلبات التصالح    ندوتان لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بمنشآت أسوان    الحكومة الإسرائيلية تقرر وقف عمل شبكة قنوات الجزيرة    5 مستشفيات حكومية للشراكة مع القطاع الخاص.. لماذا الجدل؟    "خطة النواب": مصر استعادت ثقة مؤسسات التقييم الأجنبية بعد التحركات الأخيرة لدعم الاقتصاد    التنمية المحلية: استرداد 707 آلاف متر مربع ضمن موجة إزالة التعديات بالمحافظات    البابا تواضروس: فيلم السرب يسجل صفحة مهمة في تاريخ مصر    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    طوارئ بمستشفيات بنها الجامعية في عيد القيامة وشم النسيم    موعد استطلاع هلال ذي القعدة و إجازة عيد الأضحى 2024    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    ميسي وسواريز يكتبان التاريخ مع إنتر ميامي بفوز كاسح    لاعب فاركو يجري جراحة الرباط الصليبي    اتحاد الكرة يلجأ لفيفا لحسم أزمة الشيبي والشحات .. اعرف التفاصيل    استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية على بلدة ميس الجبل جنوب لبنان    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 3 مج.ازر في غزة راح ضحيتها 29 شهيدا    اليوم.. انطلاق مؤتمر الواعظات بأكاديمية الأوقاف    مختار مختار: عودة متولي تمثل إضافة قوية للأهلي    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشفيات الحكومة .. خرابات
نشر في الوفد يوم 31 - 03 - 2016

المنظومة الصحية في مصر قتلها الإهمال وغياب الضمير، ولم يعد أمام المريض سوى انتظار قضاء الله، بعد أن تحولت المستشفيات إلى خرابات يسكنها الفساد، وباتت المستشفيات نذير شؤم للمرضى داخلها مفقود وخارجها مولود.
وتحول المواطن إلى حقل تجارب لبعض الأطباء التى انعدمت ضمائرهم نحّت المهنة جانبا، وبدلا من أن يخفف الطبيب آلام المرضي صار مصدرا لعذابهم.
ما يحدث داخل المستشفيات كفيل بإقالة حكومات في البلدان التى تحترم مواطنيها وطبعا هذا لن يحدث عندنا.
«الوفد» تفتح ملف صحة المصريين وترصد آهات ومعاناة المرضى داخل المستشفيات الحكومية.
غياب الأطباء فى ساحل سليم واختفاء الأدوية بالصدر .. وأبوتيج مصدر للأوبئة .. والتأمين متوقف
كتب - محمود عبدالحفيظ:
لا شك أن القطاع الصحى بمحافظة أسيوط يعانى من قائمة من المشاكل مما يؤثر على حياة المرضى مما دفعنا إلى فتح ملف المستشفيات داخل المحافظة.
وقبل زيارتى الى المستشفيات تلقيت عشرات الشكاوى من المواطنين وهو ما رسم صورة عن الوضع داخل وخارج المستشفيات.
فى البداية كشف لنا أحد الأطباء «أ. س» بمستشفى قصر العينى بأسيوط أن المستشفى يتردد عليه أكثر من 12 مليون مريض سنويا ويوجد به امكانات ونخبة من الأطباء الأكفاء ولكن لابد من توسعة المستشفى وزيادة عدد الأسرة نظرا لحجم المرضى المترددين عليه.
وأضاف: إن المستشفى تابع لجامعة أسيوط ويجب التعاون مع كافة المؤسسات ورجال الأعمال من أجل زيادة عدد الأسرة وبناء طابقين إضافيين حتى يتسنى لنا تلبية احتياجات المرضى من داخل المحافظة وخارجها.
وكشف لنا مصطفى على - أحد المرضى - أن المريض الذى يحتاج الى إجراء عملية جراحية لابد من زيارة عيادة الطبيب المتخصص حتى يتم تحويله الى المستشفى وإدراج اسمه فى كشوف العمليات.
وأضاف سعيد عثمان أن المستشفى يخدم عددا كبيرا من المواطنين البسطاء إلا أن المستشفى يعانى نقصا حادا فى العديد من التخصصات وفى مقدمتها الأوعية الدموية والمخ والأعصاب.
انتقلنا الى مستشفى مركز ساحل سليم الذى يبعد 3 كيلو مترات عن محافظة أسيوط، الذى يعتبر عنوانا للفخامة والجمال ولكن يحتاج الى مزيد من الإمكانيات اللازمة من أجل النهوض بمستوى الخدمة الطبية، ويرى رمضان خليفة الذى تعرض شقيقه الى أزمة الربو المزمن وعند وصولنا الى المستشفى لم نجد طبيبا داخل قسم الاستقبال وبعد مرور ساعة وصل الطبيب الممارس الذى قام بالكشف على شقيقى وكتب لنا عددا من الأدوية اللازمة حيث فوجئنا بأن المستشفى يعانى نقصا فى الأدوية وقمنا بشراء العلاج من خارج المستشفي.
ويضيف محمد بندارى أن المستشفى لا يوجد به مقاعد للجلوس عليها وانتظار الدور مما يجعل المرضى والمرافقين يجلسون على المصاعد والطرقات فلابد من توفير مقاعد للانتظار احتراما لآدمية المرضي.
كما كشف لنا حسام على أن معاملة الأطباء للمرضى معاملة سيئة للغاية فى ظل غياب الرقابة ومسئولى الصحة، فنحن نطالب أن يكون التعامل مع المرضى يتسم بالرحمة وأن يكون الأطباء على قدر من المسئولية.
يختلف الأمر كثير داخل مستشفى أبوتيج المركزى المكون من أربعة طوابق وبه إمكانات عالية إلا أنه يصلح أن يطلق عليه اسم وحدة صحية حيث أشار لنا عدد من المرضى الى أن مستوى النظافة والتعقيم لا يليق بالمبني.
وكشف لنا شكرى الببلاوى الذى يعالج من آلام فى فقرات العمود الفقرى عن تردى الأوضاع داخل مستشفى أبوتيج، مشيرا الى عدم وجود أى نوع من أنواع النظافة سواء داخل المستشفى أو خارجها.
ويرى عادل الببلاوى أن المستشفى يخدم الآلاف من المواطنين، إلا أن الإهمال وعدم الرقابة ونقص الإمكانات وقلة النظافة جعله مصدرا للأمراض والأوبئة، وأثناء زيارتنا المستشفى ومقابلة المرضى اصطحبنا محمد إسماعيل أحد المرافقين لمشاهدة حالة النظافة داخل المستشفى، حيث وجدنا أغطية الأسرة والبطاطين رديئة الجودة ولاحظنا أن القطط تحتل الغرف والطرقات وأن الحمامات غير صالحة للاستعمال والملايات عليها آثار دماء فى ظل إهمال المسئولين.
وأكد محمد السيد أحد سكان المركز أننا نعانى من الإهمال الشديد والتجاهل سواء من الأجهزة التنفيذية أو الرقابية وهو ما أدى الى تلاعب الأطباء بأرواح المرضى الذين لا يملكون نفقات علاجهم داخل المستشفيات الخاصة التى توفر خدمة علاجية ممتازة لطبقة الأغنياء أما الفقراء فلا عزاء لهم.
وتقول أميمة رشاد إن مستشفى أبوتيج يعانى نقصا حادا فى الأطباء خاصة المخ والأعصاب والجهاز الهضمى، حيث إن المريض لا يملك الذهاب الى المستشفيات الخاصة أو مصاريف انتقاله الى القاهرة وتطالب وزير الصحة توفير أطباء فى جميع التخصصات رحمة بنا.
رغم أن مستشفى التأمين الصحى يقع بجوار مبنى المحافظة ويخدم آلاف المواطنين، إلا أن العمل داخل المستشفى توقف تماما منذ أكثر من 8 سنوات بسبب عدم وجود ميزانية لاستكمال باقى عمليات الترميم.
وتبدأ الواقعة عندما قامت وزارة الصحة بتجديد المستشفى منذ عام 2008م ولكن نتيجة لعدم وجود ميزانية قام المقاول بوقف عملية الترميم لعدم قيام وزارة الصحة بدفع قيمة المرحلة الأولي، الأمر الذى دفع الأهالى لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة لتشغيل المستشفى، وقام رئيس الوزراء بتكليف القوات المسلحة لاستكمال عملية الترميم، إلا أن المحكمة أمرت بوقف الترميم بناء على طلب المقاول.
أما فى مستشفى المبرة يروى لنا أنور صالح أحد المرض أنه يعانى من مغص كلوى ورغم شدة الألم إلا أننى لم أجد أى طبيب يقوم بالكشف عليّ وبعد مرور أكثر من ساعة قامت إحدى الممرضات بإعطائى حقنة مسكنة وحتى الآن أنتظر الطبيب وعمل بعض الفحوصات.
وأضافت زوجة أحد المرضى «إنعام مصطفي» أنه لا يوجد أطباء ولكن الممرضات تقوم بأعمالهن وعند طلبك مقابلة أحد الأطباء الاجابة تكون «روحوا مستشفيات خاصة وانتوا تقابلوا الأطباء» وبالفعل أخذت زوجى وذهبنا الى مستشفى خاص رغم عدد امتلاكنا للأموال لأننا أسرة بسيطة ولكن ما باليد حيلة ونناشد رئيس الوزراء حل هذه الأزمة التى يعانى منها الكثير من المواطنين البسطاء الذين لا يملكون قوت يومهم.
أما داخل قرية البدارى تسود حالة من الغضب بين أهالى قرية البدارى، وذلك لرفض مستشفى القرية استقبال المرضى وتحويلهم الى مستشفى قصر العينى، وعدم وجود أطباء داخل المستشفى، ولكن متواجدون فى العيادات الخاصة بهم، وعندما تأتى حالة تحتاج الى انقاذها من الموت لا تجد من ينقذها من الأطباء، وهذا ما حدث مع «سيد القاضى» بائع الخضار عندما ارتفع مرض السكر لديه، وقام الأهالى بسرعة بنقله الى المستشفى، ولكنه خسر حياته بسبب عدم تواجد الأطباء بالمستشفى.
ويقول أهالى القرية أن شعار مستشفى البدارى «الداخل مفقود والخارج مولود» حيث انه بعد الثالثة عصراً لا يوجد اطباء نهائياً داخل المستشفى وعند وصول حالات مرضية فى الفترة المسائية لا تجد أى اسعافات لإنقاذها وناشد أهالى القرية وزير الصحة النظر الى منظومة الصحة والعمل على تحسين ادائها والنظر الى مشاكل المواطنين التى يعانون منها، ومحاسبة المقصرين فى اداء واجبات عملهم.
رغم اقتراب المسافة بين مستشفى الصدر ومكتب وكيل وزارة الصحة بأسيوط، الا أنه يعانى من الاهمال التام بالمريض، حيث يعانى من انعدام حاد فى جميع انواع الادوية المختلفة وغياب بعض الاجهزة الطبية المهمة داخل المستشفى.
ويقول ناصر شوقى: المستشفى لا توجد به أجهزة حديثة للكشف على المرضى، وكذلك المعاملة السيئة من قبل الأطباء للمرضى فقبل ان تذهب الى المستشفى لابد من المرور على عيادة رئيس القسم الخاصة حتى يتسنى دخول المستشفى.
وأضاف محمد اسماعيل: إن مستشفى الصدر يعانى من نقص حاد فى الاسرة حيث الغرف والاسرة كاملة العدد ولا يوجد مكان وأن عملية دخول المستشفى للعلاج بأسبقية الحجز، وطالب اسماعيل بضرورة زيادة الاسرة وسد عجز الاطباء لتحسين الخدمة الصحية بمستشفى الصدر بأسيوط كما طالب حسان احمد بضرورة استكمال توصيل شبكات الاوكسجين داخل المستشفى حيث ان شبكات الاوكسجين لا تعمل مما يهدد حياة المرضى.
الأورام أزمة .. ويوسف الصديق خارج الخدمة.. و"إطسا" مصاب بالفوضى
الفيوم- سيد الشورة
الاهمال الطبى فى مستشفيات الفيوم لا حدود له, المرضى لا يجدون ادوية والمستلزمات الطبية يشترونها على نفقتهم غالبا، والمعاملة من الاطقم الطبية اقل ما توصف به انها سيئة، والزحام فى العيادات الخارجية يجعل الحصول على الخدمة الطبية حلماً بعيد المنال خاصة مع تأخر الأطباء فى الحضور للمستشفيات.. كما أن قلة الأسرة فى وحدات العناية المركزة والاهمال يؤدى غالبا بمن قاده حظه العثر ان يدخلها الى الوفاة، وغالبا ما ينصح القائمون على هذه الوحدات أهل المتوفى بالخروج بالضحية دون تسجيل الوفاة وكأنه خروج حسب الطلب حتى لا يتم تسجيله حالة وفاة وترتفع أعداد الوفيات على المعدلات المعروفة.
أما أقسام الاشعة فى المستشفيات فهى شبه معطلة ويضطر المرضى إلى اجرائها بالمراكز الخاصة، وقسم الأطفال المبتسرين غالبا «كومبليت» ونادرا ما يجد أهالى الأطفال اسرة فى المستشفيات بالمحافظة ويذهبون بأطفالهم الى المستشفيات الخاصة.
مستشفى الفيوم العام يتعرض لضغط عمل رهيب لانه الملجأ الوحيد للبسطاء والفقراء الذين يرغبون فى العلاج به، كما ان المستشفيات المركزية تحول الحالات الصعبة اليها إضافة الى تزايد أعداد الحوادث تزامنا مع التوسع فى الطرق ووجود ما يزيد على 100 ألف موتوسيكل فى الفيوم حصيلتها اليومية من الحوادث يصل الى 20 حادثة وطريق القاهرة - أسيوط الغربى الذى يشهد فى نطاق المحافظة حوادث بالجملة وبالطبع يؤثر ذلك على الخدمة الطبية التى تقدم للمرضى والمصابين فى الحوادث.
التقارير الرسمية التى تصدر عن إدارة مكافحة العدوى بوزارة الصحة تشير إلى وجود قصور فى إجراءات مكافحة العدوى بالمستشفيات بدرجات متفاوتة، من حيث نقص الأدوات والأجهزة الطبية ببعض الأقسام أو عدم الالتزام بغسل الأيدى أو عدم الالتزام بارتداء الواقيات الشخصية أو توافر أقنعة عالية الكفاءة بالأقسام المهمة والحساسة التى تتطلب ذلك مثل عزل الدرن الرئوى النشط بمستشفى الصدر أو عدم الالتزام بمعايير التعقيم كاملة، والقصور فى توفير مفروشات الأسرة بالمستشفيات، وعدم التزام معظم عمال النظافة بارتداء الواقيات الشخصية المناسبة.
الحال نفسه تقريباً يتكرر مع مركز أورام الفيوم فبعد أكثر من 12 عاما على بداية العمل فى انشاء مركز الأورام بالفيوم وانتهاء الانشاءات فى المبنى منذ عدة سنوات تأخر وصول الأجهزة الطبية والتى قدرت بما يقرب من 35 مليون جنيه بسبب عدم وجود تمويل، والخلافات التى نشبت بين المسئولين بالصحة فى الفيوم والجمعية العلمية الاجتماعية للتأمين الصحى والتى قامت بتأسيس المشروع الذى يخدم عشرات الآلاف من مرضى الأورام فى المحافظة بل ومحافظات شمال الصعيد, أصبح حلم مواطنى الفيوم قريب المنال بعد ان اعلن الدكتور صلاح أبوطالب مدير عام التأمين الصحى السابق ورئيس الجمعية العلمية عن بدء تشغيل المركز خلال شهرين ونصف من خلال استقبال المرضى والفحص المبكر وإجراء التحاليل وتشخيص المرض.
أكد الدكتور صلاح أبوطالب أن المركز واجه الكثير من العقبات التى كانت تقف ضد تشغيله وانها فى طريقها للحل.
أشار «أبو طالب» إلى أن المركز يحتاج الى أجهزة تحاليل ب 490 ألف جنيه وجهاز قياس كثافة العظام ب 350 ألف جنيه وجهاز فحص الثدى ب مليون و340 ألف جنيه وجهاز قياس دلالات الأورام ب 150 ألف جنيه.
طالب ممدوح الحسينى عضو مجلس النواب بضرورة قيام أعضاء المجلس عن المحافظة بتشكيل حملة منظمة فى كل مراكز المحافظة لاستقطاب رجال الأعمال والأغنياء وحثهم على التبرع للمركز.
ويعد مستشفى طامية المركزى نموذجاً للاهمال الشديد فى المستشفيات الحكومية فرغم انه يخدم قرابة 400 الف نسمة ويستقبل مصابى حوادث طريق القاهرة - أسيوط الغربى وطريق الفيوم - القاهرة تنعدم فيه الرعاية الصحية بسبب تغيب الأطباء وتعطل الأجهزة ونقص الأدوية.
والشكوى الغالبة على ألسنة المرضى وذويهم ان الاطباء لا يقومون بالمرور على الحالات المحتجزة الا نادرا ونقوم بشراء اغلب الادوية على حسابنا
والدة أحد الأطفال تؤكد أن الخدمة التى تقدم لطفلها تقتصر على تعليق الممرضة المحلول ولا نرى الطبيب وأقسمت أنه لم يدخل على طفلها المريض أى طبيب منذ يومين. وهناك والد طفل يحمله على يديه للبحث عمن ينقل له دماً لحاجته الشديدة دون مجيب.
وفى قسم الاستقبال فى الفترة المسائية، أطباء القسم يتركون عملهم ويقوم به الممرضون، فى قسم الباطنة يرقد المرضى على مراتب من الجلد دون ملاءات وعلى الأرضية يتراص أقاربهم وذووهم، طبيب فى الصباح يمر على المرضى إن حضر لا يستغرق من الوقت دقائق ويتركهم لذويهم يتابعون حالاتهم.
أسفل عنابر احتجاز المرضى تجد النفايات الطبية ملقاة على الأرض وأكوام القمامة حولها تجلب الحشرات والبعوض.
وفى فناء المستشفى وأمام البوابة الرئيسية تتراص «التكاتك» والموتوسيكلات التى حولت ساحة المستشفى إلى ما يشبه موقف السيارات.
أما المستشفى المركزى فى يوسف الصديق فهو نموذج للمثل العامى «يوم الحكومة بسنة» قد بدأ العمل فى بنائه منذ ما يزيد على 10 أعوام لخدمة ما يقرب من نصف مليون مواطن من أبناء المركز وتكلف عشرات الملايين من الجنيهات، ورغم الانتهاء من البناء منذ سنوات، إلا أن المعدات والأجهزة الطبية لم تصل اليه حتى الآن وأصبح مجرد مبنى ينعق فيه «البوم»، المشكلة الكبرى التى تواجه عملية تشغيل المستشفى بالاضافة الى عدم وجود أجهزة طبية هو رفض العاملين فى الادارة الصحية بإبشواى ويوسف الصديق العمل فى المستشفى لوقوعه فى منطقة نائية.
ونظراً لانعدام الخدمة الصحية وعدم تشغيل المستشفى المركزى فإن يوسف الصديق يحتل المرتبة الأولى فى نسبة وفيات السيدات الحوامل بين مراكز المحافظة، خاصة أن أقرب مستشفى لهم يبعد ما يزيد على 50 كيلو متراً من بعض قرى المركز وهو مستشفى ابشواى، هذا إذا علمنا أن المركز يضم 28 وحدة صحية يقتصر عملها على الجانب الوقائى فقط.
ولا تختلف أحوال مستشفى إطسا المركزى كثيرا عن المستشفيات المركزية فالنظافة غائبة والفوضى حاضرة وغياب الاطباء عرض مستمر والمرضى يشتكون من سوء المعاملة، وان من يقوم على علاجهم أطباء الامتياز خاصة فى قسم الاستقبال .
غرف الاسرة فى المستشفى لا تصلح للنوم، أو لتلقى العلاج، لانتشار البعوض والحشرات والقطط التى تملأ جنبات المستشفى.
أهالى إطسا يؤكدون أن الإهمال الطبى للمريض يبدأ من عدم الاهتمام به منذ لحظة دخوله المستشفى، والكشف عليه داخل العيادات الخارجية أو الاستقبال، حيث لا يحصل على فرصة للتحدث عما يشعر به ويتألم منه بشكل مهنى، ويكتفى الطبيب فقط بالفحص الظاهرى السريع، بسبب ضيق الوقت وزيادة عدد المرضى وانشغال الطبيب بمرضاه فى عيادته الخاصة، أو مروره على أكثر من مستشفى خاص، إضافة لضعف الإمكانيات.
ومن جانبه حذر منجود الهوارى عضو مجلس النواب تدنى الخدمة الصحية فى المحافظة وخاصة فى مستشفى الفيوم العام ، مشيراً إلى أن الفساد فى مستشفى الفيوم العام يؤذى المواطنين خاصة الفقراء الذين يترددون على المستشفى للحصول على الخدمة الصحية والغالبية العظمى من الذين يرتادون المستشفى العام هم من غير القادرين، مؤكداً أن العمل فى المستشفى العام الوحيد فى المحافظة يحتاج إلى ضبط كبير وإلى مجهود مضاعف من المسئولين فى مديرية الصحة فى ظل وجود أباطرة من العاملين بالمستشفى لا يهمهم حال المواطن وتقديم خدمة صحية جيدة لهم.
المرض ممنوع بعد الساعة 11 صباحاً .. و"رأس البر" مصدر أمراض.. و"كفر سعد" و"فارسكور" و"الزرقا" أطلال
دمياط - عبده خليل:
رغم تطوير المنشآت، إلا أن الخدمة الطبية لم تتغير فى مستشفيات دمياط، بالإضافة إلى سوء حالة النظافة داخل المستشفى وخارجها وغرقت المستشفيات فى مستنقعات المخالفات الصارخة بداية من الإهمال فى التعامل مع المرضى مروراً بالمعاملة غير الآدمية للمرضى وأسرهم وانتهاء بقصور العلاج على حاملى كروت التوصية واتصالات الوساطة. والأخطر أن عدداً كبيراً من مستشفيات دمياط بلا أطباء, وإن وجدوا لا تزيد مدة بقائهم بها على الساعة 11 صباحاً بعدها يتحول المرضى من شباك المستشفى العام إلى أبواب العيادات الخاصة. أما من يتمسك بالبقاء فى المستشفيات الحكومية فإنه يظل فى سريره ينتظر ملك الموت، وعلى خلفية الصورة تتزايد شكوى المرضى ويتراوح الاتهام بين مديرى المستشفيات والأطباء ومتابعة الوزارة ولكن يبقى الموقف على ما هو عليه وتتزايد آلام وأوجاع المرضى.. يقول محمد كامل مستشار إعلامى لاتحاد نقابات أصحاب المعاشات «بعد أن كان المريض يعانى من تدنى الخدمات الطبية بالمستشفيات، أصبح يعانى من أعمال البلطجة والعنف التى تتم داخل المستشفيات، سواء من بعض الأشخاص من خارج المستشفيات، والذين يقومون فى أحيان كثيرة بالاعتداء على المرضى والأطباء، أو من قبل بعض العاملين بالمستشفيات أنفسهم، فكثير منهم يعنف المريض فى حالة تقدمه للشكوى للمسئول من سوء الخدمة بالمستشفى، أو سوء المعاملة. وطالب «كامل» بإعادة توزيع التخصصات الطبية على مستشفى دمياط التخصصى وعلى مستشفى دمياط العام، لرفع الخدمة الطبية فى المستشفيين، فعلى سبيل المثال يتخصص مستشفى دمياط العام فى جراحة العظام والكلى، لذلك طلبنا من محافظ دمياط تخصيص الأقسام على المستشفى العام والتخصصى، وأضاف أن المريض يعتبر دخوله المستشفى مغامرة غير محسوبة، قد تفقده حياته أو تفقده أحد أعضاء جسده، والمرضى فى مستشفيات دمياط يجلسون داخل عنابر المستشفيات، والقمامة تحاصرهم، كما تعانى غالبية المستشفيات خاصة المركزية فى دمياط وفارسكور والزرقا وكفرسعد من عدم وجود أجهزة أشعة مقطعية، وهى التى يحتاجها المصابون فى الحوادث، ويلجأ أهالى المرضى إلى حملهم إلى أقرب مركز أشعة خاص، متحملين تكاليف الأشعة، والغريب أنه حتى المستشفيات التى يوجد بها أجهزة أشعة، متكررة الأعطال، ويصعب إصلاحها.
وقال محمد الصواف من أهالى مدينة فارسكور إن مستشفى فارسكور العام، تحول من مستشفى مركزى يخدم مئات الآلاف من المرضى إلى مقبرة للمرضى حسب وصفه فالمستشفى لا تجد طبيباً به بعد الساعة الثالثة عصراً، ويغلق أبوابه فى وجه المرضى باستثناء وجود بعض الممرضات بها، وأصبح المستشفى مستنقعاً للمياه بسبب تهالك شبكات الصرف الصحى، والدور السفلى يحتوى على مخازن الأدوية ومخازن أنابيب الأكسجين، والكارثة الكبرى أنه يحتوى على وحدة الكهرباء الخاصة بالمستشفى بالكامل، بالإضافة إلى مواتير رفع المياه، مما ينذر بكارثة، كما نعانى من عدم وجود خدمة طبية جيدة ولائقة، بالإضافة إلى عدم وجود أطباء صدر وإخصائى أشعة وتمريض ولا يوجد أدوية. ومستشفى فارسكور الذى يقدم خدمات للمدينة التى يتخطى عدد سكانها 130 ألف نسمة، فضلاً عن المناطق المحيطة يشهد حالة مستمرة من الإهمال واللامبالاة واضحة للعيان دون تدخل من المسئولين لحل مشاكل المرضى، حيث إن هذه المشاكل تتمثل فى عدم وجود طبيب متخصص فى أمراض الصدر بصفة دائمة بالمستشفى، ووجود عجز بطاقم التمريض، فضلاً عن عدم توافر الكثير من أصناف الأدوية؛ الأمر الذى يجبر المرضى على شرائها من الخارج. والتخصصات غير متوفرة بالمستشفى، الأمر الذى يجبر المرضى على اللجوء إلى العيادات الخاصة ويحتاج لتزويده بأجهزة طبية متقدمة وخاصة أجهزة الأشعة حتى لا يلجأ المرضى للمراكز الطبية الخاصة، ولا يوجد بالمستشفى حاليًا سوى أطباء حديثى التخرج تنقصهم الخبرة.
وأشار حسن رجب -محام- لم تعد حوادث الطرق الوسيلة الأسرع للموت بدمياط، بل أصبحت المستشفيات العامة، قطاراً يحصد أرواح المواطنين بسبب الإهمال وغياب الرقابة وانعدام الضمير فى معاملة المرضى، خاصة غير القادرين، وتحولت المستشفيات بدمياط إلى مكان دعاية للأطباء، يطالبون المرضى من خلالها بالتوجه إلى عياداتهم الخاصة، بحجة ضمان العناية الطبية أو انتظار الموت فى المستشفى وعلى الرغم من التطوير المستمر فى مبانى المستشفيات العامة بدمياط وإنفاق الملايين من الجنيهات على شراء الأجهزة وتطوير الأقسام كما تدعى منظومة الإدارة بالمحافظة، إلا أن تطوير الضمير المهنى لكثير من الأطباء يقف محلك سر، ويسانده انعدام الرقابة الإدارية بداية من المحافظ ووكيل وزارة الصحة إلى مديرى الإدارات الذين تركوا الحبل على الغارب لكل مدير مستشفى يحوله إلى عزبة خاصة لا يطبق فيه إلا قانونه الخاص ونظراً لتردى الأوضاع الاقتصادية فى هذه الآونة وانتشار البطالة وتقليص الدخل لشريحة كبيرة من المجتمع الدمياطى، يلجأ الكثيرون للبحث عن العلاج فى المستشفيات الحكومية وذلك لارتفاع أسعار الكشف الخاص، لكن يصطدم المريض بمنظومة من الإهمال والجشع تسيطر على مجريات الأمور فى المستشفيات العامة، بداية من تأخر الأطباء فلا يتواجد طبيب بالمستشفيات قبل العاشرة صباحاً أو العاشرة والنصف، ومروراً بمعاملة سيئة من الإداريين والممرضات، وانتهاء بعدم وجود أدوات طبية، حيث يتعين على المريض أن يشترى الشاش والأربطة والسرنجة وخلافه من الخارج. وهذا ما يحدث بمستشفى دمياط العام، أما مستشفى التخصصى فيقول حسين سمير: وصل الحال بالمستشفى إلى اقتصار دوره على إرسال المرضى إلى مراكز أشعة أو تحاليل خارجية، وذلك على الرغم من امتلاء مخازن المستشفى بأدوات ومعدات تقدر بعشرات الملايين منها أجهزة أشعة أحدث من الموجودة بالمراكز الخاصة، فعلى الرغم من فخامة المبنى الخاص به، إلا أن سكان المدينة يشكون من انعدام الخدمات واستغلال الأطباء للمرضى وتحويلهم إلى عياداتهم الخاصة أو علاجهم فى المستشفى لكن بأجر كامل، وليس تدنى الخدمات الطبية المشكلة الوحيدة التى يصطدم بها المريض فى مستشفى التخصصى فقط، لكن منذ أعوام قليلة بدأت تتنامى ظاهرة البلطجة والعنف داخل مستشفيات المحافظة، سواء من أشخاص خارج المستشفى أو داخلها. أما مستشفى رأس البر فيقول حسنى أميرية: حالة من الإهمال والتدنى يشهدها مستشفى رأس البر العام، وسط تقاعس مدير المستشفى ومدير صحة دمياط، حيث تسكن غرف المرضى القطط والفئران والحشرات، فى الوقت الذى لا يجد فيه المريض مكانًا داخل المستشفى لاستقباله لتلقى العلاج أو إجراء الجراحات، ما أدى لانتشار الغضب والاستياء بين أهالى مدينة رأس البر التابعة لمحافظة دمياط. وأكد وجود روائح صرف صحى كريهة وقطط تلهو فى كل مكان وفئران ميتة، وأصبح المستشفى مقلب قمامة أو خرابة، والتى حولها الإهمال إلى مصدر للأمراض بدلاً من أن يكون حصناً منيعاً ضدها حيث تنتشر فى غرف المرضى وتنتشر بصورة كبيرة جداً على مواسير الصرف الصحى وخاصة منافذ الغرف، بالإضافة إلى وجود أكياس النفايات بكميات كبيرة منذ فترة طويلة. وناشد الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه محافظ دمياط إنقاذ أكثر من 20 ألف مواطن مهددين بالأمراض والأوبئة نتيجة انتشار الفئران الحية والميتة داخل المستشفى.
أما مستشفى كفر سعد فيقول محمد هشام: تشهد الخدمة الطبية والصحية بمستشفى كفر سعد المركزى معاناة بالغة سواء فى ظل النظام السابق أو الحالى فالمستشفى يعانى الإهمال والتسيب على الرغم من توافر الإمكانيات والأجهزة والمستلزمات الطبية حتى الأدوية متوفرة ولكن كل ما سبق متوفر فقط للنهب والسرقة، والمريض لا يجد الرعاية الكافية وربما لا يستطيع الدخول لتلقى العلاج, ليس عجباً إذن أن تتحول كلمة مستشفى تخصصى حكومى بالنسبة لأكثر من 250 ألف نسمة، إلى مرادفة لكلمات خرابة أو جبانة للموتى.
وعن الفساد فحدث ولا حرج فتجد أجهزة أشعة معطلة واستخدام منظفات للأدوات الصحية كمطهر للأطفال وبيع نفايات خطرة لجامعى القمامة.
المرضى حقول تجارب .. والتأمين الصحى فاشل.. والبلطجية يحتلون على الاستقبال
الغربية - عاطف دعبس:
مازال التأمين الصحى بالغربية يعانى من نقص حاد فى الأدوية الضرورية، مما دفع الأطباء إلى عدم صرف علاج المرضى. وفى بعض الأحيان يتم صرف بدائل أقل فائدة، فضلاً عن إصرار الأطباء على الكشف الظاهرى على المرضى، وخصوصاً أصحاب المعاشات.
وناشد جمال الدين عبدالعزيز شديد 59 عاماً، موظف بمرفق النقل الداخلى بطنطا الدكتور أحمد عماد وزير الصحة إنقاذه من إهمال التأمين الصحى فى طنطا. وقال «جمال»: أشكو من عدم علاجى بالطريقة المناسبة لحالتى حيث إننى أعانى من دوالى فى الساق اليسرى بسبب إصابتى قبل سنوات وأصر طبيب التأمين على «تجبيس» القدم رغم خطورته. وبعد ساعات قام بفك الجبس بسبب تدهور حالتى بعد أن أصبت بجلطة فى ساقى، ويرفض الأطباء تشخيص حالتى حتى أتمكن من الحصول على عمل خفيف رغم عدم قدرتى على الحركة وأنا موظف بسيط وبسبب مرضى وعدم قدرتى على الوقوف أتقدم بالحصول على إجازات كثيرة وبالتالى لا أحصل على حوافزى ومرتبى لا يحتمل مصاريف شراء أدوية.
وكل ما أطلبه هو تشخيص حالتى حتى أحصل على تقرير بنسبة الإصابة واستكمال علاجى وفق القواعد الطبية، وبالتالى أتمكن من العمل وأحصل على راتبى وحوافزى، وأنا مهدد بتدهور حالتى أكثر لدرجة بتر إحدى ساقى.
أما المستشفيات العامة والجامعية داخل محافظة الغربية تعانى من نقص الإمكانيات والأدوية والأجهزة الطبية وغياب الأطباء، بالإضافة إلى عدم وجود أى أنواع من الحراسة، مما دفع البلطجية إلى التعدى بالضرب على الأطباء والممرضات دون رادع من الأجهزة الأمنية، مما أثر بالسلب على تقديم الخدمة العلاجية للمرضى.
كما أن الأطباء جعلوا المرضى المترددين عليهم حقل تجارب، حيث شهدت على مدار الشهور الماضية مهازل لا حصر لها، آخرها قضية العمى الذى أصاب 7 فتيات بمستشفى رمد طنطا بسبب حقنهم بعقار ملوث. والخطير أن العقار غير مسموح باستخدامه ومازالت النيابة العامة تحقق فى المهزلة مع الأطباء المتورطين بالإهمال.
وهناك واقعة أخرى لأحد المرضى ويدعى إسلام المرسى دخل مستشفى الجامعة مصاباً بطعنات مطواة, دخل الاستقبال فكان فى انتظار عائلته قائمة من الطلبات الضرورية لإنقاذه, قبل أن يلفظ أنفاسه, والقائمة طويلة وسعرها يتجاوز 3 آلاف جنيه، بداية من الحقن والسرنجات والشاش والقطن والمطهرات.
وهذا مريض آخر يدعى محمد محمود من إحدى قرى الغربية، مازال «مندهشاً» هو وأسرته من حجم الأدوية والمستلزمات التى أجبر على شرائها من الصيدليات الخارجية وعلى نفقته، مما اضطر والده إلى الاستدانة بعد أن باع كل ما يملكه على علاج فلذة كبده!
وتعانى المستشفيات أيضاً بجانب الفقر الشديد واللامتناهى فى الأدوية والمستلزمات من سطوة البلطجية والذين يقومون بفرض سيطرتهم على عنابر المستشفيات.
وقد تحولت مستشفيات طنطا والمحلة وقطور وسمنود والسنطة وكفر الزيات وبسيون إلى مجرد مبانٍ وهياكل يوجد بها أطباء مذعورون وممرضات مرتجفات وعمال لا حول لهم ولا قوة وكلما مضت لحظة دون وقوع هجوم من البلطجية تنفسوا جميعاً الصعداء!!
وخلال الأسابيع الماضية قام العاملون بالمستشفيات بأكثر من وقفة احتجاجية للمطالبة بالحماية دون جدوى حتى بعد تصريحات المسئولين بإنشاء نقط خاصة لحماية المستشفيات، فضلاً عن التظاهر من ممرضات الجامعة للمطالبة بتسوية وضعهم المالى أسوة بممرضات الصحة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.