تعرضت مصر على مر العصور لكثير من الحروب والأزمات، التي استطاعت تجاوزها، وكل حكومة في حقبتها الزمنية، عقبات تعرقل مسيرتها، تحاول تخطيها والسيطرة عليها من خلال خطاب تلقيه لطمأنة الأمة وحثها على مساندة الشعب. واختارت الحكومات البرلمان، بتعدد مسمياته لطمأنة الشعب من خلاله، ومصراحته بحقيقة الأزمات، وكيفية التصدي لها، فوقف رئيس الحكومة تحت القبة يخاطب شعبه، فأحدهم يتنحى عن السلطة، والآخر يبكي رثاء لسلفه. خطاب السادات بعد تنحي عبد الناصر وجاءت كلمة محمد أنور السادات رئيس الحكومة، أثناء تنحي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إبان نكسة 1967، التى ألقاها أمام مجلس الأمة بمثابة طوق النجاة وشعاع الأمل لاسترداد المواطنين لرئيسهم المتنحي، واسترداد الدولة لكرامتها المهانة. فوسط حشد كبير من نواب المجلس، قال السادات: «لقد خرجت الملايين من جماهير شعبنا العربى يومى 9 و 10 يونيو وهى مستندة بطعنات الغدر، فى ثورة عارمة نظمتها وقادتها ونحتت من آلام النكسة شعاراً واحداً على امتداد الوطن العربى كله، لا نريد غير عبد الناصر». وأكمل: «كان هذا الشعار يحمل في ذاته اكثر من معنى، معنى الاراده التي لا تلين ومعنى الصمود الصلب، ومعنى الاصرار على رفض الاستسلام للامر الواقع، ومع كل هذا معنى الثورة على النكسه واسبابها، وانت في ضمير الشعب ووجدانه ، ورمز للقدرة على استمرار النضال مهما كانت قسوته ومرارته». خطاب عبد الناصر عقب نكسة 1967 ألقى رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية في ذلك الوقت «جمال عبدالناصر» خطابًا أمام البرلمان في الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة في 23 نوفمبر 1967، بعد 5 أشهر من الهزيمة في حرب1967، تضمن تأكيده أن هذه الفترة تعد من أصعب الفترات التي مرت على مصر، وأصعب من أيام الهزيمة نفسها، مؤكدا أن نكسة 67 ضربة شديدة وتسببت في صدمة نفسية كبيرة لجميع المصريين. خطاب النصر في 14 أكتوبر من عام 1973، عقب انتصارات حرب 1973، خاطب الرئيس الراحل ورئيس الحكومة في ذاك الوقت محمد أنور السادات الشعب، أمام المجلس لتأكيد الانتصار ووفاء للوعد الذي وعده لأمته وهو طرد العدو من الوطن، فقال: «عاهدت الله وعاهدتكم على ان قضية تحرير التراب الوطني والقومي هو التكليف الاول الذي حملته ولائا لشعبنا». وأكمل: «عاهدت الله وعاهدتكم على أننى لن أدخر جهداً، ولن أتردد دون تضحية مهما كلفني في سيبل أن تصل الأمة إلى وضع تكون فيه قادرة على رفع مستوى أمانيها، ذلك أن اعتقادي دائماً كان ولازال أن التمني والإرادة نوع من أحلام اليقظة يرفض حبي وولائي لهذا الوطن أن نقع في سرابة أو في ضبابه». وتابع: «عاهدت الله وعاهدتكم على أن نثبت للعالم أن نكسة 1967 كانت استثناء في تاريخنا وليست قاعدة، وقد كنت في هذا اصبر عن ايمان بالتاريخ يستوعب 7الآف سنة من الحضارة وتستشرف افاقا اعلم علم اليقين نضال شعبنا وأمتنا لوصول لبلوغها والوصوزل اليها وتأكيد قيمها وأحلامها العظمى». إعلان السادات الذهاب لإسرائيل وأعلن السادات أمام البرلمان استعداده الذهاب إلى إسرائيل، بعد حرب1973، لبحث إمكانية تحقيق السلام معها، وكان الخطاب الأشهر والأخير للسادات في يوم 5 سبتمبر 1981، إذ تحدث فيه عن الفتنة الطائفية، وأعلن عن اعتقال عدد من السياسيين والشباب خاصة من أعضاء الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين، مؤكدا ان جماعة الاخوان كان لديهم ثأر مع ثورة 23 يوليو. خطاب «مبارك» بعد اغتيال «السادات» وبعد مقتل «السادات»، تولى محمد حسني مبارك رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء، فبدأ أولى خطواته من مجلس النواب، الذي استهل أول خطاب له تحت قبته باكياً وهو يقول كلمته الشهيرة «هكذا جاء قدري» يقصد بذلك توليه الرئاسة. وكان محور الرئيسي للخطاب يدور حول تهديد الإرهابيين الذين قتلوا السادات، حيث تعهد بالقضاء على الإرهاب الذى تسبب في قتل الرئيس الراحل، وطلب وقتها من المجلس سن قانون الطوارئ لمساعدته في القضاء عليه ومحاربته ودحره نهائيًا.