حذر خبراء السياسة من خطورة وصول التيارات العنصرية في الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوربية إلى الحكم، مؤكدين أن ذلك يسبب أزمة للجاليات الإسلامية هناك، فضًلا عن التسبب في ظهور النماذج العنصرية التي حكمت الغرب في فترة من الفترات مثل موسوليني وهتلر. وهدد حزب البديل الألماني بمنع الأذان، وارتداء السيدات للنقاب في الأماكن العامة وختان الذكور عند المسلمين، حال وصوله للحكم وقالت "بياتريس فون ستورش"، عضو البرلمان الأوروبي والقيادية ب"البديل"، إن حزبها يعلن مواجهة المشاكل التي تؤثر على المواطنين في أوروبا كالهجرة والأمن الداخلي والإسلام وأضافت في تصريح لصحيفة "الصن داي تايمز" البريطانية، هل يجب أن نتخلى عن ثقافتنا وهويتنا لأن أفرادًا من ثقافات أخرى جاءوا إلينا أعتقد أن ذلك ليس ممكنًا؟". وتمكن حزب البديل الألماني من تحقيق فوز كبير على الحزب المسيحي الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية المحلية الأخيرة، ليصبح بذلك ثالث قوة سياسية مؤثرة في ألمانيا. وفي الولاياتالمتحدة كانت تصريحات دونالد ترامب المرشح الرئاسي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، المتعلقة بالمسلمين سببًا في إثارة المخاوف بشأن الجاليات الإسلامية حال وصوله للحكم، حيث كان قد صرح برغبته في منع المسلمين من دخول أمريكا، عقب حادث إطلاق النار في ولاية كاليفورنيا، فضًلا عن دعواته بمنع أصوات المساجد. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية أوضح أن ظاهرة الإسلاموفوبيا موجودة لدى الغرب منذ فترة طويلة، لكن وصول التيار الإسلامي للحكم في العديد من الدول العربية وانتشار العمليات الإرهابية أدى إلى تفاقم الظاهرة، مؤكدًا أن التطرف والعنصرية يتغذى كل منهما على الآخر. وأوضح أن النظم الديمقراطية الغربية لاتزال راسخة وقادرة على تصحيح نفسها، ولكن في حال وصول التيارات العنصرية سواء في الولاياتالمتحدةالأمريكية أو أوروبا، ستتكرر بطبيعة الحال سياسات موسيليني وهتلر في أوربا، وبوش الابن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي سيكون لها آثار بالغة الأهمية على الجاليات الإسلامية هناك. ويرى نافعة أن فرص وصول ترامب إلى السلطة في أمريكا ضعيفة، لكن في حال وصوله فإنه سيتخذ إجراءات من شأنها تقليص حرية الجاليات الإسلامية هناك، ومنع وصول المسلمين من الأساس إلى أمريكا. وأضاف أن لدى ترامب المقومات الجاهزة لشن الحرب على العرب والمسلمين، والمتمثلة في الجماعات الإسلامية والأحداث الإرهابية، الأمر الذي يبدو مختلفًا عما كانت عليه الأوضاع في فترة حكم بوش الابن الذي اتخذ من أحداث 11 سبتمبر حجة واهية لبدء الاعتداءات على المسلمين. وشدد عبد الله المغازي الفقية الدستوري على ضرورة تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في بث الرسائل الإيجابية الجديرة بتحسين الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين في مواجهة العنصرية الأوربية والأمريكية، فضًلا عن ضرورة استمرار الخطاب العاقل بين الدول العربية من ناحية والدول الأوربية والأمريكية من ناحية أخرى، عوضًا عن انتظار حدوث الكارثة المتمثلة في وصول الكيانات العنصرية للحكم. ولفت إلى أن الجماعات الإسلامية المتطرفة مثل داعش وجبهة النصرة، تسببت في ما يحدث الآن من اضطهاد للمسلمين، مشيرًا إلى أن الجماعات العنصرية الغربية تلقفت هذه الأعمال كهدية مقدمة لها على طبق من ذهب لشن الهجوم على الإسلام، بغرض تحقيق أطماعها التوسعية. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، رأي أن التمييز على أساس الدين، قائم في دول الغرب منذ سنوات، لاسيما في الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي يستدعي مرشحها دونالد ترامب فكرة النازية في التعامل مع الجاليات المسلمة. وأوضح أن دول الغرب، تضمر عداءً كبيرًا تجاه العرب بشكل عام والمسلمين بطريقة خاصة، ولكنها لا تجهر به علانية أمام المجتمع الدولي، لأنها تحاول الظهور في صورة الحاضنة لكل الأديان والتي تحارب الفكر العنصري رغم أنها منبعه. ولفت إلى أن الأمر، بات مؤشرًا على الطريقة التي ستعامل بها الجاليات المسلمة في تلك البلدان، وأن الإدارات بها باتت متطرفة فكريًا، وخطابها السياسي والإعلامي تجاه قضايا العرب سيكون عنصريًا. ولفت إلى أنه في حالة فوز ترامب سيكون امتدادًا للرئيس الأمريكي جورج بوش، وسيتأزم وضع الجالية المسلمة هناك، بفرض المحظورات عليها من كل صوب، لأنه يكرس أفكار التفرقة الدينية، وهي السياسة التي تتبعها أمريكا في المنطقة العربية.